خالد يوسف: الفاسدون يحوّلون الدستور إلى «حبر على ورق»
دان المرشح البرلماني خالد يوسف عضو لجنة الخمسين لصياغة الدستور المصري والمخرج السينمائي المعروف، ما سماه هجمة شرسة يقودها فاسدون من رموز نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، تسعى إلى تحويل الدستور المصري إلى حبر على ورق.وقال يوسف في مقابلة مع «الجريدة» إنه اقترح ترشيح مجموعة من مرشحي ثورة 30 يونيو ضد رموز نظام حسني مبارك في دوائرهم لتكون المعركة الانتخابية حقيقية، لكن الفكرة لم تجد طريقها للتنفيذ. وفي ما يلي نص الحوار:
• بداية، ما الدافع وراء إعلان ترشحك في البرلمان المقبل عن دائرة كفر شكر؟- عندما شاركت في صنع دستور البلاد من خلال لجنة الخمسين، انتظرنا تحول نصوصه من حالة الجمود على الورق إلى واقع متحرك على الأرض من خلال البرلمان المقبل، وفي هذه الفترة استشعرت وجود هجمة شرسة من بعض الفاسدين والمفسدين والناهبين لثروات مصر للعودة للحياة السياسية والظهور مرة أخرى عبر خوض الانتخابات البرلمانية، وهذا معناه أنهم سيحولون الدستور إلى حبر على ورق من خلال عمل تشريعات مثل التشريعات السابقة التي كرست لإغناء الغني وإفقار الفقير، ومن هذا المنطلق كان لزاما عليَّ وعلى أي مخلص لديه فرصة للنجاح أن يتقدم لخوض الانتخابات البرلمانية.• حدثنا عن كفر شكر؟- دائرتي ظلمت كثيرا، فهي دائرة معارضة لنظامي الرئيسين حسني مبارك ومحمد مرسي، وهذه المعارضة جاءت وبالا على مصالح الناس وعلى الخدمات الأساسية بها، وجاءت الفرصة لنأخذ حقنا الذي ظلمنا فيه أكثر من 30 عاما.• ما مواصفات النائب من وجهة نظرك؟ - الكفاءة في صنع التشريعات، وهل يعلم معنى كلمة تشريع، فهناك من المرشحين من لا يعرف الفرق بين الدستور والقانون أو بين الميزانية والموازنة، ثم «الانحياز للغلابة».• هذا يعني أنك مؤهل سياسيا وشعبيا للبرلمان؟- اختبرت نفسي بمعارضة 2 من رؤساء الجمهورية، وتحملت ضريبة ما تسفر عنه هذه المعارضة، بالإضافة إلى كل هذا لي تاريخ في النضال السياسي منذ نعومة أظفاري حيث كنت في يد نائب البرلمان السابق خالد محيي الدين، أطوف معه هذه الدائرة، وزرت أعتاب بيوتها معه، ولم أتركه حتى انتخابات 2005، وأشرف أني وقفت في ظهر هذا الرجل المناضل الشريف عبر الـ30 سنة الماضية، لذا أنا مصمم على استرداد كرسيه النيابي، خاصة أنني أعتبر نفسي أحد أبنائه.• ما رأيك في محاولة أحمد عز العودة للحياة السياسية؟- لو لم ارتبط بالترشح في الانتخابات بدائرة كفر شكر، وأعلنت ذلك مبكرا، لترشحت بدائرة أحمد عز بالمنوفية، وحولتها إلى معركة حقيقية تكون حديث البرلمان المقبل، وهذا ما اقترحته مؤخرا بأن يتم ترشيح مجموعة من مرشحي ثورة 30 يونيو ضد رموز نظام حسني مبارك في دوائرهم المختلفة لتكون هذه الدوائرة هي المعركة الحقيقية في الانتخابات المقبلة، ولكن لم تجد الفكرة طريقها للتنفيذ.• كيف تخرج مصر من أزمتها السياسية الراهنة؟- لن تخرج مصر من الأزمة، ولن تتم السيطرة على الإرهاب الموجود أو حسم قضية الجماعات المتطرفة أو نكسب معركة الإنسان التي نمر بها بشكل عام، إلا بإقامة دولة العدالة، فافعل ما شئت من تصدي لهذه الجماعات الإرهابية ولهذه المخططات الدولية بالسلاح والأمن، ولكن لابد من تحقيق العدل الاجتماعي على الجانب الآخر، وهذا ما فعله الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، فلم يستطع أن يواجه «الإخوان» بالأمن فقط، لكنه قام بالإصلاح الزراعي وأعطى الفلاحين 5 أفدنة وصنع حقوق العمال وقوانين يوليو الاشتراكية، فقدم مشروعا اجتماعيا للشعب.• هل معنى هذا أنك تؤيد التصالح مع جماعة «الإخوان»؟- أتصور أن مسألة المصالحة تعبير سيئ السمعة، لأن وقته انتهى، وكنا نتصالح مع من ندم واعتذر وبالطبع لم يتورط في الدم، واعترف أن الناس الذين كان يؤيدهم اتضح أنهم إرهابيون وقاموا بعمليات إرهابية، وخرجوا ضد إرادة الشعب المصري، وحاولوا مقاومتها بالسلاح والحديد والنار.