«أزهرية» وزير الثقافة المصري الجديد تثير جدلاً

نشر في 13-03-2015 | 00:01
آخر تحديث 13-03-2015 | 00:01
أثار اختيار الدكتور عبد الواحد النبوي، في منصب وزير الثقافة المصري، خلفاً للدكتور جابر عصفور، جدلاً في الوسط الثقافي المصري، بشأن معايير اختياره وخلفيته المعرفية، لأن النبوي ينتمي إلى جامعة الأزهر التي عمل فيها أستاذا للتاريخ طوال سنوات، ومرجعيته الفكرية التي تشي بقبضة رقابية «محتملة» على الثقافة والفن.
يبدي الروائي عبدالوهاب الأسواني  تشاؤمه من اختيار النبوي، موضحاً أنه لم يسمع عن مساهماته الأدبية أو أطروحاته المتعلقة بالشأن الثقافي العام، ولا يعرف عن النبوي إلا أنه كان رئيساً لـ «دار الكتب والوثائق المصرية»، مطالباً بالكشف عن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء اختياره في هذا المنصب، خصوصاً أنه  يتطلب مؤهلاتٍ أدبية معينة، لا يظن أنها تتوافر فيه.

يتساءل: {ماذا سيفعل وزير الثقافة الأزهري في حال وجود مشكلة أو أزمة مع فنانة، مثلاً، هل يؤمن الوزير الجديد بأن صوت المرأة عورة أم أنه تجاوز هذه المسائل؟} مشيراً إلى أنه يشعر بأن الوزير الجديد غير مؤهل للمنصب، لكنه سينتظر حتى تحكم عليه الأيام.

الأديب والصحافي صلاح عيسى رئيس مجلس إدارة جريدة {القاهرة} الصادرة عن وزارة الثقافة، يوضح أنه لا يعرف الوزير  بشكل كافِ، ولم يتابع خطواته أو أخباره أثناء رئاسته لدار الكتب والوثائق القومية، مطالباً بإعطائه فرصة ليثبت ما إذا كان سينجح أم سيفشل.

حول كيفية اختيار وزير ثقافة من خريجي جامعة الأزهر يضيف: {ثمة مثقفون وأدباء من خريجي هذه المؤسسة العريقة على غرار وزير الثقافة الأسبق محمد صابر عرب}،  لافتاً إلى أن مقولة البعض إنه غير مؤهل لهذه الحقيبة الوزارية أو رفض فكره في دعم الوزارة للأعمال الفنية الوطنية، يعني ذلك أنهم يصطادون في الماء العكر ويقتنصون أي فرصة للإيقاع بخصومهم.

تخوف وتساؤلات

يتخوّف الروائي محمد مهنا من الخلفية الأزهرية للوزير، فضلا عن تدريسه فترة طويلة في هذه الجامعة،  ويتساءل لمن سينحاز النبوي في حال حدوث معركة أدبية أو دينية بين مؤسسة الأزهر الشريف وبعض المثقفين، مرحباً بفكرة دعم أفلام وطنية قد تكون عاملاً مساعداً، برأيه،  في محاربة الإرهاب وتحث على حب الوطن، معتبراً أن الوطن أساس كل شيء وأن مصلحة البلد فوق كل اعتبار.

يضيف: {هل سينصاع الوزير الجديد لأساتذته الأزهريين المتشددين إذا طلبوا منه مراقبة الكتب الأدبية أو تقييد حرية الإبداع؟}، رافضاً أن يتخذ الوزير الجديد إجراءات في هذا الصدد لأن أبناء الأزهر، لا يقتحمون التابوهات الثلاثة: الدين، الجنس، السياسة،  مطالباً النبوي بالانحياز للوطن فحسب وألا يكون من أنصار الشلل.

بدوره يقول الناقد الأدبي الدكتور عبدالمنعم تليمة: {الشرطان الأساسيان الواجب توافرهما في وزير ثقافة مصر أن يكون معروفاً في الوسط الأدبي، وأن تكون له مساهمات أدبية واضحة ومهمة، وهاتان النقطتان غير متوافرتين في شخص الدكتور عبدالواحد النبوي}، مؤكداً أنه شخص مجهول لا يعرفه أحد في مصر.

يضيف: {كان مجرد موظف في دار الكتب والوثائق، وخبيراً في ترميم المخطوطات، لكن لا يكفي  ذلك أن يكون وزيراً للثقافة}، مشيراً إلى أن هذا الاختيار هو الأغرب على مدار التاريخ، ويتابع: {أنتظر حتى أرى بنفسي ما سيفعل الوزير الجديد بالثقافة المصرية لأنني لم أتوقع أن يكون وزير ثقافة مصر مجهولا في الوسط الثقافي، وبالتالي لا أتوقع ماذا سيفعل النبوي بنا}.

رسائل وضمانات

يوجه الناقد الأدبي مدحت الجيار رسائل للوزير الجديد ويقول: {ألفت نظره إلى أنه لن ينجح وحده، بل لا بد من أن يجمع حوله خبراء ومختصين من الأعمار والتخصصات المختلفة}، مشيراً إلى أن {لا أحد يعرف كل شيء أو يستطيع أن يفعل كل شيء، وبالتالي أتوقع نجاحه في حالة الاستعانة بمتخصصين، لا سيما أن وزارة الثقافة تحتاج إلى جهود غير عادية}.

يضيف أن المؤسسة الثقافية المصرية تتطلّب موازنة  أكبر من تلك الموجودة الآن، مطالباً النبوي بتطوير المجلس الأعلى للثقافة الذي تحول إلى مجاملات وتجاوزات، ويحتاج إلى ضبط وربط، فهذا المكان يعتبر بيت الخبرة في {الثقافة}، وإعادة التوازن إليه سيكون بمثابة نهضة حقيقية للوزارة.

يعتبر عبد العزيز جمال الدين، رئيس تحرير سلسلة {الذخائر} الصادرة عن قصور الثقافة، ألا فرق بين وزير وآخر، فالأسماء تختلف ولكن الخطة المطلوب تطبيقها كما هي، ولا ضمانات لتحسين الأوضاع.

يضيف أن الحظر في المجالات الثقافية لم يختفِ، وما زال يمارس، لغاية الآن، سواء على حرية الإبداع أو النشر، كاشفاً ألا أمل لديه  سوى في وضع إستراتيجية مختلفة للثقافة وفتح أبواب التنوير.

اختيار موفق

في المقابل يؤكد وزير الثقافة الأسبق شاكر عبد الحميد لـ {الجريدة}، أن اختيار عبد الواحد النبوي وزيراً للثقافة موفق، مستشهداً بدوره في  تطوير {دار الوثائق القومية}، التي كان يترأسها قبل توليه منصبه وزيراً للثقافة.

يضيف: {تخوفات الوسط الثقافي من تعيين وزير ثقافة له خلفية أزهرية أمر ساذج}، مشيراً إلى أنه حتى لو أصدر بعض الضوابط فسيكون ذلك  لبناء وجهة ثقافية متميزة، واحتراماً للذوق العام بما لا يؤثر على التنوع الثقافي وحرية الإبداع في المجالات كافة.

back to top