أول العمود:

Ad

أن يعود النشيد الوطني للدولة إلى المدارس، فهذا بحد ذاته سؤال: لماذا غاب أصلاً؟

ما أفرزته الحالة السياسية الداخلية من تمزُّق شمل جوانب اجتماعية ومناطقية في الكويت منذ بدء أحداث تغيير الدوائر الانتخابية قبل 10 سنوات، وتوالي أحداث جسام طالت المال العام والإدارة العامة وإبطال مجالس الأمة، هذا كله وغيره من تفاصيل جانبية، هو ما يمكن تسميته اليوم بالمشكلة الداخلية، إن كان يمكن تضمين تسمية المشكلة الخارجية بتفاصيلها الأخرى، كالوضع العراقي والسوري والخلافات الخليجية.

يحتاج الوضع الكويتي الداخلي إلى إعداد لحالة تصالح وتسامح بين كل القوى الفاعلة، والاجتماعية والسياسية معاً، وتغيير جذري لنمط تعامل جهاز الإدارة المحلية مع كثير من الملفات، وعلى رأسها إعادة مواضيع التنمية إلى الصدارة وبمصداقية، فلا يمكن الاستمرار بنفس العقلية، كما هو الحال الآن مع ملفات الانتخابات و"البدون" والجنسية والإنفاق العام والموازنة، وغيرها من مواضيع المواطن الكويتي.

البلد فيه كثير من الكلام وقليل من العمل، يجب كشف زيف من هم خلف الميكرفون، وتقديم من يعملون وهم خلف الكواليس، فالناس بحاجة إلى قصص نجاح وقدوات حقيقية لا متسلقة. في دول الخليج يتم اتخاذ القرارات الصائبة والمنطقية بكل سهول وسلاسة، بينما تبقى أبسط الأشياء في الكويت رهناً للجدل والتعطيل والمماطلة. (نموذج مشكلة المرور في دبي والكويت).

النفوس الكويتية مشحونة اليوم، وهذا جزء نفسي من المشكلة العامة في تأخر البلد، والمطلوب إعطاء القوة والدعم لقيمة العمل والتغيير، كلٌّ من موقع مسؤوليته، وإيقاف سياسة "تكسير المجاديف" لكل مخلص، مهما صغر منصبه، كما أن وقف الواسطات والتسلق في سلم الإدارة جزء مهم في رسم مشهد اجتماعي جديد.

أكرر دوماً بأن مجلس الوزراء يملك مفاتيح ما ندعو إليه، فالكويت تطلب منا الكثير ونحن لا ننفك نرد عليها: انتظرى.. الإصلاح قادم!!