مع دخول النزاع الدامي في سورية عامه الخامس، ظهرت بوادر موجة ثانية من الثورة تتلافى أخطاء الماضي وتركز على إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، في تحرك تزامن مع دعوة الأمم المتحدة لاتخاذ إجراءات حاسمة لإنهاء الأزمة التي زادها صعود دور وقوة الجهاديين تعقيداُ.

Ad

مع اقتراب الاحتجاجات في سورية من تمام عامها الرابع، أطلق ناشطون سوريون أمس، ما سموه "الموجة الثانية للثورة لتلافي أخطاء الماضي" وإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.

ويقف وراء هذا التحرك مجموعة من الناشطين والقيادات المدنية للاحتجاجات السورية، التي اندلعت في مارس 2011 وجوبهت بالقوة، قبل أن تتحول إلى صراع دام بين فصائل المعارضة المسلحة والقوات الحكومية وميليشيات داعمة لها، تسبب بمقتل أكثر من 210 آلاف قتيل وأكثر من 11 مليون نازح داخل سورية وخارجها وأكثر من 12 مليوناً بحاجة إلى مساعدات ملحة.

ووفق الصفحة، التي أطلقها الناشطون على "فيسبوك"، فإن "الموجة الثانية للثورة" تهدف إلى "الاستفادة من دروس وأخطاء المرحلة السابقة، واستعادة الروح الشعبية للثورة، وتحفيز النشاط الثوري"، مؤكدة تجرد الداعين للحراك الجديد من الانتماء إلى أي تنظيم أو حزب سياسي، لتمييز أنفسهم عن الكيانات السياسية التي تمثل المعارضة وأبرزها الائتلاف.

ويسعى هذا الحراك الثوري الجديد، حسب منظميه، إلى الوصول إلى هدفه عبر التركيز على 8 مجالات أو مسارات تشمل الجوانب السياسية والميدانية والإعلامية والمالية.

إجراءات حاسمة

في هذه الأثناء، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الأول، إلى اتخاذ "إجراءات حاسمة" تضع حداً للنزاع. وقال في بيان أمام مجلس الأمن، إن "الشعب السوري يشعر أكثر فأكثر بتخلي العالم عنه في وقت يدخل عاماً خامساً من حرب تدمر البلاد".

وأضافن أن أن المعاناة مستمرة "على مرأى من المجتمع الدولي الذي يبقى منقسماً وعاجزاً عن اتخاذ تدابير مشتركة لوقف القتل والدمار". وتابع: "أدعو مجلس الأمن إلى اتخاذ اجراءات حاسمة لحل هذه الأزمة وتحديد الطريق الواجب سلوكه".

وفيما لا يزال مجلس الأمن عاجزاً عن التوافق حول كيفية وضع حد للنزاع السوري مع عرقلة الفيتو الروسي كل القرارات ضد حليفها الأسد، حملت أمس الأول 21 منظمة حقوقية وإنسانية المجتمع الدولي مسؤولية الفشل في حماية المدنيين، منتقدة، في تقرير موحد، عدم قدرة الدول على تطبيق قرارات مجلس الأمن الهادفة الى ذلك.

التفاوض مع «داعش»

بدورها، قالت ممثلة منظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة (يونيسيف) في سورية هناء سنجر أمس، إنه على الدول التفاوض مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) للضغط عليه حتى يسمح لممثلي المنظمة بالوصول إلى المناطق التي يسيطر عليها، مشددة، في مؤتمر صحافي في جنيف، على وجوب إجراء مثل هذه المفاوضات "على الأقل لحماية الأطفال".

إصرار أميركي

وفي واشنطن، جددت الولايات المتحدة أمس الأول دعوتها إلى تنحي الاسد، مشيدة في الذكرى الرابعة لاندلاع النزاع بـ"شجاعة السوريين في وجه الطغيان".

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي "منذ أربعة أعوام يرد نظام الأسد على مطالبة السوريين بمزيد من الحرية والإصلاحات، بوحشية مستمرة وقمع وتدمير"، مضيفة: "كما قلنا منذ وقت طويل، على الأسد أن يرحل ويتم استبداله عبر انتقال سياسي وتفاوضي يمثل الشعب السوري".

وشددت المتحدثة على أن رحيل الأسد هو شرط "لاستقرار كامل" في سورية، مؤكدة في "مناسبة هذه الذكرى المؤلمة، نتذكر جميع من يتألمون والسوريين الشجعان الذين يناضلون ضد الطغيان ويقاتلون من أجل مستقبل يطبعه احترام الحقوق الأساسية والتسامح والازدهار".

الأسد اليائس

وفيما استضافت الخارجية الأميركية أمس، اجتماعاً بين أفراد يمثلون الاغتراب السوري ومسؤولين في المعارضة السورية بينهم الرئيس السابق للحكومة السورية الموقتة غسان هيتوـ اعتبر السفير الأميركي في سورية دانيال روبنشتاين في رسالة على حساب السفارة على موقع فيسبوك في هذه المناسبة، ان "تمسك الأسد اليائس بالحكم على وقع الرعب اليومي، هو دليل على أنه خسر الشرعية منذ وقت طويل وعليه أن يفسح المجال لانتقال سياسي فعلي".

رقابة أوروبية

وفي بروكسل، تعتزم دول الاتحاد الأوروبي فرض رقابة أكثر صرامة على مواطنيها العائدين من مناطق الحرب مثل سورية وغيرهم من الخطرين، استناداً إلى مجموعة من "مؤشرات المخاطر المشتركة".

واتفق وزراء داخلية الاتحاد أمس الأول، على تشديد الرقابة على حدود منطقة شنغن، التي لا يحتاج التحرك بداخلها إلى جوازات سفر، بعد دعوة زعماء الاتحاد إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة عقب هجوم شنّه متشددون على الصحيفة الفرنسية الساخرة شارلي إيبدو.

وقال مفوض الشؤون الداخلية بالاتحاد دميتريس أفراموبولوس، إن سلطات مراقبة الحدود ستستخدم مؤشرات المخاطر "حين تجري عمليات الفحص المنهجية على الأشخاص". إلا أن المسؤولين أحجموا عن ذكر تفاصيل عن المؤشرات لأسباب أمنية لكنهم قالوا، إن المؤشرات قد تستهدف رحلات جوية بعينها.

عمليات دهم وتوقيف

وفي مدريد، أعلنت وزارة الداخلية الإسبانية أمس، توقيف ثمانية يشتبه بانتمائهم إلى شبكة جهادية في إطار عملية متزامنة جرت في عدة مناطق، موضحة أن الموقوفين "دعوا إلى القيام بأعمال إرهابية في إسبانيا مستوحاة من الطريقة التي نفذت فيها عمليات في بلدان أخرى" وكانوا "يختارون مرشحين (للجهاد) لإرسالهم إلى سورية والعراق".

وأشارت الداخلية الإسبانية إلى أن عمليات الدهم، ما زالت جارية في مناطق برشلونة وجيرونا التي تبعد مئة كيلومتر شمال برشلونة وسيوداد ريال (200 كلم جنوب مدريد) وأفيلا (100 كلم شمال غرب مدريد).

محتجزو تركيا

وفي جاكرتا، أكد وزير الأمن الإندونيسي أمس، أن نحو 32 إندونيسياً احتجزوا في تركيا أو فقدوا بعد الاشتباه في محاولتهم العبور إلى سورية للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وذكرت وزيرة الخارجية رينتو مارسودي للصحفيين إن مجموعة من 16 إندونيسياً معظمهم نساء وأطفال اعتقلت في تركيا هذا الأسبوع. وقالت: "حصلنا على معلومات أنهم كانوا بالفعل يحاولون العبور إلى سورية"، مضيفة أن أن 16 إندونيسيا آخرين كانوا ضمن فوج سياحي وفقد اثرهم الأسبوع الماضي لم يتم تحديد مكانهم بعد والسلطات التركية لم تؤكد حتى الآن ما إذا كانوا في تركيا أو عبروا إلى سورية.

(دمشق، أنقرة، مدريد- أ ف ب، رويترز، د ب أ، سكاي نيوز)