قال علي العمير إنه لا داعي لعقد اجتماع طارئ لمنظمة أوبك، لمناقشة هبوط أسعار النفط، مادامت في حدود التراجع الطبيعي، مبيناً أن الاجتماع الـ34 للجنة التعاون البترولي الخليجي ناقش 11 بنداً، وتم التوافق بشأنها جميعاً.

Ad

أكد وزير النفط وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة د.علي العمير أن دول أوبك ملتزمة سقف الانتاج الحالي على الرغم من هبوط الأسعار، لافتا الى أنه «لا داعي لعقد اجتماع طارئ لمناقشة هبوط الأسعار».

وبين العمير، على هامش الاجتماع الرابع والثلاثين للجنة التعاون البترولي الخليجي، أن الاجتماع تناول 11 بندا تم التوافق عليها جميعاً، مبيناً أن الدراسة الخاصة بتحديد أسعار المنتجات البترولية تم تأجيل التوافق عليها لمزيد من الدراسة خلال الفترة المقبلة لأخذ مزيد من الوقت حولها وحول آلية تنفيذها.

وقال ان الاجتماع شهد الاتفاق على تعزيز التعاون بين الدول على المستوى الاقليمي في مجال التعاون البترولي وبين دول أوبك وباقي المنظمات العالمية الأخرى كالاتحاد الأوروبي وغيره من المنظمات العالمية، مشيرا الى ان الاجتماع استهل برفع التهاني لأمير البلاد الشيخ صباح الأحمد بمناسبة حصوله على لقب «قائد للعمل الانساني» من الأمم المتحدة وحصول دولة الكويت على تسمية «مركز للعمل الانساني».

وأشار الى ان الاجتماع تناول 11 بندا لاقت جميعها توافقا بين الوزراء سواء حول الدراسة الخاصة بتحديد أسعار المنتجات التي يتم الاعداد لها حيث تم الاتفاق على اخذ مزيد من الوقت حولها وحول آلية تنفيذها، كما تم «الاتفاق على تعزيز التعاون فيما بيننا من خلال المنظمات العالمية كمنظمة أوبك وغيرها من المنظمات، مبينا انه تمت مناقشة اتفاقية المناخ ورؤية الدول بشأنها والتي ستناقش سبتمبر المقبل في نيويورك.

وذكر ان بنود الاجتماع وجدت توافقا من الوزراء بسبب الاعداد الجيد من الوكلاء ومن الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، موضحا ان الاجتماع المقبل سيكون في قطر وسيتم تحديد الموعد من قبل الأمانة العامة.

زيادة الإنتاج

وحول الإجراءات الخاصة بوضع حلول لمواجهة هبوط أسعار النفط، قال العمير ان هذا الامر لم يكن على جدول الاعمال لافتا الى ان الهبوط الذي تعانيه أسعار النفط حاليا هبوط كبير نتيجة كثرة الإنتاج بسبب تطور الاستكشافات بالولايات المتحدة وكذلك الامدادات الإضافية من دول أخرى.

واشار الى «اننا مازلنا نعتقد ان أسعار النفط الحالية مستقرة رغم الهبوط الحالي بسبب قدوم موسم الشتاء وما قد يتبعه من ارتداد للأسعار الى الارتفاع مرة أخرى».

وامكانية عقد اجتماع طارئ لمناقشة هبوط أسعار النفط، قال العمير انه ليس هناك حاجه لعقد مؤتمر طارئ حيث اقر مؤتمر أوبك الإبقاء على سقف الإنتاج الحالي، ومن الصعب اليوم التعرض لهذا الجانب، مبينا ان الأسعار يحددها جانب العرض والطلب الذي يشهد حاليا ارتفاعا في المعروض، ولا حاجه لعقد اجتماع طارئ مادامت الأسعار في حدود التراجع الطبيعي.

وعما اذا كانت هناك قرارات تتعلق بإنتاج «أوبك» في نوفمبر المقبل بعد خفض السعودية انتاجها بمقدار 400 الف برميل يوميا أشار العمير الى ان السعودية اكبر دولة منتجة للنفط في منظمة أوبك ولها تأثير قوي على الأسعار عالميا الا انها التزمت خلال اجتماع أوبك الماضي بالحفاظ على معدلات انتاجها.

استقرار أسواق البترول

وقال وزير النفط وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة د.علي العمير خلال كلمته التي ألقاها في الاجتماع الثالث والثلاثين للجنة التعاون البترولي لدول مجلس التعاون أمس ان دول الخليج تتمتع بموارد بترولية وفيرة أسهمت في نهضة الدول في شتى الميادين والمجالات الاقتصادية وعززت من مكانتها وأهميتها الاستراتيجية الدولية مبيناً أن هناك مسؤوليات وأعباء تجاه المحافظة على استقرار أسواق البترول العالمية لدعم نمو الاقتصاد العالمي وازدهاره من خلال ضمان إمدادات بترولية مستمرة ومستقلة في الظروف العادية والاستثنائية التي تتعرض لها الأسواق نتيجة العديد من العوامل الجيوسياسية والاقتصادية.

وأوضح أن الكويت انتهجت سياسة بترولية خارجية متزنة وحكيمة حافظت على استقرار الإمدادات البترولية للأسواق العالمية وجعلت من الكويت منتجاً رئيسياً موثوقاً وجاذباً للموردين في الأسواق الرئيسية.

وأشار العمير إلى أن الكويت وضعت استراتيجية بترولية طموحة للفترة 2020/2030 للتوسع في الطاقة الإنتاجية للمساهمة في سد حاجة العالم من الطاقة بالإضافة إلى رفع القدرة التكريرية من المنتجات البترولية النظيفة الصديقة للبيئة والمطابقة للمواصفات العالمية من خلال تطوير المصافي الحالية وبناء مصفاة جديدة.

وبين أن استراتيجية الكويت تستهدف التوسع خارجياً من خلال توقيع الاتفاقيات مع العديد من الدول والدخول في استراتيجية مع كبريات شركات النفط العالمية لإقامة المشاريع البترولية معها في مجالات الاستكشاف والإنتاج والتكرير والتصنيع والنقل والتوزيع.

وقال العمير: «حرصنا على استخدام التكنولوجيا الحديثة والمتطورة وعلى تطبيق نظم الصحة والسلامة والبيئة في كافة العمليات البترولية للحفاظ على سلامة البيئة المحلية والمساهمة التطوعية في الجهود الدولية للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة في ظل توجه العالم لتخفيض انبعاثات الوقود الأحفوري والبحث عن طاقات جديدة ومتجددة».

وذكر أن الكويت قامت بوضع سياسات وإجراءات من شأنها ترشيد الاستهلاك المحلي المفرط للطاقة للمحافظة على الثروة البترولية من الهدر وزيادة القدرة التصديرية وتنمية العوائد البترولية لتحقيق التنمية المستدامة وضمان مستقبل الأجيال القادمة.

ولفت إلى دول الخليج تتميز بالعديد من السمات المشتركة حيث تتمتع بكثير من المزايا النسبية وتتفوق على غيرها من الدول من حيث ضخامة احتياطاتها المؤكدة وموقعها الجغرافي المميز.

وشدد العمير على أن دول الخليج مدعوة للعمل على تقوية المنظمات البترولية التي تشارك في عضويتها كمنظمتي أوبك وأوابك ومنتدى الطاقة العالمي خاصة وأن تلك المنظمات يمكن أن تساهم بفاعلية في رسم خارطة الاقتصاد العالمي والمحافظة على التوازنات التجارية والاقتصادية.

استمرار التنمية الاقتصادية

من جانبه، قال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني ان دول الخليج تولي اهتماماً بالغاً لتحقيق أعلى مستوى من التنسيق للسياسات البترولية في الأسواق العالمية بما يكفل تحقيق المساهمة الفعالة في استقرار الأسواق البترولية وتطوير مختلف مراحل الصناعة النفطية بما يحقق الازدهار الدائم لاقتصاداتها وضمان استمرار التنمية الاقتصادية في دول المجلس.

واوضح الزياني في كلمته أن الاجتماع يكتسب أهمية كبيرة كونه يعطي فرصة جديدة لمزيد من التقييم الشامل والدقيق للأوضاع الحالية لأسواق البترول العالمية وبحث سبل تعزيز استقرارها بما يحقق التوازن في مصالح المنتجين والمستهلكين وبما يعود بالنفع على التنمية الاقتصادية بدول مجلس التعاون.