لنصنع قرار تصحيح المسار!
كعادة الاتحاد الوطني فرع الولايات المتحدة، يبدع شبابنا في اختيار عناوين متقنة وغنية لمؤتمراتهم السنوية، وعنوان المؤتمر الحالي "لنصنع قرار تصحيح المسار" شعار دولة في الحقيقة، ويليق بأن يكون عنواناً لبرامج عمل الحكومة والشمعة التي يفترض أن تضيء خطة التنمية الموعودة.
تحية عطرة لأبنائي وبناتي الطلبة الدارسين في الولايات المتحدة بمناسبة المؤتمر السنوي الثلاثين للاتحاد الوطني الكويتي فرع أميركا، وكل التقدير والامتنان للشباب الأعزاء على رأس هذا الاتحاد المميز وجهودهم الرائعة في تنظيم واحتضان أكبر تجمع كويتي خارج البلاد، وقد حالت ظروف خارجة عن إرادتي دون تلبية الدعوة الكريمة وشرف الالتقاء المباشر مع نخبتنا الشبابية في سان فرانسيسكو، وفرصة التزود من حماسهم المتدفق وطرحهم الطموح وحمل المسؤولية الوطنية وهم بعيدون عن الديار، ومازالوا في مقتبل العمر وبداية المشوار.أجد لزاماً أن أشارك بناتي وأبنائي الأعزاء احتفاليتهم السنوية، ولو عن بعد، استشعاراً بالقرب الوجداني لكل منكم وللشد على أيديكم وأنتم تحملون شعار العلم وتطوعتم بأن تكونوا سفراء لبلدنا في الخارج وأن تكونوا حلقة مكملة لمواصلة المسيرة الطلابية الكويتية الرائدة ورافداً للاستثمار البشري عندما تعودون بالشهادات العلمية والخبرات الثقافية للعطاء الفعلي والمشاركة عبر مختلف المواقع والمسؤوليات في إدارة شؤون وطنكم.
كعادة الاتحاد الوطني فرع الولايات المتحدة، يبدع شبابنا في اختيار عناوين متقنة وغنية لمؤتمراتهم السنوية، وعنوان المؤتمر الحالي "لنصنع قرار تصحيح المسار" شعار دولة في الحقيقة، ويليق بأن يكون عنواناً لبرامج عمل الحكومة والشمعة التي يفترض أن تضيء خطة التنمية الموعودة، وهذا العنوان دليل واضح على حالة الركود والإحساس بالعجز واستمرار ظاهرة التوهان السياسي، أو بعبارة أدق رفض الواقع الإجمالي بأبعاده السياسية والفكرية والمستقبلية في عيون غالبية الشعب الكويتي، سيما شرائح الشباب منهم. عنوان "لنصنع قرار تصحيح المسار" يوحي لي بجلاء دوافع الجرأة والصراحة عند شباب الكويت لإدراك ضرورة تعديل المسار المتعثر في بلدنا وقناعاتهم بأن مثل هذا القرار لم يتخذ بعد، الأمر الذي قد يعني استمرارنا في الدوران العشوائي حول أنفسنا واستنزاف الوقت والجهد دونما نتائج حقيقية واعدة وملامسة للطموح ومواكبة لعصر السرعة الفائقة في كل شيء.إنني على ثقة بأن شبابنا في الخارج سيترجمون العديد من الصور المعبّرة عن كيفية صناعة هذا القرار عبر مداخلاتهم وتعليقاتهم في الندوات الرئيسية، وعن طريق الأفكار الواردة في معرض مشاريع تخرجهم ومن خلال أطروحاتهم في المنافسة الانتخابية وإيصال آرائهم للمسؤولين المتواجدين معهم، ومع ذلك ليسمح أبنائي الأعزاء أن أشاركهم بتوصية واقتراح يكونان المدخل لهذا المشروع الكبير، فأي قرار لا يتمتع بحاضنة واسعة ومتماسكة لا يمكن التسويق له وفرضه على المستوى الوطني، ولتكن نواة هذه الحاضنة أنتم حين تجمعون على ثوابت وطنية قوية بعيداً عن المزايدات الفئوية الضيقة والمصالح المذهبية والطبقية الصغيرة، هذه الظاهرة تلمستها من أبنائنا الطلبة بوضوح، ولكنها مع الأسف تبقى في أجواء الخارج، وبمجرد عودة الطلبة إلى الديرة نجد الكثير منهم يذوب من جديد بين جدران هذه الانتماءات المتعددة لتغذيها العصبيات والفزعات، فحذارِ من هذا المطب. وأذكّر أعزائي بأن الطلبة الدارسين في الخارج طالما تحولوا إلى قادة سياسيين في بلدانهم في عقود القرن الماضي كنهج مستمر للعطاء وخدمة أوطانهم، وأنتم بالتأكيد لستم بأقل منهم شأناً وطموحاً، خصوصاً أنكم تعيشون عصر الإبهار العلمي وإرهاصات العولمة المتدفقة، فكل التوفيق والسداد لكم ولمجهودكم ممزوجاً بعبق الود والمحبة والسلام، حفظكم الله وحفظ بكم الكويت.