صباح الناصر
المصالحة والإصلاح اللذان ينتظرهما الشعب يأتيان ضمن المطالبة بالمحاسبة دون النظر إلى قوة المفسدين أو حجمهم، وأيضا إلى إنجاز يتعدى حدود الورق إلى فضاء الواقع، حتى ذلك الوقت ستجد الشعب يصفق ويمشي خلف من يجرؤ على كشف الحقيقة ولا عزاء للتنمية أو العدل.
![أ. د. فيصل الشريفي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/93_1682431901.jpg)
من الثوابت المهمة التي أفقدت الحراك مصداقيته ازدواجية القيم التي رفعتها المعارضة كما حدث في أحداث البحرين وسورية، وأيضاً تبدل موقفها وقناعتها فيما يخص الكونفدرالية والوحدة الخليجية التي تهاوت وتغيرت عند توقيع الحكومة على الاتفاقية الأمنية.حساب "كرامة وطن" مثير للكثير من الجدل والشكوك خصوصاً من وجهة نظر الأطراف التي تشارك المعارضة في فكرة الإصلاح وتختلف معها في آلية الطرح؛ لأن من يتحكم في أغلبية المسيرات حساب يظل مجهول الهوية لا يعرف من وراءه أو الأهداف التي يتحرك من أجلها.نقل المظاهرات إلى المناطق السكنية تصرف غير مقبول، يعبر عن عدم النضوج السياسي، ولا أظنه سوى فزعة أو فرصة للتنفيس لبعض المراهقين ممن يعتبرون أن هذا النوع من النشاط تفريغ للطاقة ليس إلا، كما أن الاستمرار في استخدامه قد يأتي بنتائج تضر بالحراك على المدى البعيد.ما زال الشارع يترقب تداعيات "بلاغ الكويت" كما سماه الشيخ أحمد الفهد من طرف، ومن طرف آخر يحاول إيجاد فهم قانوني لكل ما قاله النائب السابق مسلم البراك لفك طلاسم تلك الأحجية؛ لمعرفة من يتآمر على الكويت ومن معها. الأيام القادمة ستحمل معها الكثير من المفاجآت ليس فقط فيما يخص البلاغ، ولكن لدخول أطراف النزاع الميدان بكل ثقلهم بعد أن تكشفت الأسماء ووضحت التحالفات، ولم يعد الأمر في إطار سياسة كسر العظم والاحتواء.المصالحة والإصلاح اللذان ينتظرهما الشعب يأتيان ضمن المطالبة بالمحاسبة دون النظر إلى قوة المفسدين أو حجمهم، وأيضا إلى إنجاز يتعدى حدود الورق إلى فضاء الواقع، حتى ذلك الوقت ستجد الشعب يصفق ويمشي خلف من يجرؤ على كشف الحقيقة ولا عزاء للتنمية أو العدل.نقطة في غاية الأهمية في زمن الغرائب:إحدى الأخوات من حملة شهادة الدكتوراه وصاحبة اختصاص في الاستشارات البيئية تشتكي من الظلم الواقع عليها منذ مدة من الزمن، فهل تجد من ينصفها أو حتى من يبرر لها هذا التهميش؟ودمتم سالمين.