أكد رئيس الحكومة اليمنية خالد بحاح إصراره على الاستقالة التي تقدم بها، رافضا تسيير الأعمال في ظل تدخل الحوثيين. وبينما قمعت ميليشيات "أنصار الله" التظاهرات المناهضة لها لليوم الثالث على التوالي، غادر نائب رئيس الجمهورية أحمد عوض بن مبارك البلاد بعد يومين من إفراج الحوثيين عنه.
في وقت تتزايد المخاوف من تفكك اليمن، تمسك رئيس الحكومة المستقيلة خالد بحاح أمس بموقفه الرافض للتراجع عن الاستقالة التي قدمها منذ أسبوع، وحمل جماعة "أنصار الله" الحوثية مسؤولية ما ستؤول إليه البلاد، معلنا رفضه تسيير الأعمال في ظل هيمنة الجماعة على مقدرات البلاد وتدخلها في كل شيء.وأكد بحاح، في بيان نشره عبر صفحته على "فيسبوك"، أن استقالة حكومته كانت تعبيرا عن استيائها الشديد من "العملية الانقلابية" التي قادتها "أنصار الله" في 19 يناير الجاري، عندما استولت على دار الرئاسة والقصر الجمهوري.وأشار البيان إلى أن "الاستقالة أتت بعد اختطاف أحمد عوض بن مبارك مدير مكتب الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي، ومحاولة اغتيال رئيس مجلس الوزراء، ووضع هادي ورئيس الحكومة ومجموعة من الوزراء تحت الإقامة الجبرية، الأمر الذي لم يحدث في تاريخ البلاد".كما جدد بحاح تأكيده أن استقالة الحكومة كانت تعبيرا عن استيائها أيضا من ممارسة الضغط من قبل الحوثيين على عدد من المؤسسات الإعلامية، و"الاستيلاء" عليها، والتدخل في شؤون الوزارات والمؤسسات الحكومية، والسيطرة بالقوة على عدد من محافظات الجمهورية.وقال في البيان إنه يأمل من كل المكونات السياسية أن تتحمل مسؤوليتها الوطنية والتاريخية في "الفترة العصيبة"، وأن تعود إلى مرجعيات مؤتمر الحوار الوطني المتمثل في مسودة الدستور الوطني ومشروع الدولة الاتحادية.وكان بحاح ذكر، في تصريح صحافي نشر أمس، أن الرئيس اليمني تعرض للضرب من المسلحين الحوثيين الذين دخلوا إلى منزله في 19 يناير الجاري.بن مباركفي غضون ذلك، أفاد صحافي يمني بارز يدعى جمال عامر بأن "مدير مكتب رئاسة الجمهورية، بن مبارك، غادر البلاد إلى جهة غير معلومة"، مرجحا أن تكون وجهته الولايات المتحدة الأميركية.ويأتي هذا التصريح بعد يومين من إفراج الحوثيين عن بن مبارك الذي احتجز لديهم أسبوعين، وتسليمه إلى أحد زعماء قبائل محافظة شبوة، حيث ترددت أنباء باشتراطهم مغادرته البلاد إلى "منفى اختياري".وكشف عامر أن بن مبارك اتصل يوم الثلاثاء الماضي بهادي، بعد أن أصبح حرا طليقا، بينما هادي رهين محبسه.قمع حوثيفي هذه الأثناء، ولليوم الثالث على التوالي، قمعت الميليشيات الحوثية تظاهرات مناهضة لهم في عدد من المحافظات، وأطلقوا مساء أمس الأول الرصاص الحي لتفريق تظاهرة خرجت ضدهم وسط العاصمة صنعاء، كما استخدموا السلاح الأبيض والهراوات لضرب المتظاهرين، ما أوقع عددا من الجرحى فضلا عن اختطاف الحوثيين لعدد من المشاركين.ونشرت الميليشيات المسلحة عناصرها في شارع الستين بلباس مدني وعسكري على طول شارع الستين ومداخله، لمنع توافد المتظاهرين بعد دعوة نشطاء شباب للخروج باحتجاجات ضد "الانقلاب الحوثي".جولة جديدةإلى ذلك، انطلقت الجولة الرابعة من الحوار بين ممثلي القوى والأحزاب السياسية، برعاية المبعوث الدولي جمال بن عمر، أمس، في العاصمة صنعاء.وذكرت مصادر أن "ثلاث رؤى متفق عليها بين الأحزاب المشاركة للخروج من الأزمة الراهنة تتمحور في تشكيل مجلس رئاسي مكون من كل الأحزاب، يحظى فيه مكون الحراك الجنوبي بنسبة 50 في المئة، وإقناع رئيس الجمهورية بالعدول عن استقالته، واستكمال المرحلة الانتقالية التي قادها، والعودة إلى المسار الدستوري، والعمل بالمادتين 115 و116 منه في حال فراغ الموقع الرئاسي".«القاعدة» و«داعش»من جهة أخرى، قتل مسلحون يشتبه في انتمائهم لتنظيم "القاعدة" جنديين في الجيش، وأفاد مسؤول إقليمي بأن "جنديين قتلا وأصيب آخران عندما نصب لهم مسلحون كمينا، بينما كانوا في دورية بمحافظة مأرب وسط البلاد".في السياق، أقدمت عناصر من "القاعدة" على هدم أهم معلم إسلامي بمدينة الحوطة بمحافظة لحج جنوب شرق صنعاء.ويضم المعلم، الذي تم هدمه بالكامل، ضريح ومسجد العالم الجليل سفيان بن عبدالله وقبره، الذي يعود إلى أكثر من 800 عام.من جهة ثانية، ذكر مصدر أمني، طلب عدم ذكر اسمه، أن المخابرات اليمنية تلقت معلومات بتوافد عشرات المقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية، المعروف بـ"داعش"، إلى محافظة حضرموت جنوب شرق البلاد عن طريق البحر.في سياق آخر، قال قيادي باللجان الشعبية في محافظات الجنوب الموالية للرئيس المستقيل إن "مسلحين مجهولين اختطفوا أجنبيا في عدن، يرجح أن يكون فرنسيا".(صنعاء، عدن - أ ف ب، رويترز، د ب أ)
دوليات
اليمن: حكومة بحاح المستقيلة ترفض تسيير الأعمال
30-01-2015