الإسعاف الجوي بالكويت... نقلة نوعية في الخدمات الطبية

نشر في 04-04-2015 | 15:44
آخر تحديث 04-04-2015 | 15:44
No Image Caption
** الحربي: المشروع يضم نوعين من الطائرات... "النفاثة" و"العمودية"

** الغانم: مزودة بطاقم مختص على متنها يقدم كل الإسعافات الأولية

** المجادي: دول قليلة في العالم توفر هذه الخدمة لمواطنيها لارتفاع كلفتها

أطلقت وزارة الصحة خدمة الإسعاف الجوي داخل الكويت وخارجها، في نقلة نوعية وخطوة حضارية تدشن لمرحلة جديدة من اهتمام الوزارة بتطوير خدماتها الطبية، ومواكبة التطور العالمي وحرصها الدائم على تقديم خدمات طبية أفضل.

ورغم أن خدمة الإسعاف الجوي بدأت في الأول من يناير الماضي فإن كثيرين لا يعلمون شيئا عن هذه الخدمة المتطورة التي ستعمل على نقل دولة الكويت الى مصاف الدول المتقدمة طبيا.

حياة المصابين

وأكد وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الخدمات الطبية المساندة، د. جمال الحربي، في تصريح لـ "كونا"، أمس، أهمية الإسعاف الجوي في عمليات انقاذ حياة المصابين، ولاسيما في المناطق والظروف التي يصعب وصول سيارات الإسعاف اليها كالمناطق الصحراوية النائية والحدودية والجزر البعيدة عن المدن والمناطق السكنية المأهولة.

وقال الحربي إن اهمية المشروع تكمن في نقل المصابين من المناطق البعيدة نتيجة حوادث السير، والتعامل مع الازمات الطارئة كالحرائق والكوارث الطبيعية وغيرها، حيث تكون السرعة أمرا حاسما في عملية علاج وإسعاف الحالات الحرجة.

وأضاف أن الإسعاف الجوي سيضيف خدمة نقل المرضى بين المستشفيات، موضحا أن الوزارة حرصت على هذه الخدمة لتوفير الراحة للحالات المرضية التي تستدعي النقل العاجل وفق رأي الطبيب الاستشاري المعالج، مؤكدا ضرورة جاهزية المهابط الخاصة بالطائرات العمودية.

حالات الطوارئ

وبيّن أن المشروع يضم نوعين من الطائرات، وهما "النفاثة" و"العمودية"، وتستطيع حمل مريضين على الحمالات ومسعفين جويين، إضافة الى الطيار ومساعده، مضيفا أن الطائرة مزودة بمسجل بيانات ومسجل صوت وجهاز لتحديد المواقع في حالات الطوارئ، إضافة الى نظام تحذير من الاقتراب من الأرض.

وعن كيفية عمل الطائرات العمودية، ذكر الحربي أن هبوط الطائرة يحتاج الى منطقة أمان حول موقع الحادث وإغلاق بعض الشوارع، كما يشترط أن تكون الطائرة على بعد نحو 30 مترا على الأقل عن السيارات، تطبيقا لشروط الأمان والحماية.

وعن الطائرة النفاثة التي تنقل الحالات الحرجة خارج البلاد، أوضح أنها تستطيع حمل مصابين اثنين على الأسرّة كحد أقصى مع اثنين من المسعفين، الى جانب طبيب مختص، واثنين من مرافقي المريض، إضافة الى الطيار ومساعده، مشيرا الى أن أعدادا كبيرة من الحالات الحرجة تم نقلها من الكويت وإليها حتى الآن.

النقل السريع

من جهته، أكد مدير إدارة الطوارئ الطبية في وزارة الصحة د. فيصل الغانم في تصريح مماثل لـ"كونا" أهمية العامل الزمني المتمثل بالنقل السريع والآمن للمصابين بواسطة طائرات مجهزة بشكل كامل بمعدات طبية فائقة المستوى.

وقال الغانم إن الطائرات مزودة بطاقم مختص على متنها يقدم كل الاسعافات الأولية، الى حين وصول الحالات الى اقرب مستشفى، مؤكدا جاهزية فريق طبي مختص لاستقبال الحالات الطارئة.

بدوره، أشار رئيس قسم التخدير والعناية المركزة في مستشفى الرازي د. حسين المجادي، في تصريح مماثل لـ"كونا" وهو أحد الأطباء الذين رافقوا عددا من الحالات الحرجة على الإسعاف الجوي الى الإيجابيات التي تتمتع بها هذه الخدمة، ومنها تلافي التأخير في بعض رحلات الطائرات المدنية.

إسعاف المرضى

وأضاف د. المجادي أن الإسعاف الجوي يمتاز بعدم وجود ركاب عاديين على متن الطائرة، وهو ما يعيق أحيانا عملية إسعاف المرضى، وتلافي صعوبة الحصول على كرسي، ما يعرض حياة المريض للخطر، فضلا عن عدم إمكان نقل الميكروبات الى الركاب.

وأوضح أن هذه "الخدمة من الخدمات المتميزة، وأن دولا قليلة في العالم توفرها لمواطنيها، وذلك لارتفاع تكلفتها"، مشددا في الوقت نفسه على توعية مرافقي المرضى بكيفية التعامل مع الإسعاف الطائر.

بدوره، كشف مراقب خدمات الإسعاف والطوارئ الطبية جاسم الفودري، في تصريح مماثل، أن عملية تلقي البلاغات تتم بواسطة أحدث الاجهزة، مؤكدا اهتمام وزارة الصحة بتطبيق خطة الطوارئ وإدارة الازمات من خلال التعاون المشترك بين وزارتي الصحة والداخلية والإدارة العامة للإطفاء.

من جهته، قال نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي للشركة المتعاقدة، العميد الركن الطيار المتقاعد علي الفودري، في تصريح مماثل لـ"كونا" "إن المشروع لاقى دعما كبيرا من السلطات العليا، وذلك لتوفير أفضل الخدمات للمواطنين والمقيمين"، مضيفا أن الطائرات المستخدمة على أعلى مستوى من التطور لتغطية جميع الطرق وجاهزة للتعامل مع الحوادث في أقل وقت ممكن.

حركة المرور

وأوضح الفودري أن الطائرتين العموديتين المستخدمتين في الخدمة من نوع (بل 429) ومجهزتان بنظام إنذار تنبيه حركة المرور ونظام الاتصالات الداخلية ونظام تتبّع عبر الأقمار الاصطناعية، وتبلغ سرعتهما 237 كيلومترا في الساعة، ومداهما 650 كيلومترا.

وأشار الى أن سرعة الطائرة النفاثة، وهي من نوع "تشالنجر 604"، تبلغ 889 كلم في الساعة، ويمكنها الطيران من الكويت مباشرة الى أي مقصد، لافتا الى أنها تحلق على ارتفاع 41000 قدم، ومزودة بنظام اتصال داخلي، فضلا عن المعدات الطبية الضرورية، وهي تحمل شعار دولة الكويت وشعار وزارة الصحة - إدارة الطوارئ الطبية.

من ناحيته، أكد مسؤول المشروع وممثل الشركة، عبدالرضا عباس، وهو أحد مؤسسي الإسعاف الأوائل بالكويت في تصريح مماثل لـ"كونا" أنه تم اعداد جميع المسعفين الجويين والأطقم الطبية وإخضاعهم لدورات في الطوارئ ليكونوا على مستوى عال من الجاهزية.

وأضاف عباس أن وزارة الصحة ترشح كل عام 15 فردا ليكونوا ضمن طاقم صحي يتم تدريبهم وتأهيلهم للقيام بهذه المهمة، حتى يكونوا على إلمام كامل بالتعامل مع الظروف الخاصة بالإسعاف الطائر.

back to top