القادسية عطّل قطار العربي قبل المحطة الأخيرة

نشر في 06-05-2015 | 00:05
آخر تحديث 06-05-2015 | 00:05
No Image Caption
قرّب الكويت نفسه بشدة من لقب دوري ڤيڤا لكرة القدم بفوزه على اليرموك 4-2، في حين وضع العربي نفسه في موقف لا يحسد عليه بعد تعادله السلبي مع القادسية في الجولة الخامسة والعشرين من المسابقة.
بيده، فرّط العربي في لقب دوري "ڤيڤا" لكرة القدم بنسبة تصل إلى 99 في المئة! وذلك بعد تعادله السلبي مع القادسية في المباراة التي جمعتهما أمس الأول على استاد صباح السالم في الجولة قبل الأخيرة من منافسات البطولة، في وقت فاز الكويت على اليرموك بأربعة أهداف لهدفين، ومن ثم يحتاج الأبيض إلى الفوز فقط على الصليبيخات كي يعيد درع البطولة إلى خزائنه، بعد أن فقده لمصلحة القادسية الموسم الماضي، بينما يتعين على الأخضر الفوز على التضامن، وانتظار خسارة أو تعادل منافسه إذا ما أراد انتزاع اللقب.

الكويت انتزع قمة البطولة للمرة الأولى بعد أن رفع رصيده إلى 63 نقطة، وهو نفس رصيد العربي، لكن كفته رجحت بفارق المواجهات المباشرة وكذلك بفارق الأهداف، وفي حال تحقيق الفريقين نتيجتين متشابهتين بمعني أن يفوز كلاهما أو يتعادلا أو حتى يخسرا، فإن اللقب سيذهب إلى الأبيض، إذ انتهت مواجهة الدور الأول بتعادل الفريقين بهدف لمثله، بينما حقق الأبيض الفوز في الدور الثاني بهدف من دون رد لفهد العنزي.

وشهدت مباراة الديربي بين العربي والقادسية العديد من الأحداث، لعل أبرزها انقطاع التيار الكهربائي عن الملعب، إلى أن نجح العاملون في وزارة الكهرباء والماء في إعادته قبل انتهاء مهلة الـ45 دقيقة القانونية التي منحها الحكم السعودي مرعي العواجي للفريقين قبل إعلان إلغاء المباراة، وتحديد موعد جديد لها بخمس دقائق فقط، بالإضافة إلى تسجيل رقم قياسي جديد هذا الموسم في الحضور الجماهيري، والذي بلغ 25860 متفرجاً، أغلبهم من جماهير العربي، إلى جانب خروج بعض الإداريين عن الروح الرياضة في واقعة من المفترض أن تتخذ فيها لجنة الانضباط قراراً مشددا بحقهم!

"الجريدة" بدورها تلقي الضوء من خلال هذا التحليل على أبرز أحداث مواجهتي العربي مع القادسية، والكويت مع اليرموك.

ديربي سلبي

من المؤكد أن ديربي العربي والقادسية جاء هذه المرة سلبيا للغاية باستثناء الحضور الرائع للجماهير، وتكمن أبرز السلبيات في غياب التكتيك عن الفريقين، وندرة الفرصة الهجومية السانحة للتهديف، بالإضافة إلى حالة اللاتركيز التي أصابت كليهما بلا داعٍ، والتي ترجع إلى خشيتهما من الخسارة في المقام الأول.

المباراة اتسمت بسيطرة شبة مطلقة للأخضر خصوصاً في الشوط الثاني، لكن هذه السيطرة لم تثمر عن شيء في النهاية، مع محاولات مستميتة للدفاع والهجوم المرتد على استحياء من جانب القادسية.

الأخضر بلا فاعلية

الأخضر لم يقدم في اللقاء ما يستحق عليه الفوز، ولاعبوه اعتمدوا فقط على الروح القتالية التي لا يمكنها وحدها صنع الفارق مع المنافس، والدليل أن من يشاهد اللقاء يشك في أنه مصيري بالنسبة للفريق، ويتوقف عليه جهد موسم كامل.

وما يؤخذ على الفريق بصفة عامة هذا الموسم هو عدم قدرته على تحقيق الفوز على منافسيه في الدورين، باستثناء التغلب على السالمية في الدور الثاني بنتيجة 3-1!

وعاب العربي في الشوط الأول وجزء كبير من الشوط الثاني البطء في نقل الكرة مع الاحتفاظ بها لوقت طويل بلا مبرر، وكثرة التمريرات العرضية، إلى جانب عدم وجود اللاعب القادر على أن يكون بمنزلة همزة الوصل بين خطي الوسط والهجوم والربط بينهما بسبب سوء حالة صانع اللعب الأبرز هذا الموسم محمد جراغ وزميله عبدالعزيز السليمي، واضطرار المدرب إلى إرجاع علي مقصيد إلى مركز الظهير الأيسر بعد إصابة عيسى وليد، لذلك افتقد محمود المواس وفهد الرشيدي الفاعلية الهجومية.

 ووضح تأثر الفريق كثيرا بغياب الأردني أحمد هايل القادر على إيجاد الحلول في التوقيت المناسب، كما أن خط دفاعه لم يكن في حالة جيدة كالعادة، إذ كان في مقدور لاعبي القادسية تهديد مرمى سليمان عبدالغفور في أكثر من مناسبة، خصوصاً بعد نزول حمد أمان في الدقائق العشر الأخيرة.

 القادسية لعب للتعادل

في المقابل، فإن القادسية لعب بروح عالية من أجل هدف واحد وهو عدم فوز المنافس واقترابه من اللقب، وهو حق أصيل له ولا لوم عليه في هذا الأمر، خصوصاً أن التخاذل مبدأ مرفوض تماما في كرة القدم، ولا يمت إلى الروح الرياضة والأخلاق والقيم بصلة!

غير أن الأصفر هو الآخر افتقد للهجمات الخطيرة إلا نادرا، ويعد خط دفاع الفريق هو أبرز ما ميز الفريق بقيادة خالد محمد إبراهيم، والغاني رشيد صوماليا، لكن عابهما فقط الخشونة في بعض اللعبات، في حين التزم خط وسطه بمهمة افساد هجمات العربي وبدا بعيدا عن خط الهجوم، ولولا الروح التي ظهر عليها نجم الفريق بدر المطوع الذي قدم واحدة من أفضل مبارياته هذا الموسم، لفرض الأخضر سيطرته التامة على زمام الأمور.

الأصفر في حاجة كبيرة إلى إعادة ترتيب أوراقه، فتعادله أمس جاء بحماس اللاعبين وحرص الجهاز الفني على عدم الخسارة فقط، وهو ما لا يفترض بفريق بحجم القادسية يسيطر لاعبوه على جل تشكيلة المنتخب الوطني.

اليرموك يستحق الإشادة

من المؤكد أن اليرموك استحق الإشادة على الروح القتالية التي لعب بها أمام الكويت، خصوصاً في الشوط الأول، وهو أمر يحسب له ويبعد عنه شبهة التلاعب أو التخاذل من أجل خدمة المنافس بعكس غيره! الفريق أحرز تقدماً بهدفين عبر لاعبيه التونسي مهدي بن حرب، والبرازيلي نيلسون، لكن تراجع لاعبيه إلى الدفاع بغية الحفاظ على النتيجة وعدم استثمار حالة الارتباك التي أصابت لاعبي الكويت بالمزيد من الهجوم حالا دون الحفاظ على التقدم.

ومن جانبه، فإن لاعبي الكويت تداركوا موقفهم بالأهداف الأربعة التي أحرزوها والتي كان لها مفعول السحر في اعتلاء القمة، لكن ما يؤخذ على الأبيض وجهازه الفني بقيادة المدرب محمد إبراهيم هو الظهور بشكل سيئ في بداية اللقاء، من دون مبرر أو أسباب منطقية، لا سيما في ظل تفوق الفريق على المنافسة معنويا وفنيا وامتلاكه لحافز قوي للغاية.

الأبيض بات قاب قوسين أو أدنى قليلاً من اللقب، في موسم لم يقدم فيه المستوى الأفضل له كالعادة، ساندته فيه الظروف بشكل غريب، والتي تتمثل في إهدار لاعبي العربي 12 نقطة بشكل غريب، بجانب الفرصة التي قدمها له القادسية على طبق من ذهب، وهنا لا نقصد فوزه على "الأصفر" في مواجهتهما، ولكن بطبيعة الحال تعادل الأصفر مع العربي!

لقطات

• بقي لاعبو "العربي" في غرفة خلع الملابس التي أحاطت بها القوات الخاصة لحمايتهم، وانخرط بعضهم في البكاء مدة طويلة.

• اللواء فهد الشويع والد لاعب العربي المعتزل نواف الشويع، والذي قاد قوات الشرطة في تأمين دخول وخروج الجماهير، أكد أنه من عشاق "العربي"، على الرغم من أنه أحد أعضاء الجمعية العمومية للقادسية، وسبق له اللعب في صفوف النصر.

• بدت العصبية بشكل مبالغ فيه على مدير الكرة في نادي القادسية محسن غانم خلال المباراة، على الرغم من أن فريقه بعيد عن الصدارة، والغريب في الأمر خروجه عن حدود اللياقة والروح الرياضية في أكثر من مناسبة!

• دخل إداري الفريق حسين عاشور في مشادات كلامية مع عدد من لاعبي القادسية بلا داع، كما أنه استفز بتصريحاته لاعبي "الأصفر" قبل اللقاء، واضطرت القوات الخاصة إلى حمايته من الجماهير.

• ضغوط هائلة يبذلها مسؤولو كاظمة لإثناء مساعد مدير الكرة صالح العنيزي عن استقالته وإنهاء عمله في النادي بنهاية الموسم الجاري.

• في واقعة غريبة وغير مفهومة، خلع مهاجما الكويت خالد عجب وعبدالهادي خميس فانيلتيهما عقب أن هز كل منهما شباك اليرموك!

back to top