قال ممثل الجبهة السلفية في «تحالف دعم الشرعية»، المقيم في تركيا، مصطفى البدري، إن التحالف مستمر في دوره النضالي ضد النظام، واصفاً في مقابلة مع «الجريدة» المنسحبين من التحالف بـ«غير الثوريين»، في إشارة إلى حزبي «الوطن» السلفي و«الوسط»، ومؤكداً أن جماعة «الإخوان» لن تشارك في مجلس النواب المقبل، مشيراً إلى أن علاقتهم بالمؤسسة العسكرية مسدودة. وتابع قائلاً: حزب «النور» ينحاز دائماً للأقوى، وتحكمه المصالح الشخصية.
وفي ما يلي نص الحوار:• كيف تقيّم مصير تحالف «دعم الشرعية» الموالي لجماعة «الإخوان» بعد الحديث عن تفككه؟- «تحالف دعم الشرعية» لم يتفكك، فهو متماسك ومستمر في أداء عمله، وللعلم فإن التحالف لم يكن وحده الذي يحرك التظاهرات في الشارع المصري منذ عزل الرئيس محمد مرسي، وما يدور حالياً داخل التحالف هو إعادة هيكلة لتجديد النشاط الثوري، واستنهاض الهمم مرة أخرى، ولذلك من المتوقع أن تنشأ كيانات أخرى تملك نفس رؤية التحالف وتحمل راية النضال.• كلامك لا يبدو معقولاً بعد انسحاب حزبي «الوطن» و»الوسط» من التحالف، وخصوصاً أنكم تقيمون في الخارج؟- أظن انسحاب الحزبين جاء كخطوة منهما للوراء، لكونهما كيانات «غير ثورية»، وخاصة أن تحالف دعم الشرعية بدأ يصعّد من لهجته الثورية تجاه النظام، ومن المرجح أن تلك الأحزاب لم تكن تقبل بمثل هذا التصعيد، وخاصة بعد استخدام التحالف لفظ المقاومة الشعبية، والدعوة المستمرة للشباب في الحراك الميداني، وأفكار تلك الأحزاب غير ثورية في الحقيقة، وكل ما أتمناه أن يكون لهذه الأحزاب دور في مناهضة الانقلاب، ولو بعيداً عن تحالف دعم الشرعية.• وماذا عن مستقبل التيار الإسلامي بعد سلسلة الجرائم التي اتهم فيها من ينتمون إلى هذا التيار؟- الإسلاميون منذ البداية يحملون على عاتقهم لواء الدفاع عن الشريعة الإسلامية، والتاريخ يشهد لهم بذلك، حيث اكتسب التيار الإسلامي خبرة كبيرة في ذلك المجال، ولايزال التيار مقتنعاً بذلك الدور ويؤديه بشكل جيد، والواقع يؤكد أنه يكتسب أنصارًا ومؤيدين جدداً كل يوم، رغم حملات التشويه التي تتبناها وسائل الإعلام.• وماذا عن احتمالات مشاركة الإخوان في مجلس النواب المقبل؟- «الإخوان» لن تشارك فيه، وخاصة أن المعركة بين الجماعة والسلطة وصلت إلى درجة الانسداد، وبالتالي فلن يشارك الإخوان في أي عملية سياسية، ومجلس النواب المنتظر لن يكون إلا مجلساً صوريا.• كيف ترى مواقف حزب «النور» الأخيرة؟- حزب النور حزب «الانحياز للقوة»، فمن أبجديات مؤسسي الحزب وقادته، عدم الانتصار إلا لمن كان قادرا على قهر خصومه بالقوة، فضلاً عن أنهم منفذون للسياسات الأميركية في المنطقة، وبالتالي فطبيعي جداً أن يؤيدوا السلطة العسكرية المرضيّ عنها أميركيا.• كيف تُقيم أداء «الاخوان» في الحكم بعد مرور هذه الفترة على سقوطهم؟برأيي أنه لو استمر حكم الرئيس المعزول محمد مرسي لما وقعنا في كل هذه الأزمات، وأشد المناهضين لحكم الإخوان يدرك ذلك جيداً، فعلى المستوى الداخلي مصر أصبحت لديها مشكلات ضخمة في الملفات الاقتصادية والسياسية والحقوقية والقضائية، فارتفاع عدد المعتقلين والمحكوم عليهم بالإعدام أصبح يقلق، وعلى المستوى الخارجي، مصر لم تُقدم حتى الآن المطلوب منها على المستويين الدولي والإقليمي، وخاصة في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، والصراع العربي الإسرائيلي، فضلاً عن عدم تحقيق أي نجاحات ملموسة في القرن الإفريقي، وتحديداً مشكلات دول حوض النيل، بل إن الأمور تزداد تعقيداً.
دوليات
البدري لـ الجريدة•: «الإخوان» لن تشارك في البرلمان
14-10-2014