«موت ليلى»... طقوس الرثاء في لوحة راقصة

نشر في 19-03-2015 | 00:01
آخر تحديث 19-03-2015 | 00:01
No Image Caption
ينطلق اليوم العرض المسرحي {موت ليلى} ويستمر حتى 29 مارس الجاري على خشبة مسرح المدينة بالحمرا في بيروت.
محتفلاً بالشهادة والموت، يتوكأ العرض على مرثيات هي صورة واضحة عن موروث ثقافي شبه منقرض.
بعدما انتظرت الليل ليَمرّوا ولم يَمرّوا، تُعدّ ليلى {عرس الموت}. تنظِم أحزانها وتغنيها {عتابا}. تَنكُشُ في مرثياتها وزغاريدها. تروح تَنفضُ الغبار عن حنجرتها. تَجمعُ رجالها، فهي الليلة ستعتلي المسرح.

تسترجع ليلى حميميّة الفراق وحقيقة الموقف الجوهريّة، حاضنةً جسد البطل الضال في بيت العائلة. {موت ليلى}، احتفال تحييه ندّابة وراقص وموسيقيان، هي قصة تُنسج خيوطها من بيوتِ {عتابا} ومرثيات وزغاريد النسوة، من نوى واشتياق لأجساد التحمت بالتراب.

العمل الذي يؤديه اللبنانيان علي شحرور وليلى شحرور، ويتولى تأليف موسيقاه وعزفها علي حوت وعبد قبيسي، فيما يهتم بالدراماتورجيا جنيد سري الدين وبالسينوغرافيا نتالي حرب، يستند إلى احتفالات الشهادة والموت البطولي، مستعيناً بمواد مغنّاة ومرثيّات شعريّة توثّق الموروث الثقافي شبه المنقرض، مقارباً علاقة الجسد بالدين وطقوسه المتحولة.

يُذكر أن الكوريغراف علي شحرور قدَّم في العام الماضي «فاطمة»، عرض رقص أيضاً يبحث في الأداء الحركي لجسد عفوي لم يخضع لقوالب الرقص وتقنياته، يعيد التفكير بنوعياته الحركية المكتسبة والفطرية، بينما يستند إلى مخزونه المحلي اللبناني بين المتوارث والحياة اليومية، ينطلق من الحميمي والخاص ليطرح تساؤلات حول علاقة الجسد بالدين والمجتمع والموروث الثقافي.

استرجع «فاطمة» نماذج حركية من العزاء والفاجعة، خصوصاً سمات التكرار والتتابع الزمني اللامتناهي لإعادة عرض المصيبة، ما يحوِّل لغة التعزية والحزن إلى متعة جسدية «طربية» لا تنفصل عن الممارسات اليومية.

back to top