الحمد لله فلقد كانت وزارة الداخلية في الموعد بالقبض على الخلية الإرهابية المرتبطة بالمسعور البغدادي ودولته الضالة، فشكراً لمعالي وزير الداخلية، ولمنتسبي الوزارة من أفراد وضباط على هذا الجهد والإخلاص في العمل.
ما زلت أذكر جيداً سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله، رحمة الله عليه، وهو يردد كلمة الأمن ثم الأمن لأكثر من مرة في مجلس الأمة، وهو وكما يعرف الجميع رجل الأمن الأول في الكويت، وهو من يعرف قيمة تلك الكلمة، ويعرف أهميتها في حفظ الاستقرار.اليوم الوطن بحاجة إلى تأكيد هذا المعنى بعد أن عصفت الأحداث الأخيرة بالمنطقة العربية، وبعد أن تبدل ربيعها إلى حمامٍ إلى دم بسبب الغلو وتغلغل الفكر التكفيري بين أوساط الشباب المغرر بهم؛ بسبب دعاة الفتنة والجهاد الذين استغلوا مساحة الانفتاح الإعلامي وتعاطف الشعوب مع فكرة الربيع العربي.اليوم المجتمع الدولي يقف صفاً واحداً أمام تلك التنظيمات، والمقلق في الأمر هو عودة بعض منتسبي تلك الجماعات إلى بلدانهم بحجة التوبة، ففتح هذا الباب يعدّ في غاية الخطورة بعد أن أثبتت التجارب مع غالبيتهم أن ما يفعلوه ما هو إلا جزء من تحضيرات لجرائم مخطط لها سلفاً، ممن على شاكلة صاحب شيلة "يا عاصب الرأس وينك" الذي عاد إلى حضن أمه. لكن في المقابل كم شاب لم يرجع إلى أهله وإلى حضن أمه بسبب تلك الشيلات "شلت يمينه قبل لسانه هو وأميره البغدادي"، فالتاريخ علمنا أن الخوارج لا أمان لهم، وعلى دول مجلس التعاون الخليجي أخذ الحيطة والحذر منهم، فلست أشك أن موضوع إعلان بعضهم التوبة ما هو إلا نوع من التكتيك لهذه الجماعة الضالة بعد أن عرفوا مصيرهم داخل العراق والشام، فأرادوا توسيع ساحة المواجهة. أعداد المقاتلين في صفوف "داعش" و"جبهة النصرة" من الكويتيين قد تصل إلى المئات في العراق والشام، وقد تكون أقل من ذلك، لكن ما ذكرته "بوكس نيوز" بأن 12.5% من الكويتيين يؤيدون "داعش" يعدّ رقما يستحق الوقوف عنده والتحقق من مصداقيته، فهذه النسبة قد تكون الحاضن الحقيقي لهم؟ إن وزارة الداخلية مطالبة أكثر من أي وقت مضى باليقظة بسبب فرار الكثير منهم بعد أن تبنى التحالف الدولي قصفهم في سورية والعراق، فعودتهم قد لا تجلب إلا المصائب، فهم أبناء التفخيخ والعمليات الانتحارية، والعفو عنهم يجب ألا يكون بالسهولة التي يتصورها هؤلاء بعد أن تلطخت أيديهم بدم الأبرياء.أخيراً:درء الخطر لن يكون إلا باليقظة والإيمان بالله وحب الوطن، فالكويت ستظل عصية على الأعداء بقيادة سمو الأمير، حفظه الله ورعاه، رجل الإنسانية، وبوحدتنا الوطنية، وتكاتف الشعب، ونبذ الخلافات، فالكويت ودول مجلس التعاون في حاجة إلى مراجعة شاملة عبر دراسة أسباب انتشار هذا الفكر، ومن ثم تجفيف منابعه وتفكيك حواضنه الفكرية والمالية.ودمتم سالمين.
مقالات
تحية لرجال «الداخلية»
26-09-2014