أربيل: «البيشمركة» تنتظر قراراً تركياً للعبور إلى كوباني

نشر في 28-10-2014 | 00:01
آخر تحديث 28-10-2014 | 00:01
No Image Caption
• «داعش» يعدم 8 من عشائر الشعيطات في البوكمال
• «النصرة» تبدأ هجوماً واسعاً في إدلب

بعد أيام من الجدل والمناورات، وضعت أربيل أمس مسألة إرسال قوات البيشمركة إلى مدينة كوباني السورية الكردية في ملعب أنقرة، بعد يوم من اتهام أنقرة لأكراد سورية برفض المساعدة من نظرائهم العراقيين.
غداة اتهام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، بزعامة صالح مسلم، برفض المساعدة من قوات البيشمركة العراقية الكردية، أعلنت حكومة إقليم كردستان العراق أمس انتظارها ردا تركيا قبل إرسال طلائع قواتها للدفاع عن مدينة كوباني.

وقال وزير البيشمركة مصطفى سيد قادر، للصحافيين في برلمان كردستان، "حتى الآن لم تتوجه قوات البيشمركة الى كوباني، ونحن على استعداد لإرسالها"، مبينا ان أربيل "تنتظر موقف الدولة التركية، لذا لم ترسل أي قوات الى غرب كردستان"، في إشارة الى المناطق الكردية شمال وشمال شرق سورية.

وكان أردوغان قال إن حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي يقاتل جناحه المسلح "وحدات حماية الشعب" في كوباني، رفض ارسال 2000 من البيشمركة الى سورية، واقترح ارسال 150، ثم رفض ارسال هؤلاء الـ150.

الا أن تصريحات أربيل أمس لم تتطرق الى موافقة حزب الاتحاد الديمقراطي، ووضعت الكرة في ملعب أنقرة.

بدوره، اتهم زعيم «الاتحاد الديمقراطي»، صالح مسلم، أمس، أنقرة بالمماطلة في السماح للبيشمركة بالعبور الى كوباني.

وقال مسلم لـ «رويترز» إن «مقاتلي البيشمركة مستعدون منذ ثلاثة أيام للدخول إلى كوباني، ولكننا لا نعرف ما يدور بينهم وبين تركيا، التأخير سببه تركيا».

وأضاف في اتصال هاتفي «كان ينبغي أن يصل البيشمركة أمس. حتى الآن يبدو أن تركيا تضع بعض الصعوبات. لا نعرف تحديدا ما يحدث، لأن هناك نوعا من الاتفاق بين البيشمركة وتركيا».

هجوم انتحاري

في المقابل، وبعد فشله للمرة الرابعة على التوالي في السيطرة على الحي الشمالي، أمطر "داعش" كوباني بأكثر من 17 قذيفة هاون، قبل أن يهاجم أحد انتحارييه المربع الحكومي في وسطها بسيارة مفخخة.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن محاولات مقاتلي التنظيم المتتالية في هذه المنطقة تهدف إلى "محاصرة وحدات حماية الشعب الكردي وقطع طريق الإمدادات، ومنع عناصرها من إجلاء جرحاهم نحو تركيا"، مشيرا إلى احتدام المواجهات كذلك على الجبهة الجنوبية الشرقية وبخاصة في سوق الهال وكاني عربان.

حل أميركي

في موازاة ذلك، ومع إعلان القيادة المركزية الأميركية أمس تنفيذها 4 غارات جديدة استهدفت مواقع قرب كوباني، أصابت خمس عربات ومبنى يستخدمه مقاتلو التنظيم، كشف منسق الائتلاف الدولي الجنرال جون آلن عن دور غير قتالي لمعارضي النظام السوري تتوقعه الولايات المتحدة.

وقال آلن، في تصريحات نشرتها وكالة رويترز أمس، "ما نود أن نراه أن يصبح الجيش السوري الحر والقوة التي سنشكلها وندربها ونجهزها في النهاية هي القوة ذات المصداقية التي سيتعين على حكومة الأسد أن تعترف بها وتقرها في نهاية المطاف".

وأضاف: "لا نية لحل عسكري أو تشكيل قوة ميدانية لتحرير دمشق، لكن النية تكمن في النتيجة السياسية. يجب أن يكونوا صوتا واضحا، بل والصوت الأعلى على الطاولة، للمشاركة في النهاية في النتيجة السياسية التي نسعى إليها".

وأوضح أن "النتيجة التي نسعى إليها في سورية قريبة من الاستراتيجية (المناهضة للدولة الإسلامية) التي تناسب استراتيجية إقليمية أكبر بكثير، وهي نتيجة سياسية لا تشمل الأسد".

سلسلة إعدامات

وعلى جبهة ثانية، نفّذ تنظيم "الدولة" سلسلة إعدامات في مدينة البوكمال بـ"ولاية الفرات"، بحسب المرصد، الذي أوضح أنه تم ذبح أربعة رجال أمس الأول بآلات حادة في ساحة الفيحاء ودوار المصرية.

وبرر "داعش"، للمواطنين الذين اجتمعوا في ساحة الإعدام، العملية بأن هؤلاء "قاتلوا الدولة الإسلامية، والتحقوا بالمعسكر الذي أقامه النظام لعشيرة الشعيطات في منطقة تدمر" بدير الزور.

وأكد المرصد تنفيذ الإعدام رمياً بالرصاص بحق عراقي يوم الجمعة في ساحة الفيحاء، وقبل العملية بيوم واحد أعدم 3 بالطريقة نفسها عند دوار المصرية دون إعلان التهم الموجهة إليهم أو هويتهم.

تقدم «النصرة»

في غضون ذلك، شنت "جبهة النصرة" وكتائب مقاتلة ضمن المعارضة السورية فجر أمس هجوماً واسعاً على مدينة إدلب، أحد آخر معاقل الرئيس بشار الأسد في شمال غرب سورية، في محاولة لفتح جبهة جديدة تمكنت خلالها من دخول مبنيي قصر المحافظ وقيادة الشرطة "بمؤازرة من عناصر من الشرطة التابعة للنظام واللجان الشعبية الموالية له تمردوا على النظام".

وأكد التلفزيون السوري الرسمي أن "إرهابيين من تنظيم جبهة النصرة تسللوا إلى مدينة إدلب فجرا، وتصدت لهم وحدات من قواتنا المسلحة واللجان الشعبية في نقاط عدة".

لكن الجبهة قالت، في حسابها على "تويتر"، "بقوة الله جنود جبهة النصرة يقتحمون مبنى محافظة إدلب، ويقتلون العشرات بينهم ضباط وسيطرة شبه تامة على المبنى"، مضيفة أن عناصرها "قطعوا طريق الامداد عن مدينة إدلب واغتنام دبابتين وأسر ما يقارب 12 جندياً".

سيطرة وغارات

وفقد الأسد السيطرة على مناطق كثيرة في شمال وشرق البلاد، غير أنه أحكم سيطرته على مناطق تمتد من العاصمة دمشق في الجنوب الغربي نحو حلب في الشمال الغربي.

وحققت جبهة النصرة في الأشهر الثلاثة الماضية مكاسب على الأرض في هذه المناطق وفي محافظتي درعا والقنيطرة الجنوبيتين، والآن في محافظة إدلب في شمال غرب البلاد.

إلى ذلك، أشار المرصد إلى ارتفاع الغارات التي شنتها القوات الجوية السورية منذ بداية الأسبوع الماضي إلى 600 غارة تضمنت إلقاء براميل متفجرة من طائرات هليكوبتر، مؤكدا سقوط نحو 500 قتيل وجريح أكثر من نصفهم من أطفال ونساء في القصف.

انفجار دمشق

وفي دمشق، قتل سوري على الأقل وجرح سبعة جراء انفجار في حي البزورية وسط العاصمة.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن مصدر في قيادة الشرطة قوله إن عبوة ناسفة انفجرت بعد وضعها على دراجة هوائية كانت مركونة عند تقاطع شارع البزورية بمنطقة الحميدية، ما تسبب في مقتل شخص وإصابة سبعة بجروح، فضلا عن وقوع أضرار مادية.

إلى ذلك، سقطت قذيفة هاون في منطقة العباسيين القريبة من جوبر التي تشهد معارك مستمرة منذ أشهر، أدت إلى وقوع أضرار مادية.

(دمشق، أربيل، واشنطن -

أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top