درس الكهرباء

نشر في 15-02-2015
آخر تحديث 15-02-2015 | 00:01
 مظفّر عبدالله انقطاع التيار الكهربائي في أي مدينة أو بلد ليس بالأمر الهين والسهل، ففيه من المخاطر الأمنية والمدنية والاقتصادية، ما يجعلنا نعيد التفكير في طريقة إدارة الأزمة من نواحٍ إعلامية وتقنية وسيكولوجية مع الجمهور.

 أول العمود:

 مؤثر جداً إعلان شركة «كواليتي- نت» بشأن الكويتيين المغتربين وخصوصاً طلبتنا الأعزاء... وسيكون التفاعل أكبر لمن لديه أبناء يدرسون في الخارج كحالتي.

***

تابعت تطورات انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق عديدة في الكويت يوم الخميس الماضي من خلال راديو السيارة الذي يعمل على بطارية مستقلة عن خدمات وزارة الكهرباء، وأيضا في "تويتر" من خلال هاتفي الذكي الذي كان مشحونا على الآخر من تيار الوزارة! حتى عاد التيار كاملاً خلال 3 ساعات من العمل الدؤوب، وأسجل بعض الملاحظات العامة على الحادث.

كثير من المواطنين انتقدوا "المساعدة القطرية" للكويت في تعويض التيار، وقد ثبت عدم صحة المعلومة وتبين للكثيرين أن الربط الكهربائي الخليجي هو الذي أسعف البلد، الخلاصة أنه لا تزال هناك حساسية كويتية من مساعدات خليجية، وهو شعور يجب أن ينتهي بسبب تطور بعض دول مجلس التعاون في مجالات كثيرة عن مثيلاتها في الكويت، أما الربط الكهربائي فليس فيه منّة من أحد، فهو مشروع تعاوني وجماعي مدفوع الثمن.

وأضيف: إن على الوزراة أن تنشط حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي؛ لأن الحوار المكثف حول الحادثة كان في تلك الوسائل لحظة الانقطاع، في حين كان المسؤولون يتحدثون في إذاعة الكويت حيث لا كهرباء في البيوت، المعنى هنا أنه كان يجب استخدام الوسائل الإعلامية الجديدة والتقليدية للتوعية ونشر المعلومة.

من المهم بعد الذي حدث التفكير الجدي في تحويل عمل إشارات المرور إلى الطاقة الشمسية بدلاً من الكهرباء، وقد شهدنا كم الارتباك في حركة المرور بسبب انقطاع الكهرباء ليلتها.

توعية الناس في مثل هذه الظروف مهمة جداً، وأظن أن الوقت مناسب لعمل حملة توعية حول طرق التصرف في مثل هذه الأحوال كتجهيز متطلبات هامة في المنازل حين انقطاع التيار، فكلما زاد الوعي قلّ الهلع وسادت الحكمة بين أفراد الأسرة.

ما لاحظته من متابعة المغردين كمّ الإسقاط السياسي للحدث على الحال العامة للدولة من باب "شوفوا وين وصلنا"، وهو إسقاط مستحق، لكن وزارة الكهرباء ليست مسؤولة عن مجلس الوزراء بالطبع!

وأيضاً، كان طلب الوزير المعني تأجيل مناقشة الموضوع في البرلمان إلى ما بعد أسبوعين غير ملائم خصوصاً أن المعلومات حول سير العمل لإعادة الكهرباء كانت قد استهلكت ليلتها وأدلى الوزير والمسؤولين بمعلومات جيدة حول الخلل وإصلاحه.

بالطبع ساعد الوضع الاجتماعي والمعيشي في الكويت على حفظ الممتلكات العامة والخاصة، وهو ما يندر حدوثه في بلدان كثيرة، ومنها أميركا من استغلال لمثل هذه الظروف.

أخيرا أوجه سؤالي إلى من استغل انقطاع التيار الكهربائي في نشر الشائعات والمغالطات سواء بتعمد أو بجهالة: هل دفعت فواتير استهلاكك الماء والكهرباء؟

back to top