«أوبرا ديرة» ملحمة وطنية عالية الجودة تستحق تمثيل الكويت في الغرب

نشر في 24-02-2015 | 00:01
آخر تحديث 24-02-2015 | 00:01
نجح القائمون على «أوبرا ديرة... نبقى كويتيين» في تقديم أول عمل أوبرالي كويتي ضخم.
تحت رعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وحضور نائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح، ووزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود، ووكيل الإذاعة الشيخ فهد المبارك، ومديرة مكتب الشهيد فاطمة الأمير، افتتح أمس الأول العرض الأول لأوبرا ديرة... نبقى كويتــيين» تأليــف درامــــي د. علي العنزي وتأليف موسيقي د. رشيــــــــــــد البغيـــــلـــــــي وإخـــــــراج د. فهد العبدالمحسن، على مسرح صباح السالم في جامعة الكويت بالخالدية.

بدأت الأوبرا باستعراض جزء من تاريخ الكويت قديماً عبر العرض السينمائي، بمرافقة الموسيقى الحية للأوركسترا التي قدها المايسترو البلجيكي إشتاين سافينيرز، حيث قدمت لقطات من الحياة البرية والبحرية، ثم مرحلة اكتشاف النفط في عهد المغفور له الشيخ أحمد الجابر، وأول نشيد وطني كويتي في ثلاثينيات القرن الماضي، حيث كان يردده المرحوم الشيخ عبدالله الجابر في إحدى المقابلات التلفزيونية «الشعب الكويتي لك البشرى/ فمجدك يا وطني ازدهرا/ وطالع سعدك مبتسم بعهد حزت به الفخرا». ثم مسابقة النشيد الوطني الحديث (الحالي) «وطني الكويت سلمت للمجد/ وعلى جبينك طالع السعد»، والتمازج الحي في أداء النشيد من مغني الأوبرا.

لتنطلق الدراما من خلال شخصيتي الملحن «عبدالله الراشد» (محمد الحملي) و»فايق عبدالجليل» (خالد أمين)، وخبر حشود القوات العراقية على الحدود، حينها يكون «فايق» يجهز عملاً لدانة التي ستزوج. فيردد «للحب أكثر من سبب/ والكويت هي أول سبب/ والكويت هي آخر سبب/ شنهو الغزل؟/ وانا معاها لا أزل/ اعزفها في ضلع السما/ وانحتها في جسم الجبل/ شنهو الغزل؟/ وبعيونها طيور الأمل/ وبكفوفها ريحة خجل/ ... هذي بلادي اشلون عنها انسحب».

تنتقل الأحداث إلى حصول الغزو الغاشم في عتمة الليل، فينتفض أهل الديرة: «نبقى نبقى كويتيين/ نموت.. نعيش كويتيين/ لا أرقام.. لا بنزين/ لا جمعية.. لا تموين/ تهز الناس الوطنيين/ نبقى نبقى كويتيين/ فصيلة دمي تقول كويتي/ ولبنة بيتي تقول كويتي/ ولو قرّب واحد ناحيتي/ يسمع قلبي يقول كويتي».

شباب الكويت تحملوا المسؤولية في تنظيف الشوارع، والخروج في مظاهرات مع أهل الديرة حاملين لافتة مؤيدة للشرعية الكويتية.

أما دانة التي كان من المفترض أن تتزوج يوم الخميس 2 أغسطس 1990، ولم يحصل بسبب الغزو الآثم، وعندما خلدت إلى النوم، حلمت بالعرس، ويوم تحضير العروس على أنغام أغنية «هب السعد»، وأغنية الأعراس الشهيرة أيضاً «يا من باس العريس».

أما «فايق» فيكتب المزيد من القصائد التي تحث الكويتيين على الصمود والمرابطة وترفض الاحتلال، حيث قال: «يا دمعة بلادي/ أنا المنديل والقنديل/ والصبر الجميل/ عزمي غرسته في البلد/ عمري وهبته للبلد/ أموت.. ومن بعدي الولد/ يستشهد بأرضه/ ولا ينوي الرحيل». كما ردد قصيدته «عبدالله الراشد»: «كلمتنا مسمار بلوح/ في عز الساعات العسرة/ حضرنا للأرض الروح/ قررنا نعلنا ثورة/ تحت الدشداشة والغترة/ كويتي يهز العالم بأسره».

وراح الجميع يتكاتف ضد الغازي المحتل، إلى أن بدأت الحرب الجوية لقوات التحالف الدولية من أجل تحرير الديرة، فقامت قوات الاحتلال بأسر عدد كبير من أبناء الديرة لدى انسحابها من الكويت ومن بينهم فايق عبدالجليل.

تنتهي الغمة بتحقيق تحرير الكويت من براثن غزو النظام العراقي، ورفع علم الكويت عالياً على الأرض الحبيبة.

أوبرا ديرة، ملحمة وطنية بامتياز، قدمت تمازجاً رائعاً بين الفن الغنائي الأوبرالي والمسرحي، وتناغماً بين الفنون الشعبية الكويتية والأوركسترا، نجحت في تقديم معادلة إيقاعية سليمة لكل عناصر العرض، وسينوغرافيا عالية الجودة.

يبقى القول إن أوبرا ديرة عمل مشرف يستحق أن يقدم في المناسبات الوطنية، وعرضه في الخارج سواء في الدول العربية أو الأوروبية.

back to top