تخوضين تجربة جديدة مع {رقص النجوم}، فهل كانت على مقدار توقعّاتك؟
تحمّست كثيراً، في البداية، لأنني أردت اكتشاف قدرتي على إيجاد نفسي في إطار يختلف عن التمثيل، ويؤكّد أنني موهوبة في الجوانب الفنية كافة، خصوصاً بعدما ازدادت الدخيلات في مجال التمثيل، وبات بإمكان أي شخص من خارج الوسط أداء دور البطولة. لهذا السبب، رغبت في خوض تجربة أخرى ضمن إطار الفنّ حتى يُغربل. أجتهد حتى لا يقتصر هدفي على التمثيل، بل أكون جاهزة لاقتناص أي فرصة، سواء جاءت من خلال صوتي أو التعبير الجسدي الراقص.أنت ممثلة صوتك جميل وتعلّمت أسس الرقص، فهل تطمحين لمشروع غنائي استعراضي؟طبعاً، أتعلم التعبير الجسدي من خلال الرقص لأخدم الشخصية التي أؤديها في التمثيل بشكل أكبر.هل ثمة منافسة حقيقية بين المشتركين؟اشتركنا جميعنا بهدف بلوغ النهائيات والفوز باللقب، لأن التجربة جميلة، ولا يمكن أن تمرّ مرور الكرام في حياتنا. فضلا عن أن تعلّم نوع رقص جديد أسبوعياً أمر مهمّ جداً، لا سيما أن أحداً منا لا يفكرّ بالالتزام بهذه الدروس. شخصياً أسعى إلى تعلّم أنواع رقص مختلفة والتدرّب عليها. هل يتطلب الوقوف أمام لجنة التحكيم والجمهور شجاعة كبيرة؟بصراحة نعم، فانتظار علامات اللجنة والإصغاء إلى رأيها يتطلبان روحاً رياضية وتقبّل الانتقاد وضبط النفس، وأن تكون ردّة فعلنا عفوية لأننا نطلّ مباشرة عبر الهواء، والناس لا يحبّون الادعاء، لذا لا يمكن أن نتصنّع في التصرّف، رغم أننا معرّضون لأي موقف محرج سواء السقوط أرضاً أو التعثرّ في الرقص.يعني أن تلك اللحظة تعرّي المشترك النجم أمام جمهوره؟طبعاً، لأن ردّة فعله تفضح طبيعته الإنسانية وحقيقة مشاعره ونفسيّته، وهذا ما يوّد الجمهور اكتشافه، أي اكتشاف وجهنا الحقيقي.أي شعور يخالجك حين تقفين على تلك الخشبة؟لست معتادة على الخسارة، لكنني بصراحة لست مهتمّة بالفوز بالكأس بمقدار اهتمامي بتعلّم أنواع رقص جديدة، فضلا عن اكتساب محبة الناس التي لا تُعوّض، فما نفع الرقص بطريقة ممتازة إذا كنت أعامل الجمهور وشريكي بفوقيّة، وأتصرّف بطريقة بشعة. تعرّف جمهوري إليّ عبر شخصيات تمثيلية عدّة لكنه راهناً يتعرّف إلى حقيقتي، وكيف أفكّر وأتصرف في حياتي اليومية.يُعرض البرنامج عبر قنوات عربية عدّة، هل الانتشار العربي من خلاله يوازي الانتشار الدرامي؟عُرض مسلسلي «دوائر حب» تزامناً مع عرض «رقص النجوم»، لذا أطليّت على جمهورين مختلفين في آن، ثمة من يفضّل البرامج الاستعراضية على الدراما أو العكس، لكنني في الأحوال كافة فائزة، طالما أنني أطلّ على الجمهورين معاً.تطلّب البرنامج تفرّغاً تاماً، فهل استأهل التخلي عن الأعمال الدرامية موقتاً؟حين أقرر الدخول في تجربة جديدة، أخوضها حتى النهاية من دون تراجع أو ندم. اشتركت في هذا البرنامج لأنني أحبّ الرقص والموسيقى من دون إدعاء، لذا لست نادمة على هذه المشاركة، سواء بلغت النهائيات أم لم أفعل، لأنني أنظر إلى هذه المشاركة باعتبارها أجمل تجربة في حياتي، كونها تختلف عن كل ما خبرته في الدراما.لهذا السبب تخليّت عن مسلسل «أحمد وكريستينا»؟طبعاً، لا أستطيع توزيع نفسي بين التمثيل والرقص، خصوصاً أن التمارين الراقصة تُنهك قوتي وتُفقدني طاقتي. أعتبر نفسي راهناً في دور تمثيلي أجنّد من أجله كل طاقتي لأقدم شخصية كاملة مكتملة.أيهما أصعب: التعبير الجسدي في التمثيل أم الرقص؟أعاني بسبب تقنيات الرقص لأن الالتزام بها يكبّلني في الأداء التعبيري. لذا التعبير الجسدي في الرقص أصعب كون محاكاة الجمهور من خلاله يخضع لتقنيات وقوانين يجب اتباعها بحذافيرها لإرضاء لجنة التحكيم ونيل علامات مرتفعة.أطليت على الجمهور العربي بدور البطولة في مسلسل «دوائر حب»، فأي نقلة نوعية قد حققت؟لطالما ظننت أن أداء دور البطولة في مسلسل لبناني هو القمّة، لكنني عندما تنقّلت بين الأردن وأبو ظبي ودبي شعرت إلى أي مدى لا نزال صغاراً مقارنة مع المجتمع العربي، وإذا كان الطموح كبيرا فًيجب السعي إلى اختراق الخليج العربي إضافة إلى مصر العالم العربي. ما حققناه صراحة في «دوائر حب» كان إنجازاً لأن الجمهور طالب، عبر مواقع التواصل الإجتماعي، بجزء إضافي وهذا دليل نجاحنا.ما رأيك بالخلطة العربية فيه؟شكّلت هذه الخلطة اللبنانية المصرية والخليجية إضافة إلي، لأن التعامل مع أشخاص مهنيين ويتمتعون بمستوى عالٍ من الحرفية في مصر والخليج دافع إيجابي في مسيرتي المهنية، فضلا عن أنها قرّبت المسافات والثقافات بين لبنان ومصر والخليج.لكننا اعتدنا الخلطة اللبنانية والسورية والمصرية.أعتبر أن السوق الخليجية هي الأهم راهناً، وهذا رأي الممثلين المصريين المشاركين في «دوائر حب» أيضاً، لأنهم يطمحون إلى الدخول إلى هذه السوق والانتشار من خلالها، باعتبار أن نسبة متابعي الدراما في الخليج تتخطى أضعاف متابعي الدراما في لبنان ومصر.اقتصر عرض المسلسل عبر قنوات عربية، ولم يتسنَ للجمهور اللبناني متابعته محلياً، ألا تعتبرين أن غيابك عن الساحة اللبنانية خسارة؟علمت سلفاً أن المسلسل لن يُعرض عبر القنوات المحلية، لكنني انتشرت عربياً في حينها وتلقيت بعدها عروضاً عربية. بطبيعة الحال، مهما أدّت الممثلة اللبنانية أدوار البطولة على الصعيد المحلي وتميّزت، يبقى نجاحها محصوراً ضمن أهل البيت، فيما تختلف النظرة إليها بعدما تؤدي دور بطولة عربية، ويسود اعتقاد بأنها تستأهل فرصة أداء أدوار مركبّة وصعبة طالما ستقدّمها بصورة جميلة.هل ستشكل الأعمال العربية أولوية على حساب المحلية؟بل تبقى الأولوية للأعمال المحلية لأن راحتي النفسية والحضور في محيطي وبين أفراد عائلتي أهم من العيش نجمة في الاغتراب. لكنني لن أرفض فرصة ذهبية تأتي مرّة واحدة في الحياة.هل سيتسنى لك تقديم عمل درامي رمضاني هذا العام؟لا أعرف متى أغادر البرنامج وما إذا كنت سأبلغ النهائيات، لكنني سأتحدى إلى النهاية.ما أوجه الاختلاف بين العملين المحلي والعربي؟تميّز الإنتاج الذي هو جزء مهم من العمل الدرامي، كذلك اختلفت اللهجة واللكنة وطريقة الأداء بين ممثل وآخر، فشعرنا كأننا في ورشة عمل نطّلع من خلالها على ثقافة وحضارة بلدان أخرى. لذا أحببت هذا الاختلاط الذي تعلّمت من خلاله اموراً جديدة، وقدّرت بفضله مدى احترام الممثلين المشاركين في هذا المسلسل لمهنتهم خصوصاً ياسر المصري ومنذر رياحنة الشغوفين بعملهما والجاهزين للأعمال الشاقة، في حين نلمس نوعاً من الإهمال لدى بعض اللبنانيين.هل يختلف طعم النجاح بينهما؟حين كنت في قمة النجاح في «حلوة وكذابة»، لم يكن الجمهور الأردني يعرفني وكذلك جمهور أبو ظبي. لذا من الجميل تحقيق نجومية في الخارج، لأننا عندها نعرف قيمة أنفسنا أكثر وقيمة كل شخص يثابر في هذه المهنة. شعرت بعد «دوائر حب» بأنني أبدأ من جديد لأنني اكتسبت نمطاً مهنياً مختلفاً عن السابق.ماذا تقولين لجمهورك العربي الذي يتابع «رقص النجوم»؟الرقص يكمّل التمثيل، فإذا رأى الجمهور أنني أستأهل الاستمرار في البرنامج والتقدّم حتى بلوغ النهاية، يجب أن يدعمني ويصوّت لي لأستمرّ في هذه المنافسة، فأنا موجودة في البرنامج انطلاقاً من رغبة جمهوري بهذه المشاركة.
توابل - مزاج
داليدا خليل: «رقص النجوم» أجمل تجربة في حياتي
09-04-2015