عرضت روسيا على الصين حصة مباشرة في واحد من أكثر حقولها النفطية أهمية في سيبريا، وذلك في إشارة جديدة على رغبة موسكو في توطيد علاقاتها مع آسيا بعد ترديها مع الغرب.

Ad

وتم الإعلان عن هذا العرض في الأسبوع الماضي خلال قيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونائب رئيس الوزراء الصيني جانغ غولي بتدشين مشروع آخر في شراكة الطاقة الروسية – الصينية وهو خط أنابيب «قوة سيبريا» الذي سوف يزود الصين بما يساوي أكثر من 380 مليار دولار من الغاز خلال السنوات الثلاثين المقبلة.

وقال بوتين إن بلاده سوف تعرض على الصين حصة في مجمع حقول فانكور في شمال سيبريا المملوك لشركة روزنفت الوطنية.

تعزيز العلاقات

وتشكل هذه الخطوة تطورا كبيراً جديداً في العلاقات الصينية – الروسية تشير الى ضعف المعارضة التي كان الكرملين يكنها منذ زمن طويل لملكية الصين للموارد التقليدية النفطية على الشاطئ، ويرجع ذلك في جزء منه الى تقلص خيارات موسكو لتمويل الاستثمارات في الحقول الجديدة بشكل جذري نتيجة العقوبات الغربية.

وأبلغ بوتين نائب رئيس الوزراء الصيني: «لدينا، بصورة عامة، مقاربة حذرة ازاء قبول شركاء أجانب، لكننا، طبعاً، لا نضع حدوداً على أصدقائنا الصينيين».

وأجاب جانغ بالقول: «أستطيع أن أوكد لك ان الصين شريك يعول عليه. وكل شيء تحت سيطرتك الآن، ويتعين عليك الوثوق بقوة بصحتك وأنت تبدو في حال رائع».

ولاحظ محللون في «سيربنك» في موسكو أن في وسع شركة روزنفت استخدام المال. وهذه الشركة التي استبعدت من أسواق الرسملة الأميركية والأوروبية، التي فرضت رداً على دور روسيا في النزاع الأوكراني، في حاجة الى تسديد قروضها البالغة 26 مليار دولار خلال سنة.

مساعدة حكومية

وقد طلبت الشركة من الحكومة الروسية تزويدها بمبالغ تصل الى 40 مليار دولار عن طريق صندوق الثروة السيادي من أجل ساعدتها على مواجهة أعبائها المالية، لكن بوتين قال الأسبوع الماضي إنه لا يريد سحب مزيد من الاحتياط النقدي.

وتنبع ديون «روزنفت» بشكل رئيسي من عملية استحواذ لشركة بريتش بتروليوم في مشروع مشترك ضمن «تي إن كي – بي بي» في السنة الماضية. واضافة الى المبالغ النقدية حصلت «بي بي» على حصة تقل عن 20 في المئة في «روزنفت» وعلى مقعد في مجلس ادارتها. وقد رفضت «بي بي» التعليق على الاتفاق يوم الاثين الماضي.

وعمدت الشركة الى تطوير صلات مالية قوية مع الصين. وفي السنة الماضية وقعت اتفاقاً لمدة 25 سنة يقضي بتزويد مؤسسة البترول الوطنية الصينية بأكثر من 2.5 مليار برميل من النفط وتلقت في مقابل ذلك 17 مليار دولار على شكل دفعة أولى.

قطاع مسيّس

ورفضت روزنفت في الأسبوع الماضي اعطاء مزيد من التفاصيل حول الاتفاق كما لم تنشر أي شيء عنه على موقعها على الانترنت، ولكن صحيفة كومرسانت قالت إن العرض قد يشتمل على حصة تصل الى 10 في المئة في «زاو فانكورنفت» وهي شركة فرعية تنتج أكثر من 440000 برميل من النفط يومياً ولديها احتياطيات محتملة تصل الى حوالي 3 مليارات برميل بشكل مؤكد.

ونسبت «كومرسانت» الى أحد المصادر قوله: «ما من أحد ينوي اعطاء الصين حصة كبيرة جداً، على الرغم من كونها شريكة الآن».

ويقدر محللو «سيربنك» قيمة مجموعة فانكور بحوالي 8 مليارات دولار.

ولم يكن من الواضح أي شركة صينية سوف تكون الشريك المفضل لهذا المشروع. ويتعرض القطاع المسيس بشدة لتمحيص مشدد في الوقت الراهن من جانب فريق مكافحة الفساد التابع للرئيس زي جينبنغ، مع وضع المديرين السابقين لمؤسسة البترول الوطنية الصينية جو يونغكانغ ووانغ يونغشن ضمن أعلى المسؤولين المعرضين للتحقيق.

يذكر أن أسهم «روزنفت» شهدت تغيراً طفيفاً في لندن يوم الثلاثاء الماضي، وقد انخفضت 16 في المئة منذ بداية السنة.    

* مجلة فورتشن