عزفت أعمال موسيقية ألّفها فسيفولود زاديراتسكي بعنوان "24 تمهيداً وتتابعاً" في معتقلات كوليما السوفياتية الرهيبة على قصاصات ورق، وأهملت على مدى 75 عاماً، للمرة الأولى الليلة قبل الماضية في موسكو.

Ad

وقال نجله الذي يحمل الاسم نفسه متأثراً في افتتاح العرض في كونسرفاتوار تشايكوفسكي في موسكو "كان يكتب موسيقاه في ظروف قصوى من أجل الصمود".

ولد المؤلف في أوكرانيا عام 1891 عندما كانت جزءاً من الإمبراطورية الروسية، وتعلم الموسيقى في معهد موسكو الموسيقي في عهد القياصرة، وكان أحد مدرسي الأمير أليكسيس ولي العهد ونجل القيصر نيكولا الثاني. وأصبح بعد ذلك ضابطاً في الجيش الروسي خلال الحرب العالمية الأولى، ثم قاتل ضد الثورة الشيوعية في صفوف الجيش الأبيض.

وقد جرد من الحقوق المدنية ومنع عليه الإقامة في مدينة كبرى والعزف أمام جمهور. وقد ألف خلال اعتقاله في غولاغ كوليما في أقصى الشرق الروسي المقطوعات الـ24 التي عزفت الأحد على برقيات أو قصاصات ورق صغيرة.

وروى نجله "كان الحراس يعطونه الورق وكان يعد باستخدامها لكتابة الموسيقى فقط، وكانوا يعطونه إياها، لأنه كان يروي قصصاً مثيرة للاهتمام".

وأضاف زاديراتسكي الابن وهو موسيقي وأستاذ في الكونسرفاتوار أيضاً "تمكن من الصمود، لأنه كان اعتاد على السجن لدى إرساله إلى المعتقل، فكان يعرف كيف يتصرف وكيف يصمد. وقد خرج منه ظافراً".

وبعد وفاته في عام 1953 بقيت أعماله سرية، وبدأت تظهر في مطلع الألفية الحالية ولاسيما في أوكرانيا، إذ إنه تُوفي في لفوف (غرب) حيث دفن.

 (أ ف ب)