بعد الإدانات الخليجية والعربية لتصريحات أمين عام حزب الله حسن نصرالله بشأن البحرين والتي شبهها فيها بـ»إسرائيل»، ودعوة مجلس التعاون الخليجي الحكومة اللبنانية إلى توضيح موقفها، وإدانة هذه التصريحات، وجدت بيروت نفسها في موقف محرج خصوصاً بعد اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير في القاهرة، حيث انفردت إلى جانب بغداد بالتحفّظ على إدانة تصريحات نصرالله.

Ad

ويبدو أن الحكومة الائتلافية التي يشارك فيها حزب الله اتجهت إلى إدانة هذه التصريحات بالمفرق، حث برزت مواقف منددة ومدينة عن رئيسها ووزرين هما وزير الداخلية نهاد المشنوق والعمل سجعان قزي في حين اكتفى وزير الخارجية جبران باسيل بالتنصل من هذه التصريحات، معتبراً أنها لا تعكس موقف لبنان الرسمي.

أكد رئيس الحكومة تمام سلام «الحرص على العلاقات الأخوية بين الجمهورية اللبنانية ومملكة البحرين»، مشيرا إلى أن «الكلام الذي يصدر عن أي جهة سياسية لبنانية في حق البحرين لا يعبر عن الموقف الرسمي للحكومة اللبنانية».

وفي تصريح له، أشار إلى أن «مساحة التنوع السياسي الموجودة في لبنان، والتي تسمح بظهور مواقف مختلفة ومتعارضة من الشؤون الداخلية والخارجية على حد سواء، يجب ألا تكون مبررا لإلحاق الضرر بالمصالح اللبنانية أو بعلاقات لبنان بأي دولة شقيقة أو صديقة».

وأكد أن «الموقف الرسمي للبنان من القضايا العربية والدولية تعبر عنه حكومته التي ينطق باسمها رئيس مجلس الوزراء، وليس أي جهة سياسية منفردة حتى ولو كانت مشاركة في الحكومة الائتلافية. إن لبنان الذي عانى كثيرا من التدخل في شؤونه حريص على عدم التدخل في شؤون أي دولة، فكيف الحال اذا كانت هذه الدولة دولة شقيقة عربية مثل مملكة البحرين؟».

وقال «أعرب عن حرصي وغيرتي على البحرين، وأتمنى لها كل الخير والتقدم»، لافتاً إلى أنه «متأكد من أنها قادرة على تخطي أي عثرة تواجهها بفضل حكمة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وإخوانه».

 وأشار إلى أن لـ»البحرين مكانة خاصة في قلوب اللبنانيين الذين ساهم الكثير منهم في نهضتها ونعموا وما زالوا ينعمون بخيرها وبالأمن والأمان في ربوعها. وآمل ألا تؤدي أي غمامة صيف عابرة إلى تعكير أجواء الأخوة العميقة بين لبنان ودولة البحرين، أو بينه وبين أي دولة شقيقة من دول مجلس التعاون الخليجي التي لها أفضال كثيرة على بلدنا وشعبنا».

من ناحيته، أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في تصريح صحافي نشر أمس، إن «موقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن البحرين لايعبِّر عن رأي الدولة والحكومة، كما أن دولة البحرين بلد عربي منذ مئات السنين»، معتبراً أن «الاعتذار من البحرينيين أمر واجب إنطلاقاً من الروابط العميقة التي تربط البلدين الشقيقين».

من ناحيته، شدد وزير العمل سجعان قزي على أن «لبنان يمكن أن ينأى بنفسه عن مشاكل المنطقة، لكنه لا يمكن أن ينأى بنفسه عن اتخاذ موقف من فريق لبناني يتدخل في شؤون المنطقة».

بدوره، أوضح وزير الخارجية جبران باسيل أن «الكلام الذي صدر بحق البحرين لايعبر عن موقف الحكومة اللبنانية وسياستها، ولا الجهة السياسية التي يمثلها، ولا الحكومة اللبنانية»، موضحاً أن «موقف لبنان الضمني لايختلف عن موقف الدول العربية في البيان الصادر عن وزراء الخارجية، لناحية عدم التدخل في شؤون البحرين».

وشدّد باسيل على أنه «من مسؤوليتنا أن نحافظ على اللبنانيين حيث يعملون ونراعي مصالحهم في البحرين وبقية الدول العربية، وصحيح أيضاً أنهم يستفيدون حيث هم موجودون، ويفيدون لبنان، لكنهم أيضا يفيدون البلدان التي يعملون فيها، وهم حاجة لها»، مضيفاً: «بما أن هذا هو الموقف الرسمي اللبناني، فلا ينبغي أن يعاقب كل اللبنانيين من أجل موقف فريق منهم».

في سياق آخر، أشارت أوساط اطّلعت على أجواء الجلسة الثالثة من الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله التي جرت مساء أمس الأول، إلى أن «الجدية التي سادتها لم تختلف عن الجلستين السابقتين، وأن الفريقين شدّدا على أهمية الحوار عندما يواكب بنتائج عملية على الأرض».

وجاء في بيان صدر بعد الجلسة التي عقدت في مقرّ رئيس مجلس النواب نبيه بري: «عقدت جلسة الحوار الثالثة بين حزب الله وتيار المستقبل في مقر الرئاسة الثانية، وجرى البحث في التطورات التي حصلت خلال الأسبوع الماضي أمنياً وسياسياً والتقييم الإيجابي لانعكاسات الحوار الجاري عليها»، مضيفاً: «تّم التشديد على حماية القرارات الوطنية التي تحصّن الساحة الداخلية، كما استمر النقاش في النقاط التي تّم تناولها سابقاً، وحصل تقدم واضح فيها بما يفتح آفاقاً أمام نتائج تساعد على تثبيت الاستقرار الوطني».

وقالت مصادر متابعة، إن «موضوع سرايا المقاومة لم يطرح بعد، وأن معطيات واكبت الجولة الثالثة أشارت إلى أن مقاربة الاستحقاق الرئاسي في هذا الحوار، لن تفضي الى أي نتيجة لكون الحزب يسعى إلى تأجيل حسم موقفه على هذا الصعيد أطول وقت ممكن».

وقالت صحيفة «المستقبل» أمس، إن «جلسة الحوار تخللها بحث معمق في النقاط الأمنية التي جرت مناقشتها خلال الجلستين السابقتين»، موضحة أن «البحث تناول كذلك موضوع ظاهرة الأعلام والصور الحزبية والمذهبية في شوارع البلد»، مع إشارتها إلى أن «النقاش في هذا الموضوع لم ينته بعد وسيُصار إلى استكماله في جولة الحوار المقبلة».