أكد قائد عسكري إيراني دعم طهران للمتمردين الحوثيين عسكرياً في حين ارتكبت الميليشيات المدعومة بقوات موالية للرئيس السابق علي صالح مجزرة بحق المدنيين في تعز، وبينما قصف التحالف العربي مواقع في صنعاء ومأرب وعدن أمس، طالب الرئيس هادي مجلس الأمن بتوسيع قائمة العقوبات.

Ad

 في أول اعتراف من نوعه من إيران التي دأبت على نفي تقديم أي مساعدة عسكرية للمتمردين الحوثيين، قال مساعد العمليات في قيادة أركان القوات المسلحة الإيرانية، العميد علي شادماني، إن «إيران تدعم الحوثيين بالاستشارات العسكرية والمساعدات المعنوية والإرشادات».

وأكد شادماني خلال حوار مع وكالة أنباء «فارس» التابعة للحرس الثوري، أمس الأول، أن إيران تعلن بصراحة أنها تدير وتدعم ما وصفها بـ»المقاومة»، وأضاف: «نحن أعلنا، بشكل علني، دعمنا للمقاومة اليمنية شأنها شأن المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية والأفغانية وسنساعدها (الميليشيات الحوثية)».

وهاجم المسؤول العسكري الإيراني، عمليات «عاصفة الحزم» بقيادة السعودية وكذلك الولايات المتحدة الأميركية لتأييدها العمليات التي دكت معاقل الحوثيين حلفاء طهران في اليمن.

وجاءت تصريحات شادماني، حول استمرار دعم طهران للحوثيين، في وقت نفت فيه وزارة الخارجية الإيرانية تقديم أي دعم عسكري للمتمردين.

وكان المتحدث باسم قوات التحالف أحمد عسيري، أكد في 11 أبريل الجاري، أن «القوات العسكرية تملك أدلة ملموسة لدعم إيران للمسلحين الحوثيين في الصراع الدائر في اليمن».

مجزرة في تعز

إلى ذلك، أقدمت قوات الرئيس السابق والحوثيين صباح أمس على قصف أحياء سكنية في مدينة تعز، كما استهدفت مستشفى الحكمة في المدينة التي تعد ثالث كبرى مدن اليمن.

وقالت مصادر محلية، إن عشرات القتلى والجرحى سقطوا جراء القصف العشوائي لدبابات صالح والحوثي على أحياء مكتظة بالسكان في المدنية.

ووجه أهالي تعز نداء استغاثة للأطباء والممرضين إلى سرعة التوجه إلى مستشفيات المدينة بسبب تزايد أعداد الجرحى جراء القصف.

غارات جديدة

من جهة أخرى، شن طيران التحالف العربي بقيادة السعودية خمس غارات جوية صباح أمس استهدفت مواقع عسكرية ومنطقة قريبة من مجمع قصر الرئاسة في صنعاء، كما شن 11 غارة جوية على مواقع تمركز قوات موالية للحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح في محافظة مأرب الغنية بالنفط، بينما قصفت سفن حربية تابعة لـ «التحالف» منطقة على مقربة من ميناء عدن بجنوب البلاد.

هزائم حوثية

من جهة ثانية، دارت اشتباكات عنيفة في مدينة عدن بين اللجان الشعبية الموالية للشرعية والمقاتلين الحوثيين المدعومين بوحدات الجيش الموالية لصالح. واستخدمت اللجان الشعبية للمرة الأولى نيران الدبابات وصواريخ كاتيوشا لصد تقدم الحوثيين.

وفي محافظة الضالع بجنوب البلاد قال مقاتلو اللجان الشعبية، إنهم خاضوا معارك امتدت ساعات لاستعادة عدد من المناطق الريفية بدعم من مقاتلات «التحالف» مما أسفر عن مقتل 25 من الحوثيين وستة من رجالهم.

وفي مدينة تعز وسط البلاد تمكنت اللجان الشعبية من استرداد عدة مناطق من أيدي الحوثيين بعد اشتباكات عنيفة.

خسائر فادحة

في السياق، تشير المعلومات الواردة من جبهات محافظة مأرب إلى أن الحوثيين وقوات صالح يحشدون لاقتحام مدينة مأرب عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، في الوقت الذي تستمر فيه المواجهات العنيفة بين القوات العسكرية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي مسنودة برجال القبائل من جهة، والحوثيين وقوات صالح، من جهة أخرى.

وأرسلت قبائل موالية لهادي صباح أمس تعزيزات إلى منطقة صرواح للتصدي للحوثيين الذين يحاولون التقدم في مأرب الغنية بالنفط والغاز الطبيعي.

وتعرض المتمردون وحلفاؤهم من العسكريين الموالين لصالح لخسائر فادحة في المعارك والغارات الجوية التي يشنها «التحالف» في منطقة صرواح. وأشارت مصادر إلى مقتل 90 متمردا خلال 24 ساعة في صرواح وثمانية من مناصري هادي.

وتشير الهزائم التي تكبدتها الميليشيات الحوثية في مناطق سبق أن سيطروا عليها دون مقاومة تذكر منذ أكثر من شهر إلى أن الضربات الجوية التي ينفذها «التحالف» ضدهم أكسبت اللجان الشعبية الموالية للشرعية جرأة وقدرة على طرد المتمردين.

اشتباكات حدودية

على صعيد آخر، استهدفت قوات الجيش السعودي مساء أمس الأول، سيارتين تابعتين لميليشيات الحوثي كانتا تحمل 15 من مقاتلي الجماعة، وكميات كبيرة من الذخائر، وتقتربان من الحدود السعودية، ودمرتهما كليا وقتلت جميع الأفراد الذين كانوا على متنهما.

وفي وقت سابق، استهدف الجيش السعودي، مجاميع حوثية حاولت الاقتراب من قطاع الحرث بمنطقة جازان على الحدود مع اليمن، في حين أغلقت السلطات السعودية منفذ الوديعة في منطقة نجران على الحدود مع اليمن، حتى إشعار آخر.

الرئاسة اليمنية

في غضون ذلك، دعا مسؤول في الرئاسة اليمنية مجلس الأمن لتشديد العقوبات على من صدر بحقهم عقوبات في الماضي، وإضافة الأسماء الجديدة، التي ثبت لدى الرئاسة اليمنية وقوات «التحالف» تعاونها مع الميليشيات الحوثية، وسرعة البدء في تطبيق قرار المجلس بعد انتهاء المهلة التي منحت للحوثيين من قبله لكي ينسحبوا من المدن اليمنية الأسبوع الماضي.

ونقلت تقارير أمس عن مختار الرحبي السكرتير الصحافي في مكتب الرئيس هادي قوله، إن «قرار مجلس الأمن بفرض عقوبات على صالح وبعض القادة العسكريين التابعين له هو انتصار دبلوماسي للسعودية ودول الخليج».

بريطانيا وباكستان

في سياق آخر، أكدت بريطانيا وباكستان أمس تعاونهما الوثيق مع السعودية من اجل إنهاء الأزمة الراهنة في اليمن وضمان نجاح المرحلة الانتقالية.

وجاء ذلك خلال اجتماع بين رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ونظيره الباكستاني محمد نواز شريف، حيث شددا على ضرورة إيجاد مخرج دبلوماسي للقضية اليمنية بالتنسيق مع القوى الإقليمية.

(عدن، صنعاء - أ ف ب،

 د ب أ، رويترز)