أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل وزيرة الدولة لشؤون التخطيط والتنمية هند الصبيح ان "النظرة التقويمية الشاملة لواقع العمل الانساني التطوعي الآن تبين الكثير من الأمور أهمها ارتباط العمل الإنساني بمجمل الأحداث الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تجري في دول العالم وتفاعله وتحركه السريع لتقديم يد العون والمساعدة لتخفيف تداعيات تلك الأحداث".

Ad

وقالت الصبيح خلال افتتاح فعاليات ندوة "رؤية استشرافية للعمل الخيري والانساني الكويتي" التي نظمها ملتقى الكويت الخيري بالتعاون مع "الصليب الدولي" والهيئة الخيرية الاسلامية العالمية ووزارة الشؤون وجمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية مساء أمس الأول، ان "الروابط الانسانية البحتة بين البشر تفرض على الانسان في كل مكان ان يهب لمساندة ومساعدة أخيه الانسان بصرف النظر عن انتمائه العرقي أو المذهبي أو أي انتماء آخر"، موضحة ان "اتساع رقعة الأحداث الدولية وتداعيات التغيرات البيئية والمناخية والاقتصادية ضاعف من الحاجة إلى دور العمل الانساني التطوعي والعمل الانساني التطوعي بما يميزه من تحرر من مقتضيات البيروقراطية الادارية أكثر قدرة على سرعة الحركة من باقي القطاعات الرسمية وشبه الرسمية".

عمل مؤسسي

وأضافت ان "واقع العمل الإنساني والتطوعي نواة لاستراتيجية مستقبلية ملامحها ضرورة العمل في نطاق استراتيجيات التعاون والتكامل لا المنافسة والفردية مما يحتم قيام شراكات محلية وخارجية مع ضرورة أن يراعى في تنفيذ العمل الاحترافي أو التخصص والتركيز على جوانب وأدوار محددة لكل مؤسسة من المؤسسات والتحول مع الاضطلاع بمسؤولية تنفيذ الاعمال إلى تقديم الدعم الفني لمؤسسات مجتمعية معتمدة على نفسها ذاتيا في الدول المستفيدة من الخدمات التطوعية"، مشددة على "ضرورة تحويل العمل إلى مؤسسي وفق مناهج ادارية وقيادية معاصرة تتبنى المنهج العلمي وتبتعد عن العفوية والعاطفية في التعاطي مع الشأن التطوعي وايلاء ثقافة التطوع وانخراط أفراد المجتمع في الاعمال التطوعية قدرا أكبر من الاهتمام لما في ذلك من مكاسب على المستويين الفردي والمجتمعي على حد سواء مع ضرورة دعم الاجهزة الحكومية الرسمية لانسيابية العمل التطوعي والعمل على بلوغه النتائج المرجوة مع تأمين بيئة العمل التطوعي من النواحي القانونية والتنظيمية والادارية ومشاركة المؤسسات التطوعية في عملية التنمية للتحول من مؤسسات تتحرك كردود فعل الى مؤسسات تعمل في ساحة التأثير ورفع الكفاءة العلمية والمهنية".

كرامة إنسانية

من جانبه، قال رئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية، مبعوث الامين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية، المستشار بالديوان الأميري    د. عبدالله المعتوق ان "الكويت باتت رقما مهما في المعادلة الإنسانية الدولية لحرصها أميرا وحكومة وشعبا ومؤسسات أهلية وقطاعا خاصا على مساندة القضايا الانسانية في العالم وصون الكرامة الانسانية وتقديم العون والمساعدة لكل المحتاجين دون تفرقة أو تمييز على أساس الدين والعرق واللون واللغة والجنس".

مواجهة الأزمات

بدوره، قال نائب رئيس البعثة الاقليمية للجنة الدولية للصليب الأحمر في دول مجلس التعاون الخليجي يحيى خليل ان "العالم يواجه بشكل عام ومنطقتنا العربية بشكل خاص عددا كبيرا من الأزمات الانسانية والصراعات مما أدى الى تفاقم الأوضاع الانسانية بشكل غير مسبوق في تاريخنا المعاصر من سورية الى العراق إلى اليمن فالصومال وفلسطين المحتلة وليبيا"، موضحا ان "هذا الأمر يتطلب من الحركة الدولية للصليب الأحمر بالإضافة إلى المنظمات والجمعيات والهيئات الإنسانية والخيرية العمل سويا على مواجهة هذه الأزمات بفاعلية، من خلال التنسيق والتكامل لتقديم المساعدات الانسانية والتخفيف من وطأة المعاناة".

وأضاف: "علينا أن نبحث عن توحيد الجهود وتطوير آليات العمل الإنساني والتحديات التي تواجهه في عالم مضطرب كعالمنا اليوم والصعوبات التي تعترض تطبيق مبادئ القانون الدولي الإنساني وكيفية التغلب على التحديات وتطوير الأنشطة الانسانية من أجل زيادة فعاليتها ومناقشة سبل تعزيز التعاون بين المؤسسات الانسانية المحلية والدولية وسبل حماية العاملين الانسانيين في مناطق الازمات والكوارث".