12 مليار دولار إنفاق أكبر منتج لأشباه الموصلات في العالم من أجل لفت انتباه «أبل»

نشر في 21-02-2015 | 00:04
آخر تحديث 21-02-2015 | 00:04
No Image Caption
دخلت شركة تصنيع أشباه الموصلات التايوانية Taiwan Semiconductor Manufacturing Co.  (TSMC) في سباق استثماري مع شركة سامسونغ للالكترونيات، بغية تلبية زيادة الطلب في الولايات المتحدة على أجهزة آيفون وغيرها من الهواتف الذكية، وهو الطلب الذي حقق فائدة لموردي الأجهزة الالكترونية حول العالم.

وتخطط هذه الشركة، وهي أكبر صانع للرقائق في العالم، لإنفاق قياسي على المصانع والمعدات في هذه السنة، وستنفق 12 مليار دولار على المعامل، أي أكثر من مما أنفقته انتل كورب في عام، لمواجهة استثمارات تقوم بها شركة سامسونغ من أجل الحصول على طلبات رقائق من شركة ابل، وكوالكم انك وقسم الهواتف لديها.

ويقول صموئيل توانغ وانغ، وهو محلل لدى غارتنر انك في سانتا كلارا في ولاية كاليفورنيا «هذه الزيادة من جانب TSMC هي رد على سامسونغ». وفيما تتقدم سوون من سامسونغ التي تتخذ من كوريا الجنوبية مقراً لها في تقنية الإنتاج في الوقت الراهن، فإن منافستها التايوانية «تتقدم بصورة نشطة».

وتحصل أبلايد ماتيريالز، وهي أكبر صانع لمعدات الرقائق، على ثلث عوائدها من شركتي TSMC وسامسونغ. وعلى صعيد العالم ارتفعت مبيعات الموردين بنسبة 19 في المئة في السنة الماضية لتصل الى 38 مليار دولار، وتقفز بنسبة 15 في المئة خلال السنة الحالية، كما تظهر تقديرات مجموعة الصناعة SEMI.

الاندفاع نحو الهواتف الذكية وأدوات صنع غيارها هو أحد انعكاسات فرص النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة والصين، حيث تشكل تقديرات التوسع الأدنى عند 7 في المئة، ما يعادل خمس مرات تقريباً ما تحققه منطقة اليورو. وفي الربع الذي انتهى في شهر ديسمبر الماضي أعلنت شركة ابل ارتفاع مبيعات أجهزة آيفون بنسبة 46 في المئة لتصل الى 74.5 مليون وحدة، ما وضعها بعد شركة سامسونغ في ميدان الهواتف عند 75.1 مليون وحدة، بحسب آي.دي.سي.

سباق التسلح

ويقول الرئيس التنفيذي لشركة أبلايد ماتيريالز غاري ديكرسون «ذلك هو الشيء رقم 1 الذي يدفع أعمالنا التجارية وهو الأساس في معركتنا التنافسية».

ومن أجل الاستمرار في اغراء العملاء، فإن الهواتف الجديدة يجب أن تكون أكثر قوة والى أدمغة أكثر فعالية، وهنا يأتي دور صناع الرقائق وهو السبب وراء تنافس TSMC وسامسونغ في تقنية الإنتاج.

وكانت شركة سامسونغ المورد لأهم أجهزة آيفون لشركة ابل منذ ظهورها في عام 1997، وقد تغير ذلك مع طرح آيفون 6 مع رقائق ابل اي 8 التي تصنعها هسنشو من TSMC التي تتخذ من تايوان مقراً لها.

رهان سامسونغ

تحاول صانعة الرقائق الكورية الجنوبية التقدم على TSMC في تقنية الإنتاج من أجل الفوز في الجولة التالية. وتقدر يو.بي.أس أيه.جي UBS AG أن سامسونغ حققت 3.7 مليارات دولار في انفاق رأس المال في أعمال المعالجة وحدها في سنة 2014، وقد يرتفع الرقم الى 4.9 مليارات دولار في هذا العام. ولا تكشف سامسونغ عن مثل تلك الأرقام ولكنّ تنفيذيين أكدوا في مؤتمر في شهر يناير الماضي انهم سيرفعون معدلات الإنفاق في العام الحالي.

وبالنسبة الى أكبر شركات تايوان، التي تحصل على نحو 8 دولارات عن مبيعات الرقائق لكل هاتف ذكي يباع عالمياً فإن إبقاء معاملها مجهزة بأحدث التقنيات ينطوي على أهمية بالنسبة الى المنافسة مع سامسونغ وغيرها من الشركات المنافسة، بما فيها غلوبالفاوندريز انك وانتل التي دخلت أخيراً ميدان صنع الرقائق الى شركات اخرى.

وستشكل أعمال المعالجة لدى UBS AG وانتل وسامسونغ نحو 60 في المئة من إجمالي الإنفاق على معدات شبه الموصلات في هذه السنة، وفقاً لحسابات بلومبرغ التي اعتمدت على تقديرات من يو.بي.أس ومجموعة الصناعة SEMI.

وتحصل شركة ابلايد ماتيريالز في كاليفورنيا على نحو 21 في المئة من دخلها عن طريق تي اس ام سي وعلى 12 في المئة من سامسونغ، وذلك بحسب معلومات جمعتها بلومبرغ. كما تحصل لام ريسيرتش في فريمونت بولاية كاليفورنيا على حوالي 37 في المئة من مبيعاتها عن طريق الشركتين الآسيويتين.

وفي عام 2014 ارتفعت أسعار الأسهم بنسبة 46 في المئة لشركة لام ريسيرتش، و41 في المئة بالنسبة الى شركة ابلايد ماتيريالز، متجاوزة 11 في المئة على شكل أرباح في مؤشر ستاندرد آند بورز 500.

ومثل شركة ابل تشتري الشركات الأميركية الأخرى من UBS AG، وتعتبر كوالكوم أكبر عملاء الشركة التايوانية. كما أن شركةASML Holding القابضة التي تتخذ من هولندا مقراً لها تحصل على أكثر من ثلث دخلها من سامسونغ، فيما تحصل تي اس ام  سي على أكثر من 8 في المئة.

أخطار الاستثمار

ومع زيادة الانفاق من قبل سامسونغ وTSMC من أجل زيادة السعة قد تقوم واحدة منهما برهان لن يحقق الهدف المرجو. ويقول موريس تشانغ وهو رئيس شركة تي اس ام  سي «نحن لا نبني سعتنا على تخمينات بل عندما نعلم أنها قد بيعت أصلاً».

وأعربت سامسونغ عن ثقة مماثلة في مؤتمر مع مستثمرين قائلة، إن استثماراتها في النصف الثاني من هذه السنة «مدعوم من قبل العملاء». وهي تهيمن في مجال رقائق الذاكرة، ما يجعلها في المركز الثاني في العالم في صنع شبه الموصلات بعد انتل. ونظراً لأن سامسونغ هي أيضاً أكبر صانع للهواتف وبالتالي فهي منافس مباشر لعملاء آخرين محتملين، فإن ضرورة تميز منتجاتها يتطلب تقنية عالية.

اعلان ميزانية ضخمة من جانب TSMC وسامسونغ لم يترجم بعد في زيادة كبيرة في الطلب على معدات الرقائق– وقالت ابلايد ماتيريالز إن الطلبات هبطت خلال الثلاثة أشهر المنتهية في 25 يناير الماضي، وتتوقع الشركة أن ينعكس هذا المسار في النصف الثاني من هذا العام.

وثمة خطر محتمل آخر بالنسبة الى صناع الرقائق ومورديها. وتريد شركة ابل نقل انتاج رقائق هواتفها الى ما يدعى بعملية النانومتر 14، وهي أصغر من عملية نانومتر 20 لدى TSMC الراهنة فيما لن تكون شركات اخرى مثل هذه القدرات المتقدمة بهذه السرعة، بحسب وانغ.

رقائق ابل

من شأن ذلك المساعدة على تحسين أرباح ابل التي أنفقت 25.8 مليار دولار على الرقائق في العام الماضي، ما يشكل 7.6 في المئة من مشتريات الصناعة وفقاً لغارتنر. وقد أنفقت أكبر شركتين لصنع الحواسيب الشخصية وهما لينوفو غروب ليمتد وهيولت- باكارد معاً 27.5 مليار دولار.

back to top