آيا طيبا: لا أعقد صداقات شخصية في الوسط الفني
نالت الممثلة اللبنانية آيا طيبا جائزة أفضل ممثلة واعدة من {موركس دور} عن دورها في المسلسل اللبناني {ولاد البلد}، وهي استطاعت بفضل المثابرة والجهد أن تتميّز في دورها المرّكب والصعب في {علاقات خاصة} (كتابة نور الشيشكلي، إخراج رشا شربتجي، إنتاج أون لاين برودكشان) الذي عُرض عبر OSN والمؤسسة اللبنانية للإرسال، مما جعلها تخطو أولى خطواتها نحو أدوار البطولة الأولى. تحضّر آيا راهناً لعملين دراميين فضلاً عن مشروع برنامج وكتابة مسلسل.
عن مشاريعها تحدثت إلى الجريدة.
عن مشاريعها تحدثت إلى الجريدة.
حصدت جائزة «موركس دور» أخيراً، ما أهميتها في بداية مسيرتك التمثيلية؟
أعتبرها جائزة معنوية ومسؤولية كبيرة تدفعني إلى تقديم المزيد من الأعمال النوعية. ما الذي تغيّر في آيا طيبا بدءاً من «العائدة» مروراً بـ«اتهام» و{ولاد البلد»، وصولاً إلى «علاقات خاصة»؟ أشير إلى أن انطلاقتي في التمثيل من باب «العائدة» جاء وليد الصدفة، إذ إن الممثلة كارمن لبّس التي التقيت بها في مكتب المنتج زياد شويري، اقترحت إسناد دور صغير لي في العمل، وهكذا حصل لتكرّ بعدها سبحة المسلسلات. عندما أقارن أدائي بين مسلسلي «ولاد البلد» و{علاقات خاصة» أجد فارقاً شاسعاً، فكيف حال المقارنة بين {العائدة} و}علاقات خاصة}؟ تطوّرت كثيراً نتيجة التمارين والخبرة التي اكتسبتها فضلاً عن المساعدة التي تلقيتها من المخرجة رشا الشربتجي خلال تصوير {علاقات خاصة} لأتمّكن من أداء {رنا}، وهو دور صعب ومرّكب. قدّمت قبل التمثيل برنامجاً تلفزيونياً تركياً، فلمَ اتجهت نحو الشاشة علماً أنك متخصصة في إدارة الأعمال؟ لم أسع يوماً إلى التخصص في إدارة الأعمال وحمل شهادتها، كذلك لم أسع يوماً إلى الإعلام أو الوقوف أمام الكاميرا، لأنني رغبت أساساً في دراسة الإخراج السينمائي في نيويورك، إنما رفْض والدي فكرة سفري دفعني نحو {إدارة الأعمال}. أمّا تقديمي برنامجاً تلفزيونياً تركياً، فكان أيضاً وليد المصادفة لقائي بمنتج تركي في السفارة الفرنسية حيث كنت أعمل، فأُعجب بحيويتي وبشخصيتي مقترحاً عليّ تقديم برنامج يرتكز على الرياضة القصوى والثقافة، وهكذا خضعت للكاست ونجحت، فغادرت عملي ولبنان منتقلة إلى تركيا. ألم تمهّد هذه التجربة أمام مشاركتك في مسلسل تركي؟ شاركت في فيلم ومسلسل تركيين. لذا فإن تواصلي مع المنتجين والممثلين الأتراك قائم، ما يمكّنني من المشاركة في أي مسلسل تركي مستقبلاً، لكنني أؤجل هذا المشروع راهناً لأن الموسم الدرامي هناك يمتدّ إلى 39 حلقة تلفزيونية، تحتاج كل منها إلى 6 أيّام تصوير، ما يجبرني على التغيّب لستة أشهر على الأقل عن لبنان، وبعدها سأضطر إلى الغياب سنة على الأقل عن الشاشة المحلية والعربية في انتظار انتهاء فترة تحضير أي مسلسل وتصويره هنا. لذا فإن التوقيت غير مناسب لأني أؤسس راهناً اسمي في عالم الدراما، خصوصاً بعد النجاح الذي حققته في {علاقات خاصة}. إنما الفارق شاسع بين الإنتاجين العربي والتركي؟ طبعاً، لكننا نلاحظ أن إنتاجات زياد شويري بدءاً من «ولاد البلد» وصولا إلى {علاقات خاصة} قد تطوّرت كثيراً على صعيدي الميزانية والتقنيات. فضلاً عن أن الإنتاجات التركية تتميّز بنوعية الصورة وفخامة المنازل والأكسسوارات، وهذه الأمور أصبحت متوافرة لدينا أيضاً على أن يقتصر الفارق عند مسألة الأجور. لذا لا أجد أن مستوى {العشق الممنوع} أفضل من «عشق النساء» مثلا سواء على صعيد نوعية الصورة والإخراج أو التقنيات. كيف تنظرين إلى دورك في «علاقات خاصة»؟ عندما كلفّني المنتج زياد شويري بدور «رنا» وجدته صعباً ومركبّاً ومحورياً، ما حمّلني مسؤولية كبيرة، خصوصاً أنه فرصة ربما لا أستأهلها في بداية مسيرتي، لذا شعرت بضرورة أن أضاعف جهودي لأثبت لنفسي كما للأستاذ زياد بأنني جديرة بها. هل تفكّرين بدخول مجال الإعلام المحلي أو العربي؟ يفرض تقديم برنامج معيّن أن يكون متماهياً مع شخصيتنا لنستطيع التفاعل معه. لدي فكرة جديدة لمشروع برنامج تلفزيوني يجمع بين تركيا ولبنان، أتمنى أن نبدأ تنفيذه العام المقبل مع شركة {أون لاين برودكشان}. ثمة من ينتقد دخول الغرباء إلى عالم التمثيل فيما يبقى المتخصصون عاطلين عن العمل، ما رأيك؟ صحيح أنني لم أتخصص في التمثيل لكنني أملك الموهبة الأساسية التي يمكن تنميتها وتفعيلها، أسوة بما فعل كثيرون غيري، ممن نمّوا موهبتهم واقتنصوا الفرصة المناسبة للانطلاق في مسيرتهم وإثبات ذاتهم. فالتمثيل موهبة برأيي وفرصة يجب معرفة كيفية اقتناصها في الوقت المناسب. كيف تنظرين إلى وسطي الإعلام والتمثيل؟ لا يخلو الاثنان من السيّئات، لذا أحرص على عدم عقد صداقات شخصية فنية أو إعلامية بعيداً من موقع العمل، على رغم أن ثمة ممثلين كثيرين أحبهم وأحترمهم على المستوى المهني. لكنني أشعر أن ثمة أشخاصاً لا يتمنون الخير للآخرين أو يغارون، لذا أفضّل أن أقوم بعملي وأغادر الموقع. لماذا تغيبين عن مسلسلات رمضان 2015؟ كان يُفترض أن أؤدي دوراً في مسلسل «قصة حب» الذي أتوّلى تنفيذه لصالح شركة «أون لاين برودكشان»، وهو من بطولة كل من نادين الراسي وباسل خياط وماجد المصري، لكننا ارتأينا تأجيل عرضه إلى ما بعد هذا الشهر الفضيل. لماذا لم تشاركي تمثيلا فيه؟ على رغم أهمية الدور، يبقى بطولة ثانية، لذا ارتأيت ألا أعود بعد أداء دور بطولة أولى في «علاقات خاصة» إلى أدوار ثانوية أو التسرّع في قبول أدوار تكون بمثابة الخطوة الناقصة في مسيرتي. برأيك ما تحققه الدراما اللبنانية راهناً يضعها في موقع القوّة أم الضعف مقارنة مع الإنتاجات العربية؟ نحن طبعاً في موقع القوّة لأننا استفدنا كلبنانيين من الإنتاجات العربية المشتركة التي ساهمت في انتشار الممثل اللبناني في العالم العربي كله، وأعزو ذلك إلى ذكاء المنتج زياد شويري الذي استطاع تسويق العمل اللبناني الصرف عبر الأعمال العربية المشتركة، والدليل تلقيّ رسائل من معجبين في المغرب والجزائر ودول عربية أخرى. هل تعودين إلى الأعمال المحلية بعدما ذقت طعم النجاح العربي؟ طبعاً، فمهما نجحت على الصعيد العربي، وعلى رغم أنه يمكن للبنانيين متابعتي في أي عمل عربي مشترك، فإن المشاركة في عمل محلي صرف بمثابة العودة إلى الجذور. هل تهمك المشاركة في عمل درامي خليجي أو إيراني؟ صحيح أنني لم أتلق عروضاً هناك بعد، إنما يجذبني الدور الجميل أينما كان شرط مشاركتي باللهجة الأم. ما هي مشاريعك المرتقبة؟ لدي عملان دراميان، واحد مع المنتج زياد شويري وآخر بإنتاج مصري، لكنني لن أفصح عن تفاصيلهما حتّى توقيع العقود النهائية إضافة إلى البرنامج التلفزيوني، لذا لست مكترثة لغيابي عن الشاشة في شهر رمضان طالما أن ثمة أعمالا تليق بالمستوى الذي حققته في «علاقات خاصة». كيف تقيّمين أهمية الدور المعروض عليك؟ لا أنظر إلى كونه بطولة أولى أم ثانية أم مشهداً واحداً، إنما إلى مدى أهميته وقدرته على تغيير مجرى الأحداث وقلب المقاييس. ألا تهمك هوية من يشاركك الثنائية؟ أبداً، ولا أتدخل في هذا الإطار. ألا تتمنين الوقوف أمام ممثل معيّن؟ طبعاً، باسل خيّاط. هل تلمسين تمايزاً في أسلوب الأداء بين اللبنانيين والمصريين والسوريين؟ لا تجوز المقارنة، خصوصاً أن عدد أعمال السوريين والمصريين يتخطى عدد أعمالنا، فضلا عن الاختلاف في المستوى التقني، وذلك كله يساهم في تطوير أداء الممثل. بالنسبة إلى «علاقات خاصة» قام كل ممثل بعمله على أكمل وجه، لذا لم نلحظ أي تمايز في الأداء بين الثنائيات الخمس، بل على العكس حصل تناغم في مستوى الأداء والإحساس. هل تتابعين ورش تمثيل بهدف تحسين أدائك أم تتكلين على إدارة المخرج في موقع التصوير؟ اتكّلت في «علاقات خاصة»على المخرجة رشا شربتجي وعلى أدائي الخاص بعد تحضيري المسبق لدوري. معروف أن لديّ مشكلة في الإلقاء ومخارج الحروف تمظهرت في «ولاد البلد» لكنني تحسّنت تدريجاً وسأخضع لتمارين مكثفة مع أستاذ متخصص في هذا المجال لأتخلص نهائياً من هذه المشكلة. الرعب والتشويق • ما تفاصيل مسلسل «توسيا» الذي ستتولى شركة «أون لاين برودكشان» إنتاجه لك؟ مسلسل عربي مشترك من 61 حلقة تلفزيونية كتبته بأسلوب التشويق والرعب لكنه يتضمن أيضاً قصة حبّ. ابتكرت كلمة «توسيا»، وسيكتشف المشاهد سرها في الحلقة 18. • لكن مسلسلات الرعب والتشويق لم تلق رواجاً على الصعيد المحلي؟ لهذا السبب يتضمّن قصة حبّ، وقد لعبت على وتر التشويق في ختام كل حلقة إضافة إلى تسارع الأحداث وكثافتها. صحيح أننا نخاطر فيه، لكنني لا أريد المقارنة بين إنتاج {أون لاين برودكشان} والإنتاجات الأخرى، فضلا عن أننا اخترنا مخرجاً عبقرياً. • هل أنجزتم عملية اختيار الممثلين؟ يتضمّن الفريق 12 أو 14 بطلا ثابتاً أحدهم طوني عيسى، وعدداً من الضيوف المحوريين الذي سيطلون في حلقات معيّنة ليغيّروا مجرى الأحداث، ثم يغادرون. • متى تبدأون التنفيذ؟ مطلع العام المقبل لذا لا يمكن الكشف عن تفاصيل كثيرة بشأنه. • في حال نجحت ككاتبة درامية، هل تعتزلين التمثيل؟ أبداً، سأسعى الى التوفيق بينهماـ خصوصاً أنني أكتب منذ سنيّ المراهقة، وأجد في ذلك متنفّساً في الحياة ووسيلة لاستخراج طاقتي الدفينة، مثلما أشعر راهناً بعدم قدرتي على الاستغناء عن التمثيل. • هل يختلجك شعور السباق مع الوقت، خصوصاً أن لديك عدداً من المشاريع الفنية؟ أشعر أنني أريد تنفيذ أمور عدّة في الوقت نفسه ويتملّكني هاجس إنجاز ما أسعى إليه بسرعة وتحقيق النجاح، وأعزو ذلك إلى طباعي وشخصيتي. إنما ثمة فترة انتظار ما بين التحضير والتنفيذ، بالتالي يجب التأقلم معها.