تؤكد فرقة المسرح العربي نهجاً اتبعته في الاستعانة بالنصوص العالمية في المرحلة الرابعة من مسيرتها.

Ad

عرضت فرقة المسرح العربي عملها المشارك في المسابقة الرسمية في مهرجان أيام المسرح للشباب العاشر، "شارع 6" تأليف دايو فو وإعداد وإخراج يوسف الحشاش.

وتتميز المرحلة الرابعة من مسيرة فرقة المسرح العربي، بتقديم العديد من النصوص العالمية، وهي "حمراء ولكن" لموليير في مهرجان الكويت المسرحي الرابع (2000)، و"مربي الزوجات" (2001) عن "مدرسة الزوجات" لموليير في مهرجان الكويت المسرحي الخامس، و"نزهة إلى الجبهة" للكاتب الإسباني فرناندو أرابال (2002)،  و"من هو؟ من؟" للكاتب الإيطالي داريو فو في مهرجان الكويت المسرحي الثامن (2005)، و"فصيلة على طريق الموت"، للكاتب الإسباني ألفونسو ساستري، التي عرضت في مهرجان الكويت المسرحي الثاني عشر (2011)، وكل هذه الأعمال من إخراج أحمد الشطي.

واليوم تقدم الفرقة نصاً آخر للكاتب المسرحي الإيطالي داريو فو، عنوانه الأصلي "واحد عريان وواحد في بدلة سهرة"، و"فو" ليس كاتباً فقط بل هو مخرج ومصمم ديكور ومؤلف موسيقي ومصمم استعراضات أيضاً، حاز جائزة نوبل للسلام عام 1997، وكتب وألقى كلمة اليوم العالمي للمسرح عام 2013 دعا فيها إلى احتضان الشباب والتجديد ونبذ التطرف والأفكار الهدامة.

ويصادق د. عمر عبدالعزيز على حقيقة أكدها الفعل النقدي للمسرح العالمي في أن داريو فو يعد "الضلع الثالث في المثلث المسرحي التاريخي العتيد المكون من الأكاديمي التاريخي شكسبير، والتغريبي العضوي بريخت، أي أنه بمنزلة الضلع الثالث في هذه التوليفة الاستثنائية لكبار مسرحيي العالم.

داريو فو في "واحد عريان وواحد في بدلة سهرة" يستلهم التراث الشعبي والمسرحي لمجتمعه، مقدماً نقداً فنياً شاملاً ومؤثراً لنفاق وزيف قطاعات من المجتمع عبر النقد الساخر بغرض فضح الفساد والنفاق الاجتماعي والسياسي المستشري في الفئات المسيطرة، كما يتعمق في أسئلة الوجود والحياة، ويعري السلطة والفساد بالكوميديا الساخرة وعبر شخصيات واقعية وحوار عادي نلمسه في حياتنا العادية.

وهذا ينطبق على كل أعماله طوال مسيرته الفنية التي يقاوم عبرها الفساد الضارب في مجتمعه.

ويقدم عرض "شارع 6"، حالة من اثبات قدرات شباب التمثيلية مع الكوميديا، إذا ما علمنا أنهم أبناء فنانين أيضاً، فيوسف الحشاش هو ابن الكاتب مبارك الحشاش، وأمير مطر هو ابن الفنان والمخرج الراحل عبدالأمير مطر، وعيسى الحمر ابن الفنان صالح الحمر، ومحمد الشطي ابن الفنان جمال الشطي.

بيد أن الإيقاع قد هبط في العرض، نتيجة التباري في إطلاق الإفيهات الزائدة عن المعقول على خشبة المسرح، والإضافات، ما جعل العمل يمتد إلى ساعة تقريباً، وكان بالإمكان اختصار الزمن.