الملك عبدالله «رحمه الله »

نشر في 24-01-2015
آخر تحديث 24-01-2015 | 00:01
 يوسف عوض العازمي قال تعالى: "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ* ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً* فَادْخُلِي فِي عِبَادِي* وَادْخُلِي جَنَّتِي". لم يكن حاكماً عادياً، بل كان بمثابة حاكم منذ شبابه، ولم يأخذ الحكم كصفة أو منصب أو وظيفة بل هو قدر وتكليف. الملك عبدالله بن عبدالعزيز قاد المملكة في أحلك الفترات، وفي عصر الفتن والثورات بهدوء وأمان وثقة وحزم في اتخاذ القرار الذي يصب في مصلحة الوطن والمواطنين. لست بصدد ذكر إنجازاته، فكما قيل "فخامة الاسم تكفي"، لكنه استطاع أن يتخذ قرارات رأينا جميعا أثرها الإيجابي بعد وفاته مباشرة، وهي قرارات ترتيب بيت الحكم، بتعيين شقيقه الأصغر الأمير مقرن وليا لولي العهد، مما ساهم في إنهاء ما يسمى تكهنات ما بعد وفاته.

وبالفعل بعد الوفاة بدقائق لا ساعات أو أيام شهدت المملكة الشقيقة انتقالا سلسا وهادئا للسلطة؛ فكانت قرارات الحكم بتعيين الأمير سلمان ملكا والأمير مقرن وليا للعهد، ومن ثم القرار التاريخي بتعيين الأمير محمد بن نايف وليا لولي العهد ونائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للداخلية؛ مما يثبت النظرة البعيدة والصائبة في اتخاذ قرارات الحكم المفصلية التي تطمئن المواطنين باستمرار الاستقرار والهدوء السياسي في البلاد.

وكما تنبأ الكثيرون انتهت فترة رئيس الديوان الملكي خالد التويجري بانتهاء فترة حكم الملك عبدالله، والتويجري هو الشخص الذي كثر الجدل حوله، وحول صلاحياته إبان وجوده في جوار الملك عبدالله رحمه الله، وكان ظهوره الإعلامي نادرا جدا، وآخر ظهور له كان مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بصحبة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني مبعوث أمير دولة قطر، لتفعيل المبادرة الخليجية للصلح بين مصر وقطر بجهد كبير من الملك عبدالله رحمه الله.

وهكذا الدنيا "كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ" و"كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ"، والمناصب لا تدوم والأعمار لها ساعة، ومن ترك ذكراً طيباً فهو الكاسب والرابح، والملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله وغفر له، رجل أحب شعبه وبادله الشعب الحب، وذكراه عطرة وطيبة ومبادراته الخيرة في رأب الصدع في العالم الإسلامي والعربي ماثله أمام الأعين، والكلام عنه لا تسعه مجلدات فكيف بمقال بسيط؟ وهو الآن في ضيافة أكرم الأكرمين، وأرحم الراحمين رب العالمين، ملك الدنيا والآخرة.

أعزي نفسي وكل مسلم بوفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وأسأل الله أن يوفق الملك سلمان بن عبدالعزيز لقيادة المملكة الشقيقة إلى ما يحبه ويرضاه، وأدام الله العز على المملكة العربية السعودية وحماها من كل شر هي وسائر بلاد المسلمين.

back to top