أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، أن الفساد يتزايد في إيران ويهدد أسس «الثورة الإسلامية»، مهاجما الاحتكارات التي تسيطر على حيز من الاقتصاد.

Ad

وقال روحاني، في منتدى حضره رؤساء فروع السلطة الثلاثة التنفيذية والتشريعية والقضائية، إن «الفساد يهدد النظام وأسس الثورة»، مضيفا في خطاب نقله التلفزيون الرسمي: «ثار الناس من أجل القضاء على الفساد، ولئلا يصل أي شخص فاسد الى الحكم. وإذا بدونا ضعفاء في مكافحتنا للفساد، فهذا سيعني ضعف الثورة الإسلامية وعدم فعاليتها في تحقيق أهدافها الرئيسة».

وتابع: «علينا مكافحة الفساد في الوقت الذي نكافح التضخم والانكماش والبطالة. في السابق كانت عبارة تحت الطاولة مستخدمة. أما الآن فنقول على الطاولة»، في إشارة الى عمليات الفساد المكشوفة.

  وانتقد الرئيس الاحتكارات التي تشكل برأيه سبب الفساد، موضحا أن «غياب المنافسة داخل مجتمع ووجود الحصرية أمر سيئ. أحيانا لا يمكننا القيام بأي شيء، لذلك ينبغي أن تكون هناك مراقبة أكثر تشددا حيث يوجد احتكار».

وجعل روحاني من مكافحة الفساد إحدى أولوياته، في حين هزت عدة فضائح البلاد التي تحتل المرتبة 136 من اصل 175 دولة في ترتيب فساد الدول للعام 2014، الذي تضعه منظمة الشفافية الدولية غير الحكومية سنويا.

وفي سبتمبر الماضي أدين محمد رضا رحيمي، النائب الأول للرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، بسبب دوره في قضايا فساد.

وأعدم رجل أعمال شنقا بعد ادانته باحتيال مصرفي ضخم بقيمة 2.6 مليار دولار في مايو الماضي. بينما يقبع رجل أعمال آخر في السجن منذ أواخر 2013، لاختلاسه 3 مليارات دولار، في صفقات نفطية غير رسمية  بالتفاف على الحظر الغربي.

على صعيد آخر، شهدت إيران أمس الأول، تظاهرات في الجامعات في يوم الطالب، احتجاجا على الاعتقال السياسي، وخصوصاً في جامعتي أمير كبير والعلم والصناعة في طهران.

وشارك في التظاهرات والتجمعات التي نظمت داخل جدران الجامعات مئات الطلاب، الذين عبروا عن رفضهم الاعتقال السياسي، ونادوا بالحرية للمسجونين في أحداث ما بات يعرف باسم «الثورة الخضراء».

وفي يونيو 2009، نزل آلاف الإيرانيين الى الشوارع احتجاجاً على تزوير شاب الانتخابات الرئاسية التي أعادت الرئيس المتشدد الشعبوي نجاد الى السلطة. وفي فبراير2011، جرى وضع المرشحين الإصلاحيين اللذين كانا ينافسان نجاد وهما مير حسين موسوي ومهدي كروبي قيد الإقامة الجبرية.  

وأحيا المتظاهرون، خصوصا، ذكرى الطالب كيانوش آسا، الذي سقط قتيلاً برصاص قوات الأمن وميليشيات الباسيج التي شاركت في قمع الاحتجاجات، وتحول الى أحد رموز «الثورة الخضراء».

وجاءت هذه التظاهرات بعد أن هتف عدد من الطلاب في وجه الرئيس الإيراني خلال وجوده في كلية الطب في جامعة طهران أمس الأول «لقد مضى الف يوم ولم يطلق بعد سراح موسوي وكروبي» و»رسالتنا واضحة، يجب وضع حد للإقامة الجبرية».

ورد روحاني على الطلاب بالقول: «نواصل طريقنا وفقا للوعد الذي قطعناه، ولا يمكن أن نخل به»، في اشارة الى تعهده خلال الانتخابات بإطلاق سراح كروبي وموسوي، الأمر الذي منحه أصوات الإصلاحيين، علماً بأنه ليس إصلاحيا، وينتمي الى المحافظين الوسطيين.