مصير إخوان مصر يُجبر «الدولي» على التراجع
ألقت الضربات الموجعة التي تعرضت لها جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر بظلالها على فروع التنظيم الدولي للإخوان الذي ينتشر في عدة بلدان عربية وإسلامية.وفي حين يقوم «إخوان تونس» بقيادة مؤسس حركة «النهضة» راشد الغنوشي، بإجراء مراجعات فكرية وسياسية، شهدت «جبهة العمل الإسلامي» المُعبرة عن الإخوان في الأردن انشقاقاً تمثل في تأسيس المنشقين «جمعية الإخوان المسلمين» وإعلانهم الانفصال عن «إخوان مصر» المصنفة إرهابية من الحكومة المصرية.
وفي الوقت الذي قال فيه مراقبون، إن «عقد التنظيم الدولي بدأ في الانفراط بعد سقوط الجماعة الأم للإخوان في مصر»، اعتبر آخرون تلك الإجراءت ضمن سياسة المناورة التي يتبعها الإخوان كلما تزايدت عليهم الضغوط، مثلما حدث ووقَّع عدد من قيادات الإخوان في مصر على ما يسمى «وثيقة إقرار التوبة».الإخواني المنشق كمال الهلباوي، اعتبر الانشقاقات التي وقعت في صفوف تنظيم «إخوان الأردن» ومن قبلهم «إخوان الجزائر» مؤشراً مهماً، يشير إلى بداية تفتت التنظيم الدولي، واصفاً إجراء إخوان الأردن بـ»غير المسبوق»، مُرجحاً وجود المزيد من عمليات الانشقاق في صفوف التنظيم، خاصة أن عدداً من قيادات الجماعة بدأ في المطالبة بضرورة تجنب مصير «إخوان مصر».الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، أحمد بان قال إن «الخوف من تكرار مصير إخوان مصر هو ما دفع تلك الفروع إلى إجراء مراجعات وانشقاقات»، مشيراً في تصريحات لـ»الجريدة» إلى أنه من الصعب التأكد من صدق تلك الإجراءات، خاصة أن هناك العديد من المراجعات الفكرية التي تبنتها تنظيمات إسلامية، ثم انقلبت عليها في أول تطبيق فعلي لها، مضيفاً: «الأيام المقبلة سوف تكشف عن مدى صدق تلك الإجراءات».