«مصالحة الرياض» تمتد إلى القاهرة

نشر في 20-11-2014 | 00:19
آخر تحديث 20-11-2014 | 00:19
No Image Caption
● خادم الحرمين: «الاتفاق التكميلي» وضع إطاراً شاملاً لوحدة الصف ومواجهة التحديات
● توافق مصري ــ سعودي على فتح صفحة جديدة في العلاقات العربية وأهمية التزام الإعلام بالتهدئة
امتدت المصالحة الخليجية، التي قادها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، لتشمل مصر، مع إطلاق العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز نداءً إلى الشعب المصري وقيادته، لإنهاء جميع الخلافات مع قطر ودعم اتفاق الرياض التكميلي الذي تم التوصل إليه الأحد الماضي، وأعادت بموجبه السعودية والإمارات والبحرين سفراءها إلى الدوحة بعد ثمانية أشهر من القطيعة.

وقال الملك عبدالله، في بيان أمس: «نحمد الله العلي القدير الذي مّنَ علينا وأشقائنا في دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ودولة الكويت ودولة قطر، في الوصول إلى اتفاق الرياض التكميلي، والذي حرصنا فيه وإخواني أصحاب الجلالة والسمو على أن يكون منهياً لكل أسباب الخلافات الطارئة وأن يكون إيذاناً، بحول الله وقوته، لبدء صفحة جديدة لدفع مسيرة العمل المشترك، ليس لمصلحة شعوب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية فحسب، بل لمصلحة شعوب أمتنا العربية والإسلامية، والتي تقتضي مصالحها العليا أن تكون وسائل الإعلام مُعينة لها لتحقيق الخير ودافعة للشر».

وأضاف: «حرصنا في هذا الاتفاق على وضع إطار شامل لوحدة الصف والتوافق ونبذ الخلاف في مواجهة التحديات التي تواجه أمتنا العربية والإسلامية»، مبيناً أنه «في هذا الإطار، وارتباطاً بالدور الكبير الذي تقوم به جمهورية مصر العربية الشقيقة، حرصنا في هذا الاتفاق وأكدنا على وقوفنا جميعاً إلى جانبها وتطلعنا إلى بدء مرحلة جديدة من الإجماع والتوافق بين الأشقاء».

وأوضح: «من هذا المنطلق أناشد مصر شعباً وقيادة السعي معنا لإنجاح هذه الخطوة في مسيرة التضامن العربي، كما عهدناها دائماً عوناً وداعمةً لجهود العمل العربي المشترك، وإني لعلى يقين بأن قادة الرأي والفكر ووسائل الإعلام في دولنا سيسعون لتحقيق هذا التقارب الذي نهدف منه بحول الله إلى إنهاء كل خلاف مهما كانت أسبابه فالحكمة ضالة المؤمن».

وختم خادم الحرمين: «إننا إذ نسأل المولى، عز وجل، التوفيق والسداد في أعمالنا لنسأله سبحانه أن يديم على شعوبنا العربية والإسلامية أمنها واستقرارها في هذه الظروف والتحديات التي تحتم على الأشقاء جميعاً أن يقفوا صفاً واحداً نابذين أي خلاف طارئ، متمسكين بقول الحق سبحانه وتعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)».

وعلى الفور، لاقت الدعوة الملكية تجاوباً مصرياً كبيراً، إذ رحبت الرئاسة المصرية بـ»دعوة خادم الحرمين الشريفين إلى وضع إطار شامل لوحدة الصف والتوافق بين الأشقاء العرب لمواجهة التحديات التي تهدد الأمتين العربية والإسلامية»، مؤكدة تطلعها إلى «حقبة جديدة تطوي خلافات الماضي وتبث الأمل والتفاؤل».

وقالت الرئاسة، في بيانٍ، إن «مصر تعرب عن ثقتها الكاملة بحكمة الرأي وصواب الرؤية لخادم الحرمين الشريفين، وتثمن غالياً جهوده الدؤوبة والمُقدرة التي يبذلها لصالح الأمتين العربية والإسلامية، ومواقفه الداعمة والمشرفة إزاء مصر وشعبها».

وجددت الرئاسة عهدها بأن مصر «كانت وستظل بيت العرب، وأنها لا تتوانى عن دعم ومساندة أشقائها، وتؤكد على تجاوبها الكامل مع هذه الدعوة الصادقة، والتي تمثل خطوة كبيرة على صعيد مسيرة التضامن العربي».

وأضاف البيان الرئاسي أن «مصر شعباً وقيادة على ثقة كاملة بأن قادة الرأي والفكر والإعلام العربي سيتخذون منحى إيجابياً جاداً وبناءً لدعم وتعزيز وترسيخ هذا الاتفاق، وتوفير المناخ الملائم لرأب الصدع ونبذ الفرقة والانقسام، فدقة المرحلة الراهنة تقتضي منا جميعاً تغليب وحدة الصف والعمل الصادق برؤية مشتركة تحقق آمال وطموحات شعوبنا».

محلياً، أشاد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد بما جاء في خطاب خادم الحرمين الشريفين من مضامين بشأن العلاقة بين دول مجلس التعاون.

وأضاف الخالد، في تصريح له على هامش مشاركته في احتفال سفارة عمان بالعيد الوطني لبلادها أمس: «نرحب ونؤيد ما جاء في الخطاب، ونعتبر أن مصر عمق استراتيجي لدول الخليج وأن أمنها واستقرارها جزء مهم من أمننا واستقرارنا»، معرباً عن تطلع الكويت إلى أن «تواصل مصر دورها الريادي والقيادي في المنطقة».

وعن اجتماع المجلس الوزاري التحضيري للقمة الخليجية، قال إنه سيتم «منتصف الأسبوع المقبل بالدوحة، وأن القمة ستلتئم في 9 ديسمبر».

back to top