واشنطن تُسقط مساعدات جوية لـ «وحدات الحماية» الكردية

نشر في 21-10-2014 | 00:01
آخر تحديث 21-10-2014 | 00:01
No Image Caption
كيري يصف الخطوة بأنها «استجابة لحظية»... وأنقرة تسمح للبيشمركة بالدخول إلى سورية
تنفست مدينة كوباني السورية الكردية الصعداء بعد أن وصلتها أسلحة أميركية اسقطت جوا لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية لصد هجوم «داعش». وحاولت واشنطن تهدئة مخاوف أنقرة التي سارعت إلى الإعلان أنها ستسمح لقوات البيشمركة الكردية العراقية بالعبور إلى كوباني، في خطوة وصفها مراقبون أنها محاولة للحد من نفوذ «الوحدات».

بعد ساعات من اتصال هاتفي بين الرئيسين الأميركي باراك أوباما والتركي رجب طيب أدروغان مساء أمس الأول، أعلن الجيش الأميركي أنه أسقط للمرة الأولى جوا أسلحة لـ"وحدات حماية الشعب" الكردي الذراع العسكري لحزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي السوري الذي تعتبره أنقرة الفرع السوري لحزب "العمال الكردستاني" التركي المدرج على قوائم الجماعات الارهابية في تركيا والولايات المتحدة ودول أوروبية.

وأعلنت القيادة الاميركية الوسطى التي تشمل الشرق الاوسط وآسيا الوسطى (سنتكوم) في بيان في وقت متأخر من مساء أمس الأول أن 3  طائرات من طراز "سي 130" تابعة لسلاح الجو الأميركي "سلمت أسلحة وذخيرة وامدادات طبية وفرتها السلطات الكردية في العراق واستهدفت تمكين مواصلة التصدي لمحاولات تنظيم الدولة الإسلامية للاستيلاء على كوباني".

وقالت القيادة المركزية إن الجيش الأميركي شن 135 ضربة جوية في كوباني في الأيام الأخيرة، مضيفة "لكن الوضع الأمني في كوباني مازال هشاً مع مواصلة تنظيم الدولة الإسلامية تهديد المدينة واستمرار مقاومة القوات الكردية".

«وحدات الحماية»

وأكد المتحدث باسم "وحدات حماية الشعب" الكردية ريدور خليل أمس أن "المساعدات العسكرية كانت جيدة، واميركا مشكورة على هذا الدعم وستؤثر ايجابا على سير العمليات العسكرية ضد داعش وما زلنا نأمل المزيد"، مؤكداً أن هذا الدعم "سيساعد كثيرا". وقال خليل إنه جرى التنسيق بين المقاتلين الأكراد وقوات الائتلاف الدولي لتسليم الاسلحة، وأكد أن المقاتلين الاكراد يحتاجون الى "الامداد بالاسلحة المتطورة وخاصة الثقيلة في ظل امتلاك داعش لأسلحة نوعية حصل عليها في الموصل وباقي المناطق التي اجتاحها" في سورية والعراق المجاور.

كيري  

من ناحيته، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال زيارته الى اندونيسيا أمس إن الولايات المتحدة أبلغت تركيا أن اسقاطها أسلحة جوا للأكراد السوريين، وقال في هذا السياق: "تحدثنا مع السلطات التركية. أنا تحدثت وتحدث الرئيس لكي نوضح تماما أن هذا ليس تحولا في سياسة الولايات المتحدة. إنها لحظة كارثية وطارئة" مضيفا أن ذلك كان "إجراء لحظيا".

واضاف كيري أن "إدارة ظهرنا لمجتمع يقاتل تنظيم الدولة الاسلامية امر غير مسؤول كما انه صعب اخلاقيا".

وقال مسؤول أميركي للصحافيين أمس إن "الرئيس باراك أوباما تحدث الى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس وأخطره بعزمنا القيام بهذا والأهمية التي نعلقها على الأمر"، وأضاف: "نتفهم المخاوف التركية القديمة فيما يتعلق بعدد من الجماعات منها الجماعات الكردية التي انخرطت معها في صراع. لكن نعتقد بشدة ان الولايات المتحدة وتركيا تواجهان خطرا مشتركا هو الدولة الاسلامية في العراق وسورية ونحن بحاجة الى تحرك سريع".

تركيا

وكان أردوغان رفض أمس الأول الدعوات الموجهة الى بلاده لتسليح المقاتلين الاكراد الذي يدافعون عن كوباني والمنتمين الى "وحدات الدفاع عن الشعب"، الجناح المسلح لحزب "الاتحاد الديمقراطي"، واصفا هذا الحزب بأنه "منظمة إرهابية".

وأكد مسؤول في وزارة الخارجية التركية أمس أن المجال الجوي التركي لم يستخدم في عمليات اسقاط جوي نفذتها الولايات المتحدة لمساندة المقاتلين الاكراد في كوباني.

واعلن وزير الخارجية التركي مولود شاوش اوغلو في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التونسي منجي حامد في أنقرة أمس: "نساعد مقاتلي البيشمركة الاكراد على عبور الحدود للتوجه الى كوباني، ومحادثاتنا مستمرة حول الموضوع"، دون اعطاء تفاصيل اضافية. واضاف الوزير "لم نشأ ابدا ان تسقط كوباني. لقد قامت تركيا بعدة مبادرات للحؤول دون ذلك".

ولم يعلق وزير الخارجية التركي مباشرة على القاء مساعدات

لـ "وحدات حماية الشعب"، واكتفى "اننا نتعاون بالكامل مع الائتلاف" الدولي، مضيفا "نريد التخلص من جميع التهديدات التي تحيط بالمنطقة. اننا نقدر المساعدات العسكرية والطبية الملقاة لهذا الغرض".

وهناك تقارب بين أنقرة ورئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني، في حين هناك خلافات بين حزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي السوري ورئيسه صالح مسلم وبين البرزاني الذي حاول توحيد الفصائل الكردية في سورية الا انه اصطدم بمعارضة مسلم. ورأى مراقبون أن اشارة تركيا الى دخول البيشمركة العراقية الى سورية هو تطور خطير وجديد وانه سيشكل تغييرا كبيرا في المنطقة.

وكانت تركيا رفضت فتح حدودها للمقاتلين الأكراد الأتراك للدخول الى كوباني وهو اقتراح تقدم به المبعوث الأممي الى سورية ستيفان دي مستورا وأيدته فرنسا، وقالت في المقابل انها ستسمح بمرور اللاجئين الأكراد السوريين الذي فروا من كوباني أو  من غيرها من المناطق السورية للقتال في كوباني.

(واشنطن، أنقرة ــ

أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top