الأربش بميزان الذهب
![أ.د. غانم النجار](https://www.aljarida.com/uploads/authors/30_1682522974.jpg)
لسنا هنا نبحث عن مذهب، شيعة أم سنة، لكن عن فعل يؤصل عقيدة البقاء والسلام، وفعل يؤصل منطق الفناء المطلق. جسد يحمي وجسد يقتل. التقى الجسدان المتوثبان، جاء أحدهما من مكان قصي مستخدماً جسده لقتل آخرين، لا يعرفهم، ولا يعرف عنهم إلا أنهم يستحقون القتل، وجسد آخر وقف ليحمي آخرين ويموت بعدها، أو فلنقل ليحيا بعدها. ففعل الحياة وفعل الموت متلازمان.التطرف المستشري في محيطنا هو مؤشر لسلوك الأمم المهزومة المحبطة التي تبحث عن خلاص بقتل الأقرب، دون حساب للربح والخسارة، هي مسؤولية حكومية كما أنها مسؤولية شعبية.محزن أن نسمع عمن يفرح ويؤيد فعلة نكراء كهذه، لكننا في زمن التردي والانحدار والضياع، وربما كانت أجساد الأربش، التي توزن بماء الذهب، بل أعلى من ذلك بكثير، هي التي طرحت النموذج والفكرة المتجذرة للجميع من أي مذهب وأي ملة.جسدان إذاً دون توقف، أحدهما للموت وآخر للحياة، ولكم الخيار.