أول العمود:

Ad

من الخطأ ربط مضمون الاتفاقية الأمنية الخليجية بالحدث والظرف، مقابل إضعاف النقاش حول علاقتها بدستور الدولة، فالأول زائل والثاني ثابت.

***

اجتماعياً، نحن في خطر، ويستطيع أكثرنا أن يلمس ذلك في قضاء يوم في الأماكن العامة أو قراءة أخبار وسائل الإعلام.

استسهل الشباب المراهق تعاطي المخدرات بانتشار نوع يسمى "الشبو" وهو سم فتّاك، ويتباهى بعضهم بشرب الكحول، أعداد لافتة من المتزوجين الجدد لا يعون موجبات تكوين أسرة، وأرقام الانفصال لا تهدأ، شبان يلتحقون بالقتال مع تنظيمات إرهابية فقدت العاطفة الإنسانية، استهتار في الشوارع، عنف وقتل في أماكن الترفية والتسوق. لماذا يحدث كل ذلك؟

وهل أصل الاستهتار نابع من الحصول على ما نريد دون جهد؟ نبذل جهداً في تحميل أسباب هذه المشاكل على الغير، كالثقافات المختلفة عنا أو الأجهزة الإلكترونية، والانفتاح غير المدروس، ولكن من النادر أن نتحدث عن البيئة التي يتربى فيها هؤلاء الشبان والشابات. البيوت!

كيف يدير الآباء والأمهات البيوت الكويتية اليوم؟ هل يتحدثون بشفافية مع أبنائهم وبناتهم أم أن الجميع منسجمون مع عالم مفترض في هواتفهم الذكية؟ وما حجم تدخل الشغالات والسائقين في يوميات أبنائنا؟ ومن هم أصدقاء أبنائنا؟ وعلامَ تحتوي هواتفهم المتطورة؟ ومع من يتحدثون فيها؟ وهل هناك مساحة مكانية واحدة في البيت للاجتماع اليومي حتى لو على أطباق طعام؟

مشاكل بهذا الحجم في مجتمع صغير تثير أسئلة كبيرة عن دور المثقفين والقدوات والتربويين، أين دور هؤلاء؟ نشاهد سلوكيات قد تبدو صغيرة في أعين البعض لكنها تنمّ عن نمط تربوي سيئ جدا، مثال ذلك ثقافة الانتظار، والوقوف في الطابور، والتقدير اللفظي لمن يقدم لنا خدمة، والتسامح والخلق في قيادة السيارة.   

ضعف التحاور مع أبنائنا خطر جداً قد يسبب النفور والعزلة عن البيت، ويساعد على البحث عن أماكن أخرى يجد فيها أبناؤنا من يتحدث إليهم، ويسمعهم صوتا، أيا كان ذلك الصوت.

مخيفة صفحات الجرائم اليومية، فهي تعرض ولا تفسر ما يجري، المعالجات في معظمها أمنية لا اجتماعية، وتستمر الكثير من المظاهر والأحداث المؤلمة التي تعصف بالبيت الكويتي، ونحن مشغولون في "الشأن السياسي"... نحن "الكبار"!!