جاد شويري: أرفض وضع الأقنعة «أرتاح مع يارا وسيرين عبد النور حقيقية»

نشر في 06-05-2015 | 00:01
آخر تحديث 06-05-2015 | 00:01
منذ خوضه مجال الفن رسم جاد شويري هوية خاصة به، ورغم جرأته التي اعتبرها البعض زائدة، في بعض الأحيان، أصرّ على الاستمرار في مسيرته من دون التنازل عن أفكاره، فاكتسب من التجارب التي واجهها نضجاً ووعياً أثرا بشكل مباشر على أعماله الجديدة.
عن مشاريعه المستقبلية وتعاونه مع النجوم، كانت الدردشة التالية معه.
حققت أغنية {أجازة} نجاحاً سريعاً،  كيف رأت النور؟

كنت برفقة الملحن المصري محمد يحيى نعمل على أغنية {بنت جديدة} للفنانة جنى وأحضر لألبومي الجديد، في آن، فطلبت منه أن يقدم لي أغنية مصرية شعبية تكون جديدة شكلا ومضموناً، وبين الضحك والجد وصلنا إلى أغنية {أجازة}، وعملا بقراري أن  يضمّ عملي الجديد {دويتوهات} مختلفة تم اقتراح اسم الفنانة بوسي لتشاركني هذه الأغنية.

هل ثمة معرفة بينكما سابقاً؟

كنت أعرف أغنيتها {آه يا دنيا} لكني، حين أجريت بحثاً عنها عبر الانتريت، اكتشفت أن شعبيتها كبيرة في مصر، اتصلنا بها ورحبت بالفكرة وجاءت إلى بيروت وسجلنا الأغنية وصورناها.  

هل نفهم من كلامك أن الأغنية لم تأخذ تحضيراً كبيراً؟

صحيح، كانت سريعة جداً. ليست المدة الزمنية التي ينفّذ بها العمل هي الأهم، بل العفوية والصدق يوصلان الأغنية إلى الناس سريعاً ويساهمان في نجاحها. وقد لمست ذلك  شخصياً بعد طرح أغنية {إجازة}، من خلال التعليقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي أجمعت على الإعجاب بالأغنية،  فهي خفيفة ومضمونها جميل يلامس الجميع ويعبّر عنهم.

ابتعدت فترة عن الغناء وعدت بهذه الأغنية  كيف تقيّم هذه الخطوة؟

شكلت عودة موفقة لي إلى الغناء، وبعدما طرحتها في الأسواق تلقيت عروضاً لإحياء حفلات، وأعد الناس بمفاجآت  خلال فصل الصيف. كذلك، عدت إلى  الإطلالات الإعلامية  التي ابتعدت عنها بإرادتي بداعي السفر الدائم وانشغالي بالإخراج.

ما الجديد على صعيد إطلالاتك على المسرح في حفلاتك؟

لن أطل بمفردي، بل سترافقني فرقة تقدم استعراضاً على المسرح، ولن اكتفي بتقديم أغنياتي الخاصة، بل سأؤدي الأغنيات التي اخرجتها لزملائي الفنانين وحققت نجاحاً، فيعرض الكليب عبر شاشة لكن بمونتاج آخر مختلف، وثمة {ريمكس} جديد للأغنيات يترافق مع استعراض راقص، حتى أغنياتي وكليباتي ستعرض بطريقة جديدة، إضافة إلى الإضاءة والإبهار النظري، ما يعني أنني سأكون مغنياً ومخرجاً على المسرح.

هل ما تقدمه يلامس جيلا معيناً هو جيل الشباب فحسب؟

في بداية مسيرتي الفنية  توجهت  إلى الفئة العمرية الشابّة، لكن أغنية {إجازة} أحبها الناس على اختلاف أعمارهم، كذلك يتضمن ألبومي الجديد أغنيات موجهة إلى الفئات العمرية المختلفة، وهذا أمر طبيعي، فمع مرور السنوات باتت لدي خبرة وازددت نضجاً، ولا بد من أن ينعكس ذلك، بشكل مباشر، على أعمالي المقبلة.

أي عنوان سيحمل ألبومك المقبل؟

{على مزاجي} مبدئياً، لأنني فعلا أقدمه كما أريد، كوني  لا أتقيّد بقواعد تنفيذ أعمال غنائية تقليدية يعتمدها غيري، وسيكون جديداً شكلا ومضموناً، إذ يتضمن  أغنية إنكليزية  وأغنيات لبنانية ومصرية و}دويتوهات} مع أسماء معروفة وأخرى جديدة. سيسبق طرح الألبوم أغنية منفردة ودويتو مع اسم جديد غير معروف على الساحة الفنية.

الفنان الذي يعمل {على مزاجه}، أليست هذه الحرية {سلاحاً ذا حدين}؟

أصبحت حذراً أكثر، وحين أعمل على مزاجي آخذ في الاعتبار أهواء الناس والمجتمع الذي أتوجّه إليه،  لكن من دون التنازل عن أفكاري التي أؤمن بها خصوصا في الغناء. أريد أن يحبني الناس كما أنا، وأرفض وضع أقنعة، بل البقاء على حقيقتي حتى لو أحبتني فئة بسيطة، من أن اتصنع أموراً لست مقتنعا بها حتى لو استقطبت إلي جمهوراً كبيراً.

إذاً أنت راض عن جميع الأعمال التي قدمتها؟!

لدى صدور البعض منها كنت مقتنعاً بها، لكن اليوم حين أنظر إلى الوراء، اتمنى إعادة النظر فيها من دون شك، إنما لا اندم عليها بل أعتبرها تجارب تعلمت منها وحققت من خلالها النضوج الذي وصلت إليه اليوم.

ألا يحدّ النضوج من الجنون؟

أبداً، أن أكون ناضجا في الفن لا يعني التخلي عن أفكاري التي طالما ناديت بها، سواء  من خلال أعمالي أو غيرها، على غرار حقوق الإنسان والحرية الشخصية والانفتاح وتقبّل الآخر... بل صرت أعالجها بطريقة أعمق.

 اكتشفت أن الصورة الجريئة لا تفي بالغرض الذي أريد الوصول إليه، بل قد يرفضها الناس، فلماذا لا أقدم صورة {مؤدبة} تلبي  رغبة الناس وفي الوقت عينه تحمل الرسالة التي أريد إيصالها؟

جرأة وبلبلة

هل  يعني كلامك أن كليب funky arabs  الذي قدمته مع المخرج يحيى سعادة لم يكن في مكانه؟

لست نادماً عليه، لكنه كان أول كليب من إنتاجي الخاص، كلف نحو 200 ألف دولار، وحين عرض، شعرت بأني وضعت كل ما املك على عمل من دون أن آخذ حذري، كذلك لم أقتنع بكلمات الأغنية 100%.  حقق الكليب نجاحاً وطالته انتقادات كثيرة، في آن، وأعترف بأن  هذا النجاح لم يفرحني بل  ساهم في تراجعي... لكنه جمعني بالمخرج يحيى سعادة وهذه إيجابيته الوحيدة.

تنقلك الدائم بين لبنان ولندن وأميركا، ألم يؤثر على وضعك الفني؟

بالطبع، لذلك قررت الاستقرار في لبنان والتركيز على مشاريعي المستقبلية، ما زالت عيني على الخارج لكن لم يعد يشكل لي هوساً كما في السابق.

ثمة {هجمة} عليك من النجوم لإخراج أعمالهم إلام تعزو ذلك؟

إلى نجاح كليب يارا {يا عايش بعيوني}، فدفع النجوم لخوض تجارب إخراجية معي، واعتقد أن كليبي يارا وسيرين عبد النور الجديدين سيكون لهما وقع كبير في الساحة الفنية.

إذاً لم يعد النجوم يخافون جرأتك؟؟

أتفهم هذا التخوف لأنني، في الماضي، قدمت أفكاراً جديدة وجريئة أثارت بلبلة، لكن أعود إلى النضوج الفني الذي وصلت إليه وتأثيره المباشر على الصورة التي أقدمها، وأعتقد أن الكليب الذي أخرجته للكبير وديع الصافي  عزز ثقة النجوم بي وكسر حاجز الخوف بيننا.

ما المعايير التي تعتمدها اليوم في إخراج أي أغنية؟

لا اتكّل على اسم النجم لنجاح الكليب، بل أعمل على أن يشكل الكليب نقلة نوعية وإضافة للفنان. كذلك أتعرف إلى شخصية الفنان وأغوص في داخله لأقدّم عملا يشبهه، ولا أخرجه من هويته. ثم من يريد أن يعمل معي اليوم عليه أن يقتنع بشخصيتي وحرفيتي وقدرتي على تقديم عمل مناسب له.

أخرجت أغنية {غريبي هالدني} لنوال الزغبي، هل ثمة تعاون جديد بينكما؟

أفتخر بهذا الكليب الذي حقق نجاحاً وحصد جوائز من بينها: {موركس دور}، {دلتا أوورد}  وحصد جائزة في مصر... وثمة  تعاون جديد بيننا.

ما جديدك أيضاً؟

إضافة إلى كليب سيرين عبد النور، أصور أغنيتن ليارا، إحداهما خليجية في رومانيا وأخرى مصرية سنصورها في لبنان. فضلا عن كليب جديد لي وآخر للفنانة راندا حافظ، ورفضت أعمالا كثيرة كوني مرتبطاً بنشاطات فنية مختلفة، إلى جانب الكليبات.

نجمات

هل أحببت تجربة يارا مع المخرج ناصر فقيه في كليب {ما بعرف}؟

الفكرة بسيطة وجميلة وحقق الكليب نجاحاً وأحبه الناس.

حين تتعامل مع فنانة  على غرار يارا في أكثر من كليب ألا  تخشى الوقوع في التكرار؟

قدمنا أول أغنية باللهجة اللبنانية، واليوم، من خلال الأغنية المصرية نتوجه إلى جمهور مختلف، كذلك الأمر في الأغنية الخليجية، بالتالي التكرار غير وارد، لكن حين أجد أنني لا أملك جديداً أقدمه، طبعاً انصحها بالتعامل مع مخرج آخر... لا بد من أن أذكّر بأن يارا إحدى أكثر الفنانات اللواتي أرتاح في التعامل معهن، ونحن على توصل دائم في أي جديد تقدمه.

وماذا عن سيرين؟

تخطت علاقتي بسيرين إطار المهنة وبتنا  أصدقاء، لأنها حقيقية وبعيدة عن المصلحة والتصنع. مضمون الكليب عبارة عن قصّة تترجم كلمات الأغنية لكن بشكل جديد ومختلف. التعامل معها سهل كونها ممثلة محترفة ما أثر إيجاباً على العمل.

ماذا عن إليسا وهيفا؟؟

أحب إليسا كذلك هيفا،  ولديهما جماهرية  واسعة، لكني لا أضع فناناً في رأسي وأقرر التعاون معه بل أترك الأمور إلى الصدف وإلى الوقت المناسب.

كيف تقيّم الساحة الإخراجية اليوم؟

ثمة أعمال جميلة وأخرى متوسطة وفئة ثالثة أقلّ جمالا. عموماً، تلفتني أعمال المخرجين سعيد الماروق وإميل سليلاتي وإنغرد بواب.... لكن من الضروري أن نذكّر بأن قلة من النجوم اليوم تخصص إمكانات إنتاجية ضخمة في الكليب وبالتالي لا يمكن لوم المخرج وحده على تدني مستوى بعض الأعمال.

back to top