دخلت «عاصفة الحزم» في اليمن أسبوعها الرابع أمس، في وقت دعا نائب الرئيس اليمني رئيس الحكومة اليمنية، خالد بحاح، الحوثيين إلى تنفيذ القرار الأممي الأخير الصادر بشأن اليمن، الذي يدعوهم إلى الانسحاب من صنعاء والمحافظات، وإعادة الأسلحة المنهوبة، وإلى الحوار وفق المبادرة الخليجية.

Ad

في أول كلمة له بعد تعيينه نائبا للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، إلى جانب منصبه رئيسا للحكومة، دعا خالد بحاح المتمردين الحوثيين الى تطبيق فوري لقرار مجلس الأمن الدولي الصادر قبل أيام، الذي دعا الميليشيات الى الانسحاب من العاصمة صنعاء والمحافظات، وتسليم السلاح الذي نهبوه من الجيش، والعودة الى الحوار وفق المبادرة الخليجية.

وشدد بحاح، في مؤتمر صحافي عقده بالرياض أمس، على أنه لا يمكن القبول بأي مبادرة قبل وقف الحوثيين هجماتهم في المناطق، خصوصا في مدينة عدن، التي أعلنها هادي عاصمة مؤقتة للبلاد، قبل لجوئه الى الرياض.

وردا على تقارير عن مبادرة اقترحها الرئيس السابق علي عبدالله صالح ويحملها وزير خارجيته السابق أبو بكر القربي الى عدد من الدول العربية والاوروبية، ذكر بحاح أنه لم يتسلم أي مبادرة، وأن أي تحرك مرفوض قبل وقف آلة الحرب الحوثية، مضيفا أن التدخل العسكري في اليمن كان ضرورة، وأنه بعد تحقيق الأهداف الاستراتيجية سيسعى لوقف الحرب، معبرا عن امله ألا تصل الأمور الى عمل بري، وأن يعود الحوثيون وصالح الى جادة الصواب قبل الوصول الى هذا الحد.

ووجه نائب الرئيس اليمني نداء لأبناء الجيش والأمن للانضمام للشرعية في البلاد، قائلا «أنا مقتنع بأن جنودنا وضباطنا لن ينساقوا لدعوات تمزيق الوطن».

وعن إيران، أكد بحاح ان بلاده تتطلع الى علاقات جيدة معها، الا انه ذكر انه يتعين عليها «التوقف عن العبث» باليمن، كاشفا أنه سيقود حكومة مصغرة من الرياض، وستكون الاوضاع الانسانية اولوية قصوى بالنسبة لحكومته التي شكلت لجنة وطنية للاغاثة للاهتمام بهذا الجانب.

بنعمر

الى ذلك، قدم مبعوث الامم المتحدة لليمن، جمال بنعمر، استقالته مع انهيار العملية السياسية تماما. وأوضحت الامم المتحدة، في بيان، ان بنعمر، الموفد الخاص للامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى اليمن «اعرب عن رغبته في ترك مهمته»، مضيفة أن «بديلا منه سيعين في الوقت المناسب».

وكان مسؤول في الامم المتحدة، طلب عدم الكشف عن هويته، قال إن أبرز المرشحين المحتملين لخلافة بنعمر، رئيس بعثة الامم المتحدة لمكافحة مرض ايبولا، الموريتاني اسماعيل ولد شيخ احمد.

 وبنعمر دبلوماسي مغربي يبلغ من العمر 58 عاما، وأشرف منذ عام 2011 على المحادثات التي افضت الى التوقيع على اتفاق انتقال السلطة وتنحي الرئيس السابق على عبدالله صالح، ثم على المحادثات الداخلية الكثيرة التي بلغت حائطا مسدودا مع سيطرة الحوثيين على السلطة في صنعاء مطلع 2015.

وأشار دبلوماسيون الى ان بنعمر تعرض خلال الاسابيع الماضية لانتقادات حادة من انصار الرئيس عبدربه منصور هادي وحلفائه في مجلس التعاون الخليجي، خصوصا من قبل السعودية. وتتهم دول الخليج بنعمر بأنه خدع من قبل الحوثيين الذين انخرطوا في محادثات سلام مع مواصلة هجومهم على الارض.

الجبير

من جهته، اعلن السفير السعودي في واشنطن، عادل الجبير، خلال مؤتمر صحافي في السفارة بواشنطن أن بلاده وحلفاءها لن يوقفوا الضربات الجوية ضد المتمردين الحوثيين، طالما لم تحقق هذه الضربات اهدافها، مؤكدا أنه «لا يوجد دور لدولة مثل إيران في مستقبل اليمن». وقال الجبير إن «عملية عاصفة الحزم مستمرة حتى تحقق جميع أهدافها، وهي حماية الحكومة الشرعية والشعب اليمني، وإيجاد حل سياسي قائم على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني»، مضيفا أن «العملية الجوية مستمرة وكل الخيارات مطروحة وتدرس والتشاور مستمر حيال مسألة القوات البرية»، مؤكدا أن «المملكة هي أفضل صديق لليمن وحريصة على استقراره وازدهاره»، لافتة الى أن «ازدهار اليمن هو ازدهار للمملكة». وقال أيضا «بدأنا نرى تصدعات» في قيادة المتمردين، اذ ان «قادة قد عادوا الى الجيش النظامي».

قمة سعودية ـــ بحرينية

الى ذلك، استقبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس الملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة أمس في الرياض.

وأكد العاهل البحريني، في كلمة، أن «الجهود المباركة والمبادرات الخيرة والمقدرة التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين كان لها بالغ الأثر في تجنيب المنطقة الكثير من الأخطار، وهي جهود تجسد الدور الرائد والقيادي المستمر الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية، خاصة في هذا الوضع الإقليمي الحرج والدقيق».

وأضاف أن القمة التي ستجمعه مع الملك سلمان ستكون «فرصة لتبادل الرؤى ووجهات النظر حول التطورات والمستجدات التي تشهدها المنطقة، وذلك بهدف التوصل إلى الأطر الضامنة والسبل الناجعة لمواجهة التهديدات الكثيرة والتحديات المختلفة التي تواجه دولنا، وبما يضمن تعزيز أمنها وترسيخ استقرارها».

مصر وطهران

وبينما رفضت مصر استقبال مبعوث الرئيس المخلوع صالح، أبوبكر القربي، قال مساعد وزير الخارجية الايراني لشؤون الدول العربية وافريقيا، حسين امير عبد اللهيان، إنه «من غير المقبول أن تضع مصر نفسها في مواجهة الشعب اليمني». ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء عن عبد اللهيان قوله لدى استقباله رئيس مكتب رعاية المصالح المصرية في طهران، خالد عودة، إن «ما يجري الان في اليمن معقد للغاية وخطير ويتطلب يقظة جميع الاطراف».

وأوضح أن «إيران تعتقد أن الحرب الجارية ضد اليمن الآن هي مستنقع عميق ولها عواقب خطرة، وأن امتداد النيران الى باقي البلاد يهدد امن كل المنطقة».

(الرياض، صنعاء ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ)

بنود مبادرة صالح المرفوضة

كشفت مصادر مطلعة بنود المبادرة التي يطرحها الرئيس السابق علي عبدالله صالح، والتي لاقت رفضا يمنيا وخليجيا وعربيا، وفي ما يلي أهم بنود المبادرة التي يسعى صالح والحوثيون إلى تمريرها:

● إخراج الميليشيات المسلحة من عدن والعاصمة صنعاء التي سيطر عليها الانقلابيون الحوثيون بدعم من ميليشيات صالح.

● تسليم السلاح إلى المكونات العسكرية.

● انطلاق الحوار في ظل المبادرة الخليجية.

● الاتفاق على تشكيل مجلس رئاسي من خمس شخصيات برئاسة خالد بحاح.

● تكليف محافظ صنعاء أحمد الكحلاني رئيساً للوزراء.

● تعيين عبدالله ضبعان وزيراً للدفاع.

● التوقيع على الاتفاق في مكة أو أي دولة خليجية.

● نقل السلطة الرئاسية لخالد بحاح.