من المشاريع المهمة التي أقامتها وزارة العدل منذ عدة سنوات إنشاء إدارة للاستشارات الأسرية، ومنها مركز إصلاح ذات البين المختص بحل المشاكل الزوجية عن طريق الاستماع للزوجين وإيجاد الحلول المناسبة لمشكلتهما، قبل أن يقع "الفاس في الراس"، وتنتهي حياتهما بالضربة القاضية "الطلاق الفاشل"، وما أكثره في زماننا!
وقد ساهم مركز إصلاح ذات البين في الحد من الكثير من حالات الطلاق التي كادت تقع لولا عناية الله، ومن ثم جهود الإخوة والأخوات العاملين في المركز وحكمتهم في حل المشاكل الزوجية.ولقد راودتني فكرة إنشاء مركز للاستشارات النفسية والتربوية على غرار مركز إصلاح ذات البين؛ لذا أقترح على حكومتنا "الرشيدة" ممثلة في وزارة الصحة الأخذ باقتراحنا بإنشاء مركز يساهم في حل المشاكل التي تحدث داخل الأسرة، خصوصاً مشاكل الأطفال والمراهقين التي تحتاج إلى مختصين في التربية وعلم النفس لمعالجتها، ومن هذه المشاكل: الغيرة، العناد، الكذب، السرقة، العدوان، الخجل، الخوف، الانطواء، عدم الثقة بالنفس، التبول اللاإرادي، التأتأة، مص الإصبع، قضم الأظافر، التأخر الدراسي، التدخين، المعاكسات، ومشاكل المراهقة... إلخ.وسوف أذكر لكم مشكلة واحدة من هذه المشاكل التي ذكرتها آنفاً، وهي مشكلة الغيرة عند الأطفال، والتي ذكرت في القرآن الكريم في سورة يوسف، عليه الصلاة والسلام مع إخوته عندما خططوا للتخلص منه برميه في البئر بسبب الغيرة العمياء.بعض الأسر تتعامل مع مشكلة الغيرة بأسلوب خاطئ، مستخدمة الضرب المبرح والتوبيخ والتهديد والحرمان لحلها، وهذه الطريقة فاشلة، وتترك آثاراً وخيمة على شخصية الطفل وسلوكه في المستقبل؛ ولذا يجب على الوالدين التحلي بالصبر والحكمة والاتصال بمركز الاستشارات النفسية والتربوية لمساعدتهما ونصحهما بكيفية التعامل مع مشكلة الغيرة.ومنا إلى وزير الصحة لدراسة اقتراحنا وترجمته إلى واقع حي ملموس في أقرب وقت ممكن، حفاظاً وصيانة واستقراراً للأسرة الكويتية من المشاكل التي تعترضها، والتي لا تستطيع حلها بطرق سليمة وصحيحة.
مقالات
مركز للاستشارات النفسية والتربوية
06-06-2015