أكد وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري أن «العراق اليوم لا يخفي هفواته أو أخطاءه عندما تحدث، ولا يلجأ الى الكذب كما كان في النظام السابق»، مشيرا إلى أن «سقوط الرمادي أعلنته الحكومة العراقية مباشرة، وهذا ليس من باب الضعف بقدر ما هو نوع من الشفافية والمكاشفة مع شعبنا ومع العالم بأسره، يجب أن نتحلى بأخلاقيات وشجاعة الاعتراف بالخطأ الذي لا يصادر الكيان أو الشخصية، بل يصادرها الكذب والتضليل والتغرير بالآخرين، واليوم يلاحظ الجميع أن هناك أبناء العراق الغيارى في دفاع مستميت لاسترجاع كل المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي».
وقال الجعفري، في تصريح لـ»الجريدة»، إن «الموصل هي الوحيدة التي بأكملها بيد داعش، وسيتم تحريرها بالكامل وتحرير بقية المناطق المسيطر عليها»، مضيفا أن «مشكلة العراق الحقيقية اليوم هي أن نسبة كبيرة من القنوات الإعلامية بكل أنواعها لا تكتب الحقيقة، ولا تنقل الصورة كما ينبغي أو كما هي، وهذا ما نعانيه تماما في العراق منذ يوم سقوط النظام البائد».وردا على سؤال بشأن قلة الدعم العسكري الأميركي للعراق، قال الجعفري: «الدعم العسكري الأميركي للعراق ليس بالحجم الذي يتناسب مع حاجاتنا الحقيقية، هذا من جانب، ومن جانب آخر كذلك، لا يتناسب مع عمق الخطورة التي تعرض لها العراق، وهذا لا يحتاج إلى مجهر حتى نراه».وأكد أن «كل العالم يدرك جيدا أن العراق يخوض غمار المعركة في الخط الأول، والمواجهة أصالة عن نفسه، وفي الوقت نفسه نيابة عن دول العالم بأكملها، لأن الإرهاب لم يبدأ في العراق، ولم ينته به. وهنا أشيد بدور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي يقر باستمرار بأن العراق يحارب ويقاتل أصالة عن نفسه، ويقاتل أيضا نيابة وبالوكالة عن بقية دول العالم».وأضاف أن «الإرهاب المعاصر بدأ في 11 سبتمبر عام 2001 في واشنطن، ونيويورك، وبعدها انتقل إلى مناطق أخرى، وفي مجال الوضع الإقليمي في سورية، ثم من سورية تسرب إلى العراق، ومن العراق بدأ يتسرب إلى مناطق أخرى، إذن نحن أمام حالة معولمة متسعة، لافتا الى أن داعش عندما يستقوي بالعراق سينتقل إلى أراض أخرى، حيث لا يوجد ما يمنع هؤلاء من أن ينتشروا في كل بلد من بلدان العالم».وحول أداء الائتلاف الدولي في العراق وحربه على داعش، أجاب:» من حيث المبدأ لا أقول إنهم لا يقدمون مساعدات، ولكن من الناحية الفعلية التي أخضعها لمعادلة التناسب بين الحاجة والواقع الميداني، فليس بالمستوى المطلوب، لذا نستثمر هذه الفرصة لنحث هذه الدول على أن ترفع من مستوى الدعم من حيث الإمكانات وحجم المساعدات، سواء كانت العسكرية أو الأمنية أو المعلومات أو القضايا الإنسانية والخدمية. ليس مع العراق فقط، بل مع أي بلد يتعرض لهجوم من داعش».وعن دخول الحشد الشعبي إلى الأنبار، قال: «الحشد الشعبي ليس إفرازا مناطقيا، كما أنه ليس إفرازا مذهبيا ولا قوميا إنما هو إفراز وطني، لذا يعمل تلبية لنداء المرجعية، ويعمل بتنسيق وإدارة القوات المسلحة العراقية، وأثبت أن أداءه كان رائعا، واستطاع أن يحقق انتصارات جيدة، وهو ليس واجهة مضادة ومتقاطعة مع القوات المسلحة، بل يعمل تحت مظلتها، ولأنه وليد جديد فهو خال من عقد القضايا البيروقراطية والتكلسات السابقة، وجاء بطريقة جيدة، ومستعد لأن يضحي. وأبرز شيء فيه هو التضحية، وبالفعل لقن هؤلاء الإرهابيين دروسا، ولا أحد ينكر اليوم أن الحشد الشعبي قوة لكل المحافظات، وقوة لأهالي الأنبار الشرفاء، وقوة لأهل الموصل الشرفاء، وقوة لكل أبناء المحافظات الشرفاء من دون استثناء. الحشد الشعبي منهم ولهم، هو من الشعب، ويعمل بواسطة الأدوات الشعبية، ويحقق أهدافا شعبية. وما يقال عن رفض أهالي الأنبار دخول محافظتهم أمر غير صحيح، بل إن الشرفاء منهم طالبوا بدخول الحشد، وانضوى أبناء العشائر الأنبارية تحت لوائه ومقاتلة تنظيم داعش، جنبا إلى جنب مع الحشد».
آخر الأخبار
الجعفري الجريدة.: لا نخفي أخطاءنا ... و«الحشد» ليس مذهبياً
29-05-2015