خارج السرب: ثقافة «الفنجال»

نشر في 02-05-2015
آخر تحديث 02-05-2015 | 00:01
 فالح بن حجري  التفاهة رفاهية يفتقدها العقلاء، ولو عرفوا قدرها لأغاروا على مضارب بني تفاهة وقاتلوهم عليها بالسيوف والخناجر والشوك والطناجر والحلل، ما أجمل أن تكون تافهاً تنام قرير "عين عذاريك"، تسقي بعيد الجهل وتترك قريب العلوم، و"يا زينك" وأنت ترفل بثياب تفاهتك في حفلات عيد ميلاد طفولة الحوار، وحفلات زواج بنات الأفكار من كهول الحماقة، هذه هي الرفاهية وإلا فلا! أفكار تفاهة محلقة أو "مصلعة" في قول آخر، لا يتعدى تحليقها مساحة جمهورية الجهل وضواحيها، تبيض "كراتينَ" في أعشاش الوهم، ريشها منطق رخيص متوافر لا يكلف "نافوخ" المستهلك أكثر من طاقته الشرائية، أي في حدود خلية أو خليتين و"ثلاث ترباع" من مئة مليار خلية يتكون منها الدماغ البشري. يا بلاش والله يديم الرخص!

هو عرض وطلب و"الجمهور عاوز كده"، وإن كنت يا مولانا العاقل معترضاً فلتقف في طابور نار الخيبة، ولتنتظر رشقات الرصاص والأحذية، نعم "العقل زينة" يا سيدنا الأديب، ولكن تعليق الزينات في عزاء المنطق هو قلة أدب لا تغتفر، ونعم لا حياء في العلم، ولكن غض البصر مطلوب أمام مفاتن التفاهة ومغرياتها، اتقوا الله فينا يا معشر العقلاء، فنحن أمة لا تقرأ إلا "الفنجال"، فإياكم ومحاولة إثارة الفتنة في قلب مجتمع صائم عن التفكير، وتبّاً وسحقاً لمن يحاول منكم عرض جواهره أمام مغارة علي بابا "وربعه الأربعين"، فحلم "افتح يا سمسم" سيبقى من ضمن باقة أحلام الرعاة في زمن الخراف، وكل ما سيناله هو نصف كلمة "السم/سم" مع كوب ماء فاتر من الحنفية، في حين سينال علي بابا والأربعون النصف الآخر وسيقال لهم: سم طال عمرك!

سيدي العاقل اقبل واقعك كما هو، ولا تحاول أن "تدوس على جرحك" أكثر من اللازم، فالشارع مزدحم والمطبات كثيرة، و"تكاسي" الحوارات و"باصات الأخبار" قد تحذفك عن مسارك أو تصطدم بك، "فتلزق في شبة" ولن تكون هذه "الشبة" قطعاً "شبة نار" بأي حال من الأحوال، ولا تظننّ أن أحداً في هذا المجتمع سيسمح لك أن تكون "كليباً" ولا تفكر مجرد التفكير بأن "الحطب لك يجابي".

احذر من الحوادث فمثلك قطع غيار فكره لا تتوافر حالياً، فمصانع التفكير قد أقفلت في بلادنا منذ زمن طويل... وأهبل، ونحن نعيش الآن فقط على الاستيراد والتصدير، نستورد الأفكار الغربية ثم نصدرها إلى العالم بعد أن نصلي فيها "شرق"! و"كلنا في هذا الهمّ التافه شرق".

يا سيدي كن تافهاً تحلُ حياتك وتسعد بأيامك، وقد قالها الأولون: النصيحة بجمل، فخذ جملك هدية منا وانضم إلى قافلة التفاهة، ولا تنسنا من صالح تفاهتك.

back to top