إياد نصار: التحكيم في المهرجانات مسؤولية كبيرة

نشر في 22-09-2014 | 00:01
آخر تحديث 22-09-2014 | 00:01
No Image Caption
أكد الفنان الأردني إياد نصار سعادته بمشاركته في لجنة تحكيم الأفلام القصيرة في مهرجان الإسكندرية السينمائي، مشيراً إلى أن ثمة عدداً كبيراً من المهرجانات العربية يعمل على إثراء العمل السينمائي، وأوضح أنه لا يهتم بالبطولات المطلقة، لأنه يعتبر الشخصية التي يجسدها ويتقنها هي البطل الحقيقي.

كيف خضت تجربة التحكيم في «مهرجان الإسكندرية لسينما البحر المتوسط»، خصوصاً أنك لا تملك الخبرة الكافية في المجال التحكيمي؟

مشاركتي في لجان تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة في مهرجان الإسكندرية لها مذاق خاص، فهي التجربة الأولى لي في محفل كبير كـ «الإسكندرية السينمائي»، والصعوبة في هذه التجربة أنها تشكل تقييماً لأعمال فنية لشباب مبدعين وهي ليست بالمهمة السهلة، بل تحتاج إلى تركيز وأمانة وبعد عن المجاملات وما شابه ذلك. المهم هو أن يكون الاختيار بناءً على معايير علمية وفنية واضحة.

هل شاركت سابقاً في تقديم أفلام قصيرة؟

شاركت في الفترة الأخيرة في فيلم قصير، وسعدت به جداً وبتجربته الشيقة التي كانت بالنسبة إلي مثيرة، فتكثيف العمل داخل فيلم قصير أمر في غاية الروعة والجمال، ما يجعل للأفلام القصيرة جاذبية خاصة. لذا يجب الاهتمام بها في الدول العربية وتعميم تجربتها وتسليط الضوء عليها لأن صناع هذه الأعمال هم أمل السينما الحقيقيون.

هل ترى ضرورة أن تحمل هذه الدورة اسم الفنان نور الشريف؟

نور الشريف نجم كبير. شخصياً، تعلمت منه الكثير وتأثرت بطريقة تفكيره وبتجربته الفنية المهمة، فهو واسع القراءة والاطلاع وشديد الثقافة ويهتم بجميع التفاصيل، وعندما يقدم عملاً يكون عند ثقة جمهوره الكبير، لذا يستحق التكريم عن كل مرة وقف خلالها أمام الكاميرا أو على المسرح، بالإضافة إلى أنه شكل وجدان جيل كامل. أحرص على متابعة أعماله بشغف، وإطلاق اسمه على الدورة الثلاثين لمهرجان الإسكندرية أمر رائع. أتمنى أن تحذو المهرجانات الأخرى هذا التقليد، لأنه يجب إطلاق أسماء النجوم الكبار، أصحاب التجارب الخالدة سواء الأحياء أو من رحلوا عنا، على المهرجانات.

لكنك ما زلت قليل الظهور في المهرجانات والفعاليات السينمائية.

لا أتعمد الغياب عن الفعاليات الفنية، لكنني أحياناً أكون منشغلاً بأعمال فنية تحتاج مني إلى تركيز. والمهرجانات بالنسبة إلي ملتقى للأفكار وتعطي فرصة للاحتكاك المباشر بالثقافات المختلفة، وعندما تتحين لي الفرصة في حضور أحد المهرجانات لا أتأخر أبداً عن التواجد في أي فاعلية فنية سواء كانت مهرجاناً أو ندوة.

يرى البعض أن المهرجانات السينمائية لا فائدة من ورائها غير جمع الأموال والتصوير أمام الكاميرات الفوتوغرافية. ما رأيك؟

كل مهرجان أو فاعلية له دوافعه التي تحرك المسؤولين عنه، فثمة من يريد أن يقدم جديداً للفن وثمة أشخاص يكون هدفهم التصوير. لكن في النهاية غالبية المهرجانات الفنية يكون هدفها الرقي بالفن والسينما، وهذا ما نراه في مهرجانات كثيرة في الدول العربية، ولولاها لما بقيت لدينا سينما أو دراما.

ماذا تتوقع للسينما العربية في الفترة المقبلة، خصوصاً أن بعض الدول المتقدمة سينمائياً يعاني من القلاقل والمشاكل السياسية؟

أعتقد أن الوضع سيتحسن كثيراً وأن الدول العربية ستعود إلى سابق عهدها الفني. ما حدث لنا ولوطننا العربي خلال السنوات الثلاث السابقة كان أكبر من فهمنا واستيعابنا، وأوسع من أن نستطيع ملاحقة أحداثه. على مستوى الفن، حاول القيمون على السينما والدراما والمسرح العربي الخروج من كبوتهم الناتجة من التوترات السياسية، لكن المهم فعلاً أن تستمر صناعة الفن لتحافظ على جذب الجمهور. وتحسن الظروف السياسية سينعكس إيجاباً على نوعية الأعمال الفنية وجودتها وقيمتها.

قدمت بطولات تلفزيونية كبيرة، لماذا لم تهتم في السينما بذلك؟

لا أرى أهمية للبطولة المطلقة لهذه الدرجة، فإذا وجدت فهذا أمر جيد. ولكن من جهة أخرى، أرفض هذا المصطلع، فالفن عمل جماعي ومهما بلغت أهمية النجم فإنه في حاجة إلى جميع العاملين معه في الفيلم سواء كانوا الممثلين المساعدين أو المخرج أو السيناريست، لأن السينما عبارة عن عناصر متكاملة.

أهتم بالدور الذي أجسده لأن الشخصية هي التي تفرض نفسها على العمل. مثلاً، سُعدت جداً بدوري الصغير في فيلم «ساعة ونص»، حيث كانت أدوار الأبطال محدودة المشاهد إنما مؤثرة في العمل ولا ينساها الجمهور. وهو فيلم بطولة جماعية متميزة يتمنى كل فنان المشاركة فيه. عموماً، أراهن دائماً على الدور الذي أؤديه وكلما أجدته كنت بطلاً ومؤثراً بغض النظر عن المساحة في النص.

كيف ترى قدرة السينما في التأثير على المجتمع؟

تحاول السينما العربية أن يكون لها تأثير فاعل وإيجابي على المجتمع. لكن التجربة الأنجح في هذا السياق تبقى السينما الأميركية التي استطاعت في وقت من الأوقات التأثير على العالم، وأعطت انطباعاً بقوة أميركا. أما  السينما الأوروبية فمهمة، ولكن إيقاعها مختلف وهادئ تماماً عن نظيرتها الأميركية.

back to top