«أوبك»... وجمهور صيدا!
حسناً فعلت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بإبقائها على سقف الإنتاج عند 30 مليون برميل يومياً، وعدم خضوعها للضغوط التي مورست على أعضائها، وبصفة خاصة المملكة العربية السعودية لخفض الإنتاج، فمعركة الحصص يجب أن تخاض إلى النهاية، ولا يجوز أن نترك المعركة في منتصفها ونرتد على أعقابنا ليستفيد منها الطرف الآخر، ويعزز وجوده في السوق ويستولي على حصص إنتاج لمصدرين ذوي كفاءة عالية، وأقل ضرراً بالبيئة.في الواقع، أنا لست خبيراً نفطياً أو متخصصاً في هذا المجال، لكنني منذ زمن وأنا متابع وقارئ جيد لكل ما يتعلق بالطاقة، وبصفة خاصة النفط، لأنه سبب نهضتنا ومورد رزقنا الوحيد، وهو ما يتطلب أن يكون محل اهتمام كل معني بالشأن العام، ومازلت أتمنى أن يقام في الكويت مركز كبير لدراسات الطاقة والنفط يقدم دراسات ومراجع للمتخصصين والمهتمين بهذا المجال، ويقوم بأبحاث ودراسات بشأن النفط والطاقة المتجددة وكل ما يتعلق بهذه الأمور.
وعودة إلى موضوع "أوبك"، من الواضح أن تراجع الأسعار، وتشبث دول المنظمة بحصصها يؤديان غرضهما، فرغم الادعاءات بأنه لم يؤثر على النفط الصخري الأميركي، فإن الحقائق تقول إن 60 في المئة من حفارات النفط الصخري قد توقفت عن العمل وانخفضت قيمة الاستثمارات في هذا المجال، فيما تتم مراجعة المردود الاقتصادي لنفط الرمال الكندي الذي يستهدف أسواق شرق آسيا، وهي الأسواق الرئيسية ذاتها لنفوط دول الخليج العربي.أما الحديث عن تصدر الولايات المتحدة الأميركية لمنتجي النفط في العالم الذي أعلن عنه مؤخراً فيستلزم سؤالاً آخر هو: إلى متى تستطيع الولايات المتحدة أن تبقى في هذا الموقع؟ خاصة أن أعمار آبار النفط الصخري قصيرة ولا تتجاوز عامين أو ثلاثة أعوام، وهناك تحركات واسعة لأنصار البيئة ضده بعد بروز أدلة على تسبب تكسير الصخر النفطي في تلويث المياه الجوفية وآثار أخرى لم يتم حصرها بعد. معركة دول "أوبك" بشأن الحصص والإنتاج يجب أن تستمر إلى النهاية، فهناك جوانب سياسية واقتصادية لابد أن تحسم لمصلحة الأجدر، رغم أن هناك حرباً من مستوردي النفط يستعجلون فيها القضاء على دول "أوبك" ودورها، لذا فهم بين فترة وأخرى يخرجون بتقارير غير دقيقة كما حدث في تسعينيات القرن الماضي، عندما أشاعوا أن بحر قزوين يحتوي على مخزونات نفطية هائلة اتضح في ما بعد أنها غير دقيقة، وعلينا اليوم أن نواجه ظاهرة النفط الصخري التي يتجاهل الغرب أضرارها البيئية المدمرة في سبيل رغبته الجنونية في إزاحتنا عن مركز الصدارة والتحكم في سوق النفط.*** حسب اعتقادي فإن الاعتداء الذي وقع على منتخب الكويت لكرة القدم وجمهوره بعد مباراة في تصفيات دولية آسيوية الخميس الماضي على ملعب صيدا البلدي في لبنان هو الاعتداء الثالث على التوالي على منتخبنا على الأراضي اللبنانية، والذي يتم تجاهله على المستوى الرسمي للدولة واتحاد كرة القدم، ولا تتقدم الدولة باحتجاج رسمي أو يقدم اتحاد الكرة شكوى رسمية إلى الفيفا والاتحاد الآسيوي.يا جماعة... يا ناس... أتمنى أن أعرف ما سبب خضوع واستسلام الخليجيين للبنان... مهما فعلوا بنا؟!ففئة منهم تهدد أمن دول الخليج العربي وتضرب إخواننا في سورية وتؤسس ميليشيات في البحرين والعراق وتدرب وتقاتل مع الحوثيين ضد الرياض، وقبل ذلك ما تم من اختطاف مواطن كويتي على أراضي لبنان، وتفجيرات ديسمبر عام 1983 في الكويت وحادثة طائرة الجابرية والشاحنات و"الكونتيرات" التي تفخخ بالحبوب المخدرة والمخدرات وتتوجه لنا، معظم ما يأتينا من هذا البلد (....)، ومع ذلك "عسل على قلوبنا"! تجارة واقتصاد وسفراء ومكاتب تمثيل لصناديق تنمية لنا على أراضيه. ما هي يا أهل الخليج "الذلة اللي ماسكينها علينا اللبنانيين؟!".