• ظاهرة جديدة تستحق الدراسة والمتابعة ألا وهي قيام الطالب الجامعي بالتنقل من تخصص إلى آخر خلال الأعوام الأولى من الدراسة، ولو سألنا عينة بسيطة من الطلبة لوجدنا أن الطالب يتأثر أولا برغبة والديه أو رفاقه في الدراسة، ثم يتخذ القرار طبقا لما يسمعه من الطلبة عن سهولة المواد أو صعوبتها، وفي المرتبة الأخيرة يأتي دور المرشد العلمي، وفي ظل الإقبال الشديد على التخصصات الأدبية والعزوف عن العلمية والإدارية الحديثة تبرز الحاجة إلى إعادة النظر في نحديد عمل المشرف الأكاديمي، وإنشاء إدارة لمتابعة ورقابة القيمة النوعية للاستشارة التي يوفرها للطالب ومدى فاعليتها، وأقترح أيضا أن تكون الاستشارة مكتوبة لأهميتها بتشكيل المستقبل الأكاديمي لأبنائنا وتكوينه.
• الظاهرة الثانية تتمثل بالحيرة التي تنتاب الطالب خلال مرحلة اختيار التخصص، فتجد البعض يذهب إلى اختيار التخصص الذي يقترب من الوظيفة التي يحلم بها الطالب، والبعض الآخر يتخذ القرار بناء على الهواية رغبة في تطويرها إلى مشروع تجاري، والأمر الذي لا يعرفه الكثيرون هو عودة بعض المبتعثين إلى مقاعد الدراسة بعد التخرج رغبة في التخصص بما يتماشى مع هواياتهم، وخير مثال على ذلك إقبال البعض من خريجي بعض التخصصات على الانخراط في المدارس التي يتخرج منها أفضل الطهاة، الأمر الذي يعني ابتعادهم عن سوق العمل ودخولهم إليه في فترة متأخرة.• الظاهرة الثالثة تتمثل بتعثرنا في كيفية التعامل مع الاستخدام الإلكتروني المبكر لأبنائنا الطلبة، وكيف يمكننا نشر الوعي الخاص بدخولهم القرية المعلوماتية الضخمة، وسلامة التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، ففي الوقت الذي تتفاعل فيه بعض المؤسسات التعليمية الحديثة مع التكنولوجيا، وتنشئ مواقع إلكترونية خاصة بالمناهج، وتسخر وسائل التواصل كافة لخدمة العلم والمعرفة نأتي بأسلوبنا الإداري التقليدي ونفتح الأبواب على مصراعيها لتوظيف العدد الضخم من ذوي الإنتاجية الضعيفة، ونرفض أساليب التقييم والتقويم، ومن ثم نفاجأ بانحدار المستوى التعليمي الرسمي، وما إن نفوق من الصدمة ونعي أن القطاع التعليمي الخاص قد سبقنا حتى نسعى إلى وضع العراقيل أمامه ليعم الفشل على الجميع.• خلاصةالحديث بعد نجاح مؤتمر "الكويت تسمع"، أضحت الحاجة اليوم إلى الهيئة الأكاديمية أن تستمع، فلمَ لا ننصت لاحتياجات أبنائنا الطلبة، ونقوم بدورنا القيادي لإرشادهم بشكل صحيح، قبل أن نفرض عليهم قوائمنا من التخصصات التقليدية؟ وأخيراً وليس آخراً فقد آن الأوان لفتح المجال للتعليم غير التقليدي والنظامي أي التعليم الإلكتروني والموازي أمام الطلبة والمهتمين. وللحديث بقية.• كلمات من ذهب تلك التي رافقت مسيرة المرحوم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فخالص العزاء للأسرة السعودية الكبيرة من العائلة الحاكمة والشعب السعودي، وخالص العزاء للأمتين العربية والإسلامية.
مقالات
خلف أسوار الجامعة
28-01-2015