أخيراً بعد ثلاث سنوات، مدة ترافع فريد الديب عن الرئيس الأسبق حسني مبارك في قضايا جنائية، استطاع المحامي الشهير أن يشعل «سيجار الانتصار»، الذي طالما اشتاق إليه طويلا دون أن يناله، لينهي تاريخه كمحام بالنجاح في قضية القرن الأكثر جدلا في داخل أروقة المحاكم المصرية.

Ad

وخرج الديب، الذي عين وكيلا للنيابة العامة في جنوب القاهرة، عقب تخرجه في كلية الحقوق عام ١٩٥٨، من سلك القضاء في مذبحة القضاة عام ١٩٦٩، واتجه إلى المحاماة منذ عام 1971، وخسر عددا كبيرا من القضايا التي ترافع فيها، لكن ذلك لم يحل دون أن يصبح واحدا من أبرز المحامين في مصر خلال مدة قصيرة، حيث حاصرته الشائعات بأنه يتقاضى الملايين من موكليه، بعد دفاعه عن الكثير من المتهمين في قضايا فساد.

وأصبح اسم محامي الرئيس المخلوع مقترنا بمعظم قضايا الرأي العام المثيرة للجدل بعد قصة طويلة مع القضايا الخاسرة، من بينها قضية الجاسوس عزام عزام عام ١٩٩٧، وقضية مدير مكتب وزير الثقافة الأسبق قطاع الآثار أيمن عبدالمنعم، وقضية رئيس قطاع الأخبار بالتلفزيون المصري محمد الوكيل، كما خسر أيضا قضية رجل الأعمال الشهير هشام طلعت مصطفى، في قضية اتهامه بالمشاركة في مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم 2008.

وخسر الديب أيضا الجولة الأولى من محاكمة القرن، المتهم فيها رموز مبارك، أمام المستشار أحمد رفعت، الذي قضى بمعاقبة مبارك بالمؤبد، إلا أن محكمة النقض أعادت الديب مجددا إلى ساحة المعركة، بعد قرارها إعادة المحاكمة، واقتنص الفرصة ليقنع المحكمة ببراءة مبارك، لتصدر حكمها بالبراءة من جميع التهم المنسوبة إليه، وبينها قتل المتظاهرين وتصدير الغاز المصري لإسرائيل بأسعار زهيدة والفساد المالي.