بينما تتصاعد العمليات الإرهابية في مصر، أكد استشاري الطب النفسي، خليل فاضل، أن هناك كثيرين من المصريين يتبنون الفكر الداعشي، معتبراً أن حالات الشغب داخل أسوار الجامعة وخارجها مجرد «بروفة» لمزيد من أعمال العنف، وأضاف في مقابلة مع «الجريدة» أن صورة «الحاكم الأب» لن تعود مجدداً، وفي ما يلي نص الحوار:

Ad

• ما الذي يجعل شبابا مولعا بـ "الجيم" والموسيقى ينضم إلى تنظيم "داعش" الإرهابي؟

- الدواعش كثيرون في الوطن، وانضمام شباب متزن وغير ملتزم دينياً إلى جهة متطرفة مثل "داعش" هو كفر مُعلن موجه ضد الوطن، إلى جانب رغبة مبطنة للموت وحلم بعض هؤلاء الشباب بالسيف والبيداء، وكذلك سيكولوجية "حور العين" التي يتحدث عنها الشيوخ المتطرفون باسم الدين، لبثّ روح القتال والشهادة في سبيل الله، من أجل العيش مع حور العين في الجنة.

• هل ثمة أمراض نفسية تنتج عن الاضطرابات السياسية في الشارع المصري؟

- هناك اضطرابات نفسية عامة يمر بها المصريون، جعلتهم في حالة ذعر نفسي وأمني، ما يؤكد أن مصر لا يصلح لحكمها سوى رجل عسكري، ونتيجة أحداث العنف والقتل التي شهدها المصريون أصبحوا في حالة خوف وارتياب، وسيطر عليهم ما يُعرف نفسياً بـ"الحنين إلى الماضي"، غير مبالين سوى بأمنهم واستقرارهم.

• كيف تغيَّرت سيكولوجية المواطن المصري قبل الثورة وبعدها؟

- أعد الآن كتاباً يصدر قريباً بعنوان "البوح العظيم"، يتناول باستفاضة التغيرات النفسية للمواطن المصري بعد ثورة يناير 2011 وحتى الآن، لكن عموماً علاقة المواطن مع جهاز الشرطة، مرت بخلل واضطرابات على مدار التاريخ، كما عاشت الشرطة حالة انكسار مع بدء اشتعال الثورة، ومع الوقت استعادت توازنها مجدداً، وأضحت العلاقة بين الشعب والشرطة "جدلية"، أي يحتاج كل طرف إلى الآخر بالقدر ذاته، بعد أن واجه الطرفان عنف جماعة "الإخوان" والإرهاب الممنهج، عقب عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، في 3 يوليو من العام الماضي.

• ما الأسباب النفسية التي تقف وراء العنف الطلابي؟

- مشاهد العنف الآن، سواء داخل الجامعات أو خارجها ما هي إلا "بروفة" لمزيد من العنف، وليس فقط من جهة الإسلاميين، بل سينضم إليهم قطاع من الشباب الذي زج بأغلبه داخل السجون، إلى جانب المتعاطفين معنوياً مع جماعة "الإخوان" ومؤيديها، والمفاجأة الكبرى كانت الأداء العنيف لطالبات الإخوان في الجامعات، اللواتي حملن زجاجات المولوتوف ودخلن في مواجهات مباشرة مع الشرطة.