أعلنت شركة الإنترنت الألمانية العملاقة "روكيت إنترنت" أمس استحواذها على شركة "طلبات دوت كوم" الكويتية، المختصة بتوصيل طلبات المطاعم، مقابل 50.1 مليون دينار، نحو 150 مليون يورو، أو 169.6 مليون دولار.
وتأتي هذه الصفقة لتكون الأغلى في تاريخ المواقع والشركات الكويتية الصغيرة، والتي بدأت بأفكار وجهود شبابية، وفي أماكن محدودة ومكاتب صغيرة، حتى وصلت إلى هذا الانتشار الواسع والعوائد الاقتصادية الجيدة، لتقدم خدماتها أيضا في السعودية والإمارات والبحرين وعمان وقطر، وتتويجا للعمل الكبير والاستثمار المميز الذي قام به مؤسسو الموقع وملاكه الذين تناوبوا عليه، منذ عام التأسيس (2003) حتى اليوم.وعن قصة نجاح الموقع، قال مؤسسه الاول خالد العتيبي إن فكرته بدأت عام 2003، لكنه ونظرا لافتقاره للخبرة الكافية في مجال الـIT وتصميم المواقع، قام بطرحها على 3 من أصدقائه الخبراء في مجال تكنولوجيا المعلومات، وتم الاتفاق على البدء برأسمال 4 آلاف دينار، أي 1000 دينار، لكل مساهم، وهو ما كان معقولا يومها، خصوصا أنهم كانوا طلبة، وتم تأجير مكتب صغير، وبدأ العمل فعلياً في بداية 2004.وأضاف العتيبي: "بدأنا العمل فور تأجير المكتب وتوظيف موظفين اثنين لم تزد رواتبهم على 150 دينارا، وواجهنا صعوبة كبيرة في إقناع المطاعم بالاشتراك في الموقع لتقديم الخدمة للعملاء، نظرا لعدم اقتناعهم آنذاك بفكرة الطلب عبر الإنترنت، ومدى تشجع الناس لهذه الفكرة من الأساس".وتابع: "واجهنا خيارين: إما فشل المشروع حاله كحال مشروعين سابقين لي، وإما التغيير في طريقة تسويقه، وآثرنا الاختيار الثاني بالطبع، وبالفعل بدأنا تغيير طريقة التسويق على المطاعم نفسها، وأقنعناها بالاشتراك مجانا في الموقع، مع الاكتفاء بتحصيل رسوم تبلغ 200 فلس من الزبون، ومثلها من المطعم، عن كل طلب يتم عبر الموقع، وهذا ما تم".30 طلباً يومياًوزاد العتيبي: "في أول عام من العمل، أي في 2004، كان أعلى معدل طلبات يتم عبر الموقع هو 32 طلبا، إلى أن ارتفع في 2005، أي العام الثاني للموقع، إلى 60 طلبا يوميا، ثم 150-200 طلب يوميا، في 2006".واردف: "في عام 2006، وعندما وصل عدد الطلبات اليومي إلى ما يقارب 200، تقدم مستثمرون بعرض لشرائه بقيمة 100 ألف دينار، وكان هذا الرقم يعتبر نجاحا كبيرا، خصوصا أن رأسمال المشروع في البداية لم يزد على 4000 دينار، وبالتالي كان رأي المؤسسين البيع بهذا السعر".لكن كان لخالد العتيبي رأي آخر، حيث تقدم بعرض للمساهمين معه لشراء حصصهم بنفس سعر العرض الذي قدمه المستثمرون، وبالفعل وافقوا على بيعها، خصوصا انه صاحب الفكرة الأساسية، ومن طوره إلى ما وصل إليه، ومبلغ الاستحواذ على الحصص البالغ 75 ألف دينار كان من المرحوم والده.وقال العتيبي إنه في 2007 وصل معدل الطلبات اليومي عبر الموقع إلى 1000 طلب، "ما جعلني أفكر في التوسع بأسواق أخرى، فبدأت بالسعودية".الاستحواذ الثانيوفي العام الرابع من إنشاء الموقع، وبعد بداية التوسع في السوق السعودي، قام عبدالعزيز اللوغاني وبشر البشر بالتقدم بعرض شراء إلى العتيبي، بقيمة 360 ألف دينار، وبالفعل تمت الصفقة وتحولت الملكية إلى المستثمرين الجدد اللوغاني والبشر.وبلغ عدد المطاعم المشتركة في الموقع، وقت بيع العتيبي له، 60 مطعما، بعد أن بدأت الخدمة بـ7 مطاعم فقط، وبعد تغيير آلية العمل، بزيادة الرسوم التي فرضها الموقع على الزبون وعلى المطعم، وكذلك تحولت اشتراكات المطاعم من مجانية إلى مدفوعة الأجر وتجدد سنويا.التوسع في السعوديةمن جهته، قال المالك السابق للموقع عبدالعزيز اللوغاني لـ"الجريدة" إن عدد الطلبات اليومية عبر الموقع زاد من 200 عند الاستحواذ عليه في 2007 إلى 1500-1600 وقت تخارجهم منه في 2010، "وشهدت هذه الفترة توسعا جادا من قبلنا في السوق السعودي، بعدما رأينا إمكانية كبيرة للنجاح فيه، أسوة بما حصل في السوق الكويتي".وأضاف اللوغاني: "كان معدل الطلبات اليومي في السعودية 50 طلبا، لكن الرقم الآن أكبر بكثير، نظرا للتطور الكبير الذي حدث للموقع حتى الآن".الاستحواذ الثالثوتقدم المستثمر الثالث محمد جعفر بعرض إلى اللوغاني والبشر لشراء "طلبات" بقيمة 880 ألف دينار، ليبدأ الموقع عهدا جديدا مع المالك الجديد.وقال جعفر لـ"الجريدة": "طلبات شركة كويتية بدأت في 2004 كمشروع كويتي صغير، وبفضل الله وجهود الشباب يعتبر الآن قصة نجاح جميلة وبارزة في الاقتصاد الكويتي".واضاف: "قمت بالاستحواذ على طلبات في 2010، وكانت لاتزال شركة صغيرة لكن بطموحات كبيرة جدا، وكانت تعمل في الكويت والسعودية، إلى أن قررت التوسع في جميع دول الخليج، نظرا للعادات والتقاليد المتشابهة، والتي يترتب عليها تشابه في الاسواق، وكذلك وجود فرصة للنمو فيها يجب أن نستغلها قبل فوات الأوان".وأشار إلى أن إجمالي عدد الطلبات من "منصة طلبات" وصل إلى 20 ألفا يوميا عبر مواقع الخدمة في دول الخليج العربي، بعد أن كانت لا تتجاوز 1600 طلب يوميا عند الاستحواذ عليها في 2010، وهناك فرص نمو كبيرة حتى الآن في الأسواق الخليجية.صفقة كبيرةوعن صفقة البيع لشركة الإنترنت الألمانية العملاقة "روكيت إنترنت"، أوضح جعفر أن المبلغ المذكور، وهو 150 مليون يورو، يشمل سعر الشركة، لكنه لا يزال يحتفظ بجزء منها، موضحا أنه من المتوقع أن تتم الصفقة رسميا خلال الأيام القليلة القادمة بعد تحويل الأموال.وتابع: "بدأنا المفاوضات مع الشركة الألمانية منذ فترة ليست قصيرة واستمرت شهرا، وكان إصرار الالمان واضحا على اتمامها، لإيمانهم بفرص نجاح الشركة ومستقبل نموها خلال الفترة القادمة، خصوصا انهم من المستثمرين المعروفين بهذا القطاع على المستوى العالمي".فرص كبيرةمن جانب آخر، أفاد المدير التنفيذي لمجموعة روكيت أوليفر ساموير بأن "الشرق الأوسط أحد أكثر الأسواق جاذبية بفضل فرص النمو الكبيرة وهوامش الربح الجذابة جدا".وقالت الشركة، في بيان صحافي، إنه سيتم ضم "طلبات" إلى الوحدة الجديدة الخاصة بخدمات توصيل طلبات المطاعم في "روكيت إنترنت".نجاح رائعومن رأسمال لا يتجاوز 4000 دينار، إلى صفقة بيع بقيمة 150 مليون يورو، تتجلى بوضوح قصة نجاح رائعة لأحد المشروعات الكويتية الصغيرة - وما أكثرها الآن - والتي تواجه العديد من الصعوبات والتحديات المتعلقة بالإجراءات الحكومية وغيرها، ولتكن تذكيراً للجهات المعنية، بضرورة الِإهتمام بهذا القطاع، والذي يعتبر العمود الفقري في جميع الإقتصادات العالمية الكبرى.جائزة القمة العالمية للجوالتلقى موقع طلبات بداية العام الحالي جائزة القمة العالمية للجوال، التي تعتبر الجائزة الأعلى في مجال خدمات الانترنت، من بين 5000 تطبيق عالمي مرشح حول 100 دولة من أعضاء الأمم المتحدة، نظير خدمته وجودته في تسليم الأغذية في جميع أنحاء دول مجلس التعاون.استثمارات «روكيت إنترنت»أعلنت شركة روكيت إنترنت، التي تطور شركات الإنترنت في مجال التجارة الإلكترونية وتوصيل الخدمات على وجه الخصوص، الأسبوع الماضي، ضخ استثمارات بقيمة 496 مليون يورو في الموقع الإلكتروني الألماني لتوصيل طلب المطاعم "ليفرهيلد".واشترت الشركة تسع خدمات إلكترونية أخرى لتوصيل الطلبات في دول متعددة، مثل إسبانيا وإيطاليا وباكستان وماليزيا وسنغافورة، وتبلغ قيمة "روكيت إنترنت"، التي يديرها الأشقاء أوليفر ومارك وألكسندر زامفر، في البورصة، نحو 8 مليارات يورو.نموذج عمل «طلبات»نموذج العمل في الموقع باختصار تحكيه فقرته التعريفية الآتية:"هل تبحث عن بيتزا، برغر، أو ممكن مطعم صيني، أو ربما مطعم هندي؟ لا تبحث بعد الآن! ستجد عندنا العديد من المطاعم في الكويت. طلبات دوت كوم اختيارك الأول للطلب من مطاعم الكويت عن طريق الإنترنت. ابدأ باختيار مطعمك المفضل، اطلع على منيو المطعم ونفذ طلبك من خلال الموقع. بإمكانك دفع قيمة الطلب نقداً عند التوصيل أو من خلال موقع طلبات باستخدام بطاقة الدفع المسبق أو بطاقة الائتمان. لا يحتاج الأمر إلا خطوات بسيطة من حاسبك أو من خلال تطبيقات طلبات على هاتفك الذكي أو جهازك اللوحي لتنفيذ طلبك. ما الذي تنتظره؟ ابدأ الآن واستمتع بالطلب!".
اقتصاد
«Talabat.com»... قصة نجاح بدأت من رأسمال 4 آلاف دينار إلى صفقة بيع بـ 150 مليون يورو
12-02-2015