«التحرير» يتحوَّل من «أيقونة» إلى «مرفأ سيارات»
يستعد ميدان «التحرير» في قلب العاصمة المصرية لارتداء حلته الجديدة، بعد إجراء تعديلات على الميدان الذي اشتهر بأنه «أيقونة الثورة المصرية»، شملت إعادة دهان البنايات الكلاسيكية المطلة على ساحته، وتشييد مرفأ سيارات على مساحة واسعة، مع إعادة تشجير الكعكة الحجرية.ويتابع المصريون عن كثب، التطورات التي طرأت على الميدان، وبدأت ملامحها تكتمل خلال الأيام القليلة الماضية، وسط حالة من ردود الفعل المتباينة، ففي الوقت الذي رحب قطاع عريض من المواطنين باستعادة الميدان حالته، التي كان عليها قبل ثورة يناير 2011، معتبرين أن تزيينه يؤشر إلى الاستقرار وبالتالي عودة السياحة إلى قلب القاهرة، اعتبر آخرون أن الهدف الحقيقي هو تكبيل الميدان ومنع أي محاولة للتظاهر في ساحته، وتحويله إلى مجرد مزار سياحي شاهد على ثورتين «25 يناير و30 يونيو».
وعلى مساحة قدرها 20 ألف متر مربع سيتم افتتاح المرفأ «متعدد الطوابق»، ليتسع لـ 1700 سيارة و24 حافلة، ويتكون من أربعة طوابق بعمق 12 متراً تحت سطح الأرض، بطاقة استيعابية تستقبل 400 سيارة لكل طابق، إلى جانب تخصيص طابقين للحافلات السياحية. أستاذ هندسة الطرق في كلية الهندسة جامعة «عين شمس»، أسامة عقيل، قال إن الحكومة تمكنت من خلق «رئة مرورية» يتنفس منها الميدان المصاب بالتكدس المروري، من خلال الانتهاء من المرفأ الذي أنشئ تحت الأرض، قرب المتحف المصري، مشيراً إلى أنه في وقت سابق قامت حكومة كمال الجنزوري بتشكيل لجان متعددة من أساتذة الجامعات واشترك فيها خبراء أجانب متخصصون في أزمات المرور، انتهت جميعها إلى أن أحد الحلول الجزئية لحل مشاكل المرور في القاهرة هو إنشاء مرافئ متعددة الطوابق.في حين قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة «حلوان»، جهاد عودة، إن «تجميل الميدان ليس لتكبيل الثوار، بل لحل أزمة الاختناق المروري التي تصيب وسط القاهرة، وكذلك بهدف منع المخربين والباعة المتجولين من تشويه الميدان الذي أضحى رمزاً للثورة، ويقصده السائحون من دول العالم كافة لمشاهدته».يُذكر أن ميدان التحرير أنشئ عام 1919 وكان اسمه ميدان «الإسماعيلية» نسبة الى الخديو إسماعيل وقد صمم على غرار «الشانزليزيه» في باريس.