لكي نحتفل باللغة العربية
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
اليوم العالم العربي يستعيد هيبته الأدبية، ومنذ بدايات القرن الماضي نشطت كتابة الرواية والمسرح، ولم تكن بطبيعة الحال لتوازي الرواية الغربية، وتلك طبيعة بداية الأشياء، لكنها تقدمت بشكل جدي كرواية محترفة تستحق الاهتمام العالمي، وقبل ذلك تستحق الاهتمام المحلي. وما تعانيه اليوم هو مساحة الحرية المتفاوتة في أغلب البلدان العربية. فما زالت الرواية تعاني الحظر الرسمي حين يرى الرقيب أنها لا تتناسب مع ذائقة يتم تغييرها بناء على المسؤول الحكومي الثقافي، فما يتم السماح به هذا العام يتم منعه في العام القادم. وما تتم إجازته في بلد ما يتم منعه في البلد المجاور. لكي نحتفل باللغة العربية فعلا علينا أن نحترم كتابها وحرية كتابتهم، وفي مجتمعات تهيمن الدولة فيها على المنتج الثقافي وعلى وظيفة المثقف والمؤسسة الثقافية سيبقى الكاتب ذهنيا تحت وطأة هذه الهيمنة ونمو فكرة الرقابة الذاتية. ليس من حقنا أن نطلب من الآخر أن يهتم بأدبنا ترجمة ودراسة ونحن نحاصر أفكار كتابنا ونعد عليهم الكلمات التي نراها خارجة وكأننا نصحح كراريس تلامذة المدارس.لكي نحتفل باللغة العربية نحن بحاجة لمزيد من التبادل الجامعي، وتخصيص مقاعد لدارسي الأدب العربي في الجامعات العربية، فكما نجحنا، إلى حد ما، في ترجمة الأعمال الأجنبية من لغاتها الأصلية علينا أن نشجع دارسي الأدب العربي من الثقافات الأخرى على ترجمة الأعمال العربية.لكي نحتفل باللغة العربية علينا أن نخرج من ممارسة هذه النقائض التي نعيشها، نرسل أبناءنا وبناتنا الى الخارج لتتاح لهم قراءة آداب العالم، ونحاصر كتاباتهم لأنها كتبت باللغة العربية، نسمح لكل كتب العالم أن تدخل إلينا مترجمة وبلغاتها الأصلية، ونشهر القلم الأحمر على لفظة هنا وجملة هناك. وأكثر من ذلك نمنح الرقيب مكافأة شهرية لا يحلم بها كاتب من كتابنا، وكأننا نشجعهم على العمل في الرقابة.