خاضت القوات العراقية مدعومة بمسلحي ميليشيات الحشد الشعبي حرب شوارع في ضواحي تكريت أمس، في حين تمكنت من صد هجوم لتنظيم «داعش» في مدينة الحلة جنوب بغداد، وسط قلق أميركي من تقارير عن إضرام جماعات شيعية النيران في منازل سُنة أثناء تقدمها في تكريت.

Ad

تحول الهجوم الذي بدأته القوات العراقية وميليشيات الحشد الشعبي الشيعية منذ عشرة أيام لتحرير مدينة تكريت إلى حرب شوارع مع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في حي القادسية، في حين زرع التنظيم أعدادا كبيرة من العبوات الناسفة والكمائن المفخخة بأغلب مناطق المدينة التي تعتبر مركز محافظة صلاح الدين.

وتوقفت القوات المشتركة من الجيش والشرطة و»الحشد الشعبي» عند منتصف حي القادسية بسبب الكمائن المفخخة والعبوات الناسفة، ونشر التنظيم لعدد من القناصة فوق أسطح المباني لإعاقة تقدم القوات ومنعهم من تفكيك العبوات.

واستعادت القوات المشتركة بلدات ومناطق محيطة بالمدينة، قبل أن تدخل حي القادسية شمالي تكريت الواقعة عند ضفاف نهر دجلة منذ يومين.

في السياق، ذكرت الشرطة العراقية أن 13 عنصرا من القوات العراقية قتلوا أمس، بالإضافة إلى إصابة 20 آخرين في حوادث عنف متفرقة شهدتها مناطق القتال بين القوات العراقية و»داعش» في محافظة صلاح الدين.

قلق أميركي

في هذه الأثناء، صرح مسؤولون أميركيون بأن الولايات المتحدة قلقة من تقارير أفادت بأن جماعات شيعية مسلحة أضرمت النيران في منازل أثناء تقدمها في مدينة تكريت، لكن المسؤولين أوضحوا أنه ليس لديهم حالات مؤكدة بحدوث انتهاكات خلال الهجوم الذي يعد الأكبر على تنظيم «داعش».

وقال المسؤولون إنهم يتابعون عن كثب الروايات من تكريت، ومنها تسجيل مصور نشر على الانترنت وتظهر فيه أبنية أضرمت فيها النيران. لكنهم أوضحوا أن من الصعب تحديد المسؤولية مستندين إلى اتهامات ضد كل من الجماعات الشيعية المدعومة من إيران وضد مقاتلي «داعش».

ودعا مسؤول أميركي آخر إلى توخي الحذر، لكنه أقر قائلا «نتابع هذا (الأمر) عن كثب».

معاملة السُّنة

وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي، قال أمام الكونغرس هذا الأسبوع، إنه لا يوجد لديه شك في أن الجماعات الشيعية المدعومة من إيران وقوات الأمن العراقية ستستعيد تكريت. لكنه عبر عن قلقه إزاء المعاملة التي يتعرض لها المسلمون السُّنة هناك.

وتقول الولايات المتحدة، إن بغداد لم تطلب دعما جويا من «التحالف» الذي تقوده الولايات المتحدة في حملة تكريت. ويأتي الدعم على الأرض من إيران التي أرسلت قائدا من قوات الحرس الجمهوري للإشراف على جزء من المعركة. وبينما يشتبه في أن ميليشيات «الحشد الشعبي» تستهدف ممتلكات من يزعم أنهم متعاطفون مع «داعش»، ذكرت مصادر لقناة «العربية» أن ميليشيات الحشد الشعبي اختطفت 50 شخصاً من تكريت واقتادتهم إلى جهة غير معلومة.

في سياق منفصل، نفت واشنطن صحة التقارير التي تتحدث عن مقتل جنود عراقيين نتيجة قصف طائرات تابعة للتحالف الدولي ضد «داعش» معسكرات تابعة للجيش العراقي.

هجوم الحلة

من جهة أخرى، ذكرت مصادر في الجيش العراقي أن قواته تمكنت من صد هجوم لـ»داعش» عند الحدود الإدارية مع عامرية الفلوجة، وتمكنت من قتل 20 من عناصره وأصيب 4 من القوات العراقية بينهم ضابط في مدينة الحلة التي تبعد 100 كيلومترا جنوبي بغداد.

وأبلغت المصادر، التي لم يتم الكشف عنها، وكالة الأنباء الألمانية أن «عناصر داعش حاولوا الهجوم انطلاقا من منطقة عامرية الفلوجة التابعة لمحافظة الأنبار على قوات الجيش في محافظة الحلة. وتصدت القوات لعناصر التنظيم وتم تدمير عدد من العربات العسكرية التابعة له».

قصبة بشير

من جهة ثانية، أفادت مصادر أمنية أن القوات العراقية المشتركة بدأت فجر أمس عملية تطهير قصبة بشير التركمانية التابعة لمحافظة كركوك من عناصر «داعش».

وأفاد المشرف على متطوعي الحشد الشعبي التركماني عن مقتل اثنين من المتطوعين وإصابة خمسة آخرين خلال المعارك لتحرير القرية التركمانية، مؤكدا أن قواته تحقق تقدما على عناصر «داعش».

معركة مصيرية

في السياق، أعلنت المرجعية الشيعية العليا في العراق بزعامة علي السيستاني أمس، أن المعارك التي تخوضها القوات العراقية من الجيش والشرطة ومتطوعي الحشد الشعبي ورجال العشائر الغيارى ضد «داعش»، معارك مصيرية للدفاع عن البلاد في حاضرها ومستقبلها، ورحبت المرجعية بمساعدة الإخوة والأصدقاء وشددت في الوقت نفسه على أن ذلك الترحيب لا يعني التفريط في الاستقلال والهوية العراقية.

بيعة «بوكو حرام»

إلى ذلك، أعلن المتحدث الرسمي باسم «داعش» أبو محمد العدناني في رسالة صوتية أن التنظيم قبل بيعة جماعة «بوكو حرام» النيجيرية أمس الأول.

وأضاف العدناني «نبشركم اليوم بامتداد الخلافة في غرب إفريقيا فقد قبل الخليفة (أبو بكر البغدادي) بيعة إخواننا في جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد (بوكو حرام) فنبارك للمسلمين وإخواننا المجاهدين في غرب إفريقيا بيعتهم».

وكانت جماعة «بوكو» أعلنت مبايعتها لتنظيم «الدولة الإسلامية» الأسبوع الماضي.

الإسلام والجزية

من جهة أخرى، دعا العدناني المسلمين الذين لم يتمكنوا من الانضمام إلى القتال في سورية والعراق إلى الانضمام إلى القتال في إفريقيا، وحذر اليهود والمسيحيين من أنهم سيواجهون أسلحة «الدولة الإسلامية» إذا لم يعتنقوا الإسلام أو يدفعوا الجزية.

وقلل العدناني من شأن التقارير التي تفيد بأن تنظيم «داعش» مني بخسائر عسكرية. قائلا: «في حين يسعى أعداء الدولة الإسلامية للسيطرة على مدن عراقية وأماكن أخرى فإن الجماعة تستهدف عواصم غربية».

(بغداد، الحلة ــ أ ف ب، د ب أ، رويترز)