«كامب ديفيد» والجوار الخليجي

نشر في 13-05-2015
آخر تحديث 13-05-2015 | 00:01
 د. ندى سليمان المطوع • كلما مر الجوار الخليجي بأزمة وجدنا أنفسنا وسط مبادرات ووساطات لا أول لها ولا آخر. أقول ذلك بعدما ضجت الصحف باجتماع رؤساء وممثلي دولنا الخليجية بأوباما، وأخذت تتنبّأ، وسط ازدحام "الشارع الدبلوماسي" بالمبادرات، وأبرزها مبادرتا إنقاذ اليمن والتعامل مع عودة إيران إلى الساحة الدولية بشروط، وامتعاض أميركي وغضب خليجي.

تلك القضايا بدأت تلقي بأعباء ثقيلة علينا كمجتمع خليجي، فبالإضافة الى العبء السياسي المتمثل بمواقفنا مما يحدث في المنطقة وعلاقاتنا بالتكتلات الخارجية، يأتي العبء الاجتماعي والاقتصادي فيضعنا في موقف محرج أمام المطالبات المحلية الخاصة بالرفاهية، وسد فجوة الدخل والتوظيف والتعليم المواكب للتكنولوجيا، فما ملامح الخطط الخليجية المستقبلية؟ هل ستتجاهل احتياجات المواطن الخليجي؟ ولم تثقلنا القضايا فقط بل أصبحنا نشعر أن الوزن السياسي في فترة ما بعد الربيع العربي ملقى علينا باعتبار دولنا الأكثر استقرارا في المرحلة الحالية.

• من يذكر "خفة دم" المصريين حينما فاز أوباما بالرئاسة، وزار مصر ليلقي كلمة موجهة إلى العرب والمسلمين، حينها انظلق الصوت المصري الشعبي خفيف الظل لشعبان عبدالرحيم قائلا:

من جامعة القاهرة ومهد الحضارات مصر

سمعنا أوباما بيقول خطاب العصر

ويا عربي اللي واقف تتفرج من بعيد

رسالة تفهمها وتستفيد.

   تناول خطاب أوباما آنذاك مرتكزات جديدة للسياسة الخارجية، وقد تناولناها في مقالات سابقة، وأبرزها القوة الناعمة والدبلوماسية الواقعية، وتحويل مبادرة السلام إلى خطوات عملية، والترويج للتعليم واستخدام التعليم الإلكتروني للتقريب بين الثقافات، وطرح مفاهيم شبابية للتنمية الاقتصادية، بالإضافة استراتيجية جديدة للعلاقات بين الولايات المتحدة ومسلمي العالم أجمع، ومساعدة العراق على بناء مستقبل أفضل دون قواعد عسكرية، وافتراض حسن النوايا النووية الإيرانية، والإشادة بالنساء من الدول الإسلامية، واللاتي تسلقن سلم السلطة التنفيذية والتشريعية دون عون أو ضغط. فما الذي تحقق اليوم وما الذي اختلف؟ وهل افتراض حسن النوايا تجاه إيران يأتي دون إشراك دول جوار إيران في مائدة الحوار؟

• اليوم تسعى دولنا الخليجية بعد اجتماع "كامب ديفيد" إلى ترتيب الصفوف وتوحيد المواقف تجاه القضايا كافة؛ لأننا كمنظومة مجلس التعاون نواجه خطورة ملفات دول الجوار الخليجي، ومنها العراق وسورية، والتي تتطلب ممارسة الدول الكبرى مسؤوليتها تجاه إنقاذ الدول النامية والمؤهلة للفشل، وضمان استرداد قوامها التنموي الصحيح، أما اليمن فقد قامت دول الخليج بصياغة الاتفاقية اليمنية الخليجية التي تشترط وقف العنف والتدخل الإنساني لإنقاذ الشعب اليمني، بعدها تشكيل حكومة وحدة وطنية يمنية وتحديد الحق في المجالس المختصة لتسيير الأمور، وتبقى قضية احتواء إيران وضمان ابتعادها عن السلوك العدواني بعد خروجها من عزلتها.

back to top