«هجوم تكريت»: الجيش يدمر خط الدفاع الأول لـ«داعش»
• الغبان يدعو المهاجمين إلى التركيز على «القيم» • وزير الدفاع التركي في بغداد
• واشنطن لا تعترض على «أوسع تدخل إيراني» وتحذر من إيقاظ شبح الفتنة الطائفيةتمكن الجيش العراقي مدعوماً بعناصر ميليشيات «الحشد الشعبي» الشيعية ومقاتلين من العشائر السنية من تدمير خط الدفاع الأول لـ«داعش» في محافظة صلاح الدين، في وقت قالت واشنطن، إنها رصدت أوسع تدخل إيراني ميداني في العراق، محذّرة من التوترات الطائفية.لليوم الثالث على التوالي، خاضت قوات الجيش العراقي مدعومة بعناصر ميليشيات «الحشد الشعبي» الشيعية ومقاتلين من العشائر السنية، معارك عنيفة في صلاح الدين، في محاولة لتحرير هذه المحافظة من تنظيم «داعش» الذي سيطر عليها خلال هجومه الواسع في العراق في يونيو الماضي.وشنّت القوات العراقية هجوماً على تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، وناحية العلم «شمالها» وقضاء الدور «جنوبها»، من ثلاثة محاور: جنوباً من مدينة سامراء، وشمالاً من جامعة تكريت وقاعدة سبايكر العسكرية، وشرقاً من محافظة ديالى، وشهد أمس، تقدماً باتجاه الدور وناحية العلم.وقال الفريق الركن عبد الأمير الزيدي، قائد عمليات دجلة التي تشرف على ديالى: «الهدف من عملياتنا منع داعش من تنفيذ الهجمات وقطع طرق الإمداد والتواصل ونقل عناصره ومحاصرة المدن بشكل تام وخانق كي يتم الانقضاض عليهم». وأضاف الزيدي أن القوات المهاجمة «تمكنت من تدمير خط الصد (الدفاع) الأول لداعش، وهو نقطة انطلاق لهجمات التنظيم على مناطق ديالى (...) ما أدى إلى فرار عصابات داعش وانسحابها إلى داخل المدن».وقال ضابط برتبة لواء في الجيش من قيادة عمليات صلاح الدين، ومقرها سامراء، إن «العمليات مستمرة حسب الخطة التي تم الإعداد لها مسبقاً، فقطع الامداد وتطويق المدن من مقومات النصر لتلافي وقوع خسائر ومنع التنظيم من شن هجمات جديدة».وأوضح أن القوات «تتقدم تدريجياً وببطء بسبب تفجيرات القنابل على جانبي الطرقات ونيران القناصة، لكن نحقق الأهداف وفق الخطة».وأعلنت وزارة الداخلية العراقية أمس، تحريرها 97 قضاء وناحية وحي في صلاح الدين مشيرة الى قتل العشرات من «الإرهابيين».وسيطرت القوات العراقية أمس الأول، على جبال حمرين الاستراتيجية التي تربط قضاء صلاح الدين بقضائي ديالى وكركوك.كما أفادت تقارير ميدانية، بأن الجيش سيطر على حقلي عجيل وعلاس النفطيين.الغبانووصل وزير الداخلية العراقي محمد سالم الغبان أمس، إلى مدينة سامراء على رأس قوة عسكرية لمساندة القوات التي تحارب «داعش» والإشراف عليها.وقال الغبان، خلال اجتماعه مع القيادات الأمنية وعدد من المنتسبين في المدينة، «معركتنا يجب أن تركز على المبادئ والقيم من أجل الإنسان وكرامته وعزته». وأضاف أن «داعش أهان الإنسانية، لذا يجب أن نقاتل من أجل تحرير الإنسان، ونحن واثقون من الانتصار».وبحسب بيان للداخلية، فقد أمر الوزير العراقي بأن «تكون الفرقة الخامسة شرطة اتحادية مقراً جوالاً لقيادة العمليات العسكرية التي يشرف عليها (الوزير) مباشرة حالياً». وزير الدفاع التركيجاء ذلك، في وقت وصل وزير الدفاع التركي عصمت يلماز إلى بغداد. واعتبر يلماز في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي خالد العبيدي أن الحكومة الحالية برئاسة رئيس الوزراء حيدر العبادي تمثل جميع العراقيين، مؤكداً استعداد بلاده لتقديم الدعم اللازم لها.واشنطن والدور الإيرانيفي سياق آخر، وبعد الكشف عن مشاركة قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في الهجوم على صلاح الدين ومركزها تكريت، تعاملت إدارة الرئيس باراك أوباما ببرودة مع هذا الأمر، وإن أعربت عن قلقها من إمكانية أن يؤدي إلى توترات طائفية.واعتبر رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي، أن دور إيران في الهجوم على تكريت يمكن أن يكون «إيجابياً» إذا لم يؤد إلى توترات طائفية مع السنة.وقال الجنرال ديمبسي أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ أمس الأول، إن المساعدة الإيرانية للمجموعات المسلحة الشيعية ليست بجديدة، لكنها تتم بشكل علني أكثر هذا الأسبوع مع إطلاق هجوم القوات العراقية لاستعادة تكريت، مضيفاً أن الهجوم الذي بدأ قبل يومين يمثل التدخل الإيراني «الأكثر وضوحاً» في العراق منذ 2004 «مع مدفعية ووسائل أخرى».وأضاف: «بصراحة هذا التدخل سيطرح مشكلة فقط إذا أدى إلى توترات طائفية».ولفت ديمبسي إلى أن ثلث القوات المشاركة في عملية تكريت من الفرقة الخامسة في الجيش العراقي أما الثلثان الباقيان فمن قوات «الحشد الشعبي»الشيعية، وقال: «إذا تصرفت هذه القوات بطريقة نزيهة، أي أعادت المدينة لأهلها، عندها سيكون لهذا الأمر تأثير إيجابي على الحملة العسكرية ضد تنظيم داعش».ورداً على سؤال عما تردد عن وجود قاسم سليماني في صلاح الدين أجاب الجنرال ديمبسي: «لقد رأيت صورته بنفسي، استخباراتنا ستعمل الآن للتحقق ما اذا كان موجوداً هناك أم لا».شبح الفتنةبدوره، أعرب وزير الدفاع آشتون كارتر أمام اللجنة نفسها عن أمله في ألا يؤدي الهجوم على تكريت إلى إيقاظ شبح الفتنة الطائفية «المقيتة» في العراق. وقال كارتر، إنه «مع تقدم عملية استعادة الحكومة العراقية للأراضي، علينا أن نتأكد من أن هذه الحملة تتم بطريقة غير طائفية».الموصلوأعلن وزير الدفاع الأميركي، أن مسؤولاً عسكرياً أميركياً تحدث إلى وسائل إعلام عن هجوم مرتقب لاستعادة مدينة الموصل، قدم معلومات غير صحيحة، وما كان ينبغي له مطلقا أن يناقش بأي حال خطط الحرب علناً.وأبلغ كارتر اللجنة بأنه «من الواضح أن تلك ليست معلومات صحيحة ولم تكن صحيحة، وهي ليست المعلومات التي ينبغي البوح بها للصحافيين، وعليه فإنه تصرف خاطئ على الصعيدين كليهما».ووصف كارتر الإفادة الصحافية بشأن هجوم الموصل بأنها «من قبيل التكهنات». وامتنع عن تقديم إطار زمني، قائلاً إن القوات العراقية ستهاجم الموصل عندما تكون جاهزة. (بغداد ــــــ أ ف ب، د ب أ، رويترز)