كلُّهم أبنائي
![فوزي كريم](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1498033753948674500/1498033754000/1280x960.jpg)
تدور حكاية المسرحية، التي استوحاها مِللر من حدث حقيقي نُشر في الصحافة، في عام 1946 حول «جو»، الرأسمالي، الذي باع أسطوانات متصدعة للقوة الجوية طمعاً بالربح، أدت إلى مقتل 21 طياراً. ولكنه تبرأ من الأمر بحجة أنه كان مريضاً في البيت ولا معرفة له بالأمر، وترك اللائمة على شريكه «ستيف»، الذي أودع السجن. زوجته «كيْت» مازالت تؤمن بأن ابنها الطيار «لاري» الذي يعتقد الجميع بأنه قُتل في إحدى طلعاته الجوية قبل سنوات ثلاث، مازال حياً، وسيعود يوماً. الابن الثاني «كرِس» على علاقة مع «آن» ابنة «ستيف»، والتي كانت خطيبة أخيه ذات يوم. يصل «جورج» ابن «ستيف» لينصح أخته «آن» ألا تتزوج من «كرِس»، لأن أباه اعترف له عند زيارته في السجن بأن «جو» أمره بأن يغلف الأسطوانات المتصدعة كي لا تبين، حين باعها للقوة الجوية، وهو وحده وراء سجن أبيه وتحطيم عائلته. عائلة «جو» تبدأ مواجهة الأب باقتراف الذنب، وهو لا يكف عن قول إنه كان يسعى إلى الثروة من أجل عائلته وحدها. «آن» في آخر المطاف تعلن سراً طالما أخفته، بأنها تسلمت رسالة من خطيبها «لاري» قبل اختفائه بأيام، يعترف فيها بأنه قرر الانتحار، على أثر الجريمة التي اقترفها أبوه. وهذا الإعلان يذكر بالرسول، قارئ الغيب في الدراما اليونانية، الذي يتكفّل باللمسة الأخير للكشف عن الحقيقة. «جو» الأب ينسحب إلى غرفته، ويطلق على جبينه الرصاص.في اليوم الثاني من رؤيتي للمسرحية، وعلى عادتي بعد إنجاز قراءة أو مشاهدة، ذهبتُ أستعين بخزين الإنترنت. علَّ الذي شاهدتُ أو قرأت قد خلّف نقداً أقرأه، أو فيلماً أشاهده. وكثيراً ما أعود بحصيلة مُجزية. مع «كلهم أبنائي» وقعت على عدد من العروض المسرحية، منها عربية، وتسجيلات الراديو، والسجالات النقدية. كما وقعت على فيلمين سينمائيين، شاهدت أحدهما للمخرج إرفنغ ريس (1948)، يقوم بدور الأب فيه بطل أفلام عصابات المدن الأميركية في عصر السينما الذهبي أدورد روبنسون، وبدور الابن بيرت لانكستر، وهو في مطلع شبابه. ولا أخفي عمق تمتعي بالفيلم، مقارنة بالعرض المسرحي. وأتذكر أني، مع الفيض الرائع للإصدارات المصرية، والكويتية فيما بعد، للكتب المسرحية في الستينيات والسبعينيات، كنت أُفضل قراءة المسرحية على مشاهدتها، على قلة العروض المسرحية. فلدي مُتّسع من الخيال في العزلة بأن أُنجز توزيع الأصوات، وتصور المشاهد على هواي. وأترك اللسان يثْرى بحلاوةِ لغةِ الحوار المتدفقة.هناك فيلم ثانٍ عن المسرحية وقعت عليه، أخرجه جاك أوبيرن (1987)، ولقد وفّرتُ مشاهدته إلى استراحة قادمة.