شادي ألفونس: «من ألف إلى باء» فيلم واقعي لا سياسي
خرج من أشهر البرامج الساخرة ليعلن موهبته كممثل. إنه شادي ألفونس الذي قام ببطولته السينمائية الأولى أخيراً في الفيلم الإماراتي «من ألف إلى باء»، الذي عُرض في مهرجاني أبو ظبي والقاهرة.
حول خطوته السينمائية الأولى، ودوره فيها، وطموحاته كان لنا معه هذا اللقاء.
حول خطوته السينمائية الأولى، ودوره فيها، وطموحاته كان لنا معه هذا اللقاء.
كيف جاءت فرصة مشاركتك في «من الألف إلى الباء»؟
سمعت عن الفيلم من منتجه ومؤلفه محمد حفظي الذي عرض عليّ السيناريو لقراءته، وتوقعت أن يكون العمل مبهراً، واعتبرته فرصة لا تعوَّض، فطلب مني هو وفريق العمل إجراء اختبار على دور «رامي» الذي كانوا يبحثون له عن شاب مصري يتَّقن الحديث باللغة الإنكليزية. ذهبت وأجريت الاختبارات والحمد لله اجتزتها، ومن ثم بدأنا التحضير للعمل.هل مشاركتك مع باسم يوسف في «البرنامج» ساعدتك في تقديم هذا الفيلم؟بالطبع، ولكن الحقيقة أنه لم يتمّ ترشيحي لـ «من ألف إلى باء» بسبب ظهوري في «البرنامج»، والدليل أنهم طلبوا مني إجراء اختبارات أداء في البداية على مشاهد مختلفة قبل اختياري الفيلم.ما الذي جذبك نحو هذا العمل؟أنه لا ينتمي إلى تصنيف معين، فهو كوميدي ودرامي وحركة ويتضمَّن مجموعة من المغامرات. شخصياً، أحب هذا الخليط، وأحب متابعة الأفلام التي تمزج كل هذه الأجواء في عمل واحد. أعتقد أن هذا الخليط يجعل الفيلم واقعياً أكثر مما إذا كان كوميدياً خالصاً، أو درامياً خالصاً فلا يأتي ثقيلاً على المشاهد، مهما كان جيداً لأن الحياة ليست دائماً مضحكة ولا مبكية، لذا تمَّ توظيف الإفيهات الواردة فيه بشكل مناسب مع الأحداث.ماذا عن قصة الفيلم؟تدور أحداثه خلال عام 2011. ينوي «عمر» (فادي رفاعي) الذهاب بصحبة صديقيه «رامي»، الذي أجسد شخصيته، و»جاي» (فهد البتيري)، برحلة برية كان من المخطط أن يقوموا بها منذ خمس سنوات قبل أن يتوفى صديقهم الرابع «هادي». يختارون هذا التوقيت تحديداً تكريماً لصديقهم الراحل، قبل أيام من ذكرى ميلاده الخامس والعشرين. ويشير اسم الفيلم إلى مضمونه فهو رحلة من أبو ظبي إلى بيروت، يتعرض الأصدقاء خلالها إلى معوقات ومواقف مضحكة.لماذا لم يتطرق الفيلم خلال رحلة أبطاله في سورية إلى الأحداث السياسية فيها، واكتفيتم بعرض مشاهد الدمار الحاصل فيها؟لأن هذا ليس موضوعنا، ففكرة الفيلم هي تقديم حكايات لثلاثة أصدقاء وليس استعراض الأحداث السياسية في البلاد العربية. عُرضت هذه المشاهد كجزء من الواقعية التي يقدمها العمل، بمعنى أنه خلال مرور الأبطال في أنحاء سورية كان من الطبيعي أن يروا هذا الإرهاب، ولكنهم مهتمون فقط برحلتهم التي يكملوها ولا يدخلون في تفاصيل أخرى. كيف وجدت الإنتاج المشترك لهذا الفيلم بين الإمارات والخليج ومصر؟أعجبتني كثيراً فكرة تعاون ثلاث دول عربية في تنفيذ هذا المشروع، بما في ذلك من تنوع جنسيات فريق العمل أمام الكاميرا وخلفها، فشاركني البطولة كل من السعودي فهد البتيري والسوري فادي الرفاعي، وهي خطوة تتم للمرة الأولى في السينما على عكس الدراما التلفزيونية، لذا أعتبر الفيلم عربياً دولياً يضم جنسيات ولغات متعددة، وكان هذا أمراً لافتاً جداً لي.متى سيُطرح الفيلم تجارياً؟ خلال شهر يناير المقبل في الخليج ومصر بالتزامن مع جميع الدول العربية.كيف وجدت مشاركة الفيلم في مهرجاني أبو ظبي والقاهرة؟كان حلم حياتي أن يكون لي فيلم خاص يُعرض في اثنين من المهرجانات السينمائية العظيمة، خصوصاً أنه سيشارك في مهرجانات أخرى خلال الفترة المقبلة.هل يُحملك عرض فيلمك الأول في هذين المهرجانين مسؤولية كبيرة؟بالطبع، ويجبرني على اختيار أعمالي المقبلة بدقة، لأنه يفترض أن يصعد الفنان ويتقدم خطوة إلى الأمام، ولا يعود إلى الوراء بخطوات غير محسوبة، أو يظل في مكانه.هل تتوقَّع أن يحظى الفيلم بقبول جماهيري مثلما نال عرضه في المهرجانين؟أتمنى أن يحدث ذلك، وينعكس على شباك التذاكر، ولكنني لا أستطيع إبداء رأيي بخصوص اختلاف جمهور المهرجانات عن مثيله في الصالات. أمل أن يخبر المشاهدون الذين تمكنوا من حضور عرض الفيلم غيرهم ممن لم يستطيعوا متابعته في المهرجانين لتشجيعهم للذهاب إلى السينما لمشاهدته.ماذا عن كواليس تصوير الفيلم؟كانت ممتعة، خصوصاً أنه خلال رحلتهم يمرّ الشباب الثلاثة على بلاد عربية من بينها السعودية والأردن وسورية. ومع أنني لم أكن أعرف بطلي العمل إلا أن التصوير خلال شهرين في الصباح والمساء قرب بيننا، وخرجنا من هذا العمل أصدقاء، وهذا انعكس أمام الكاميرا.كيف وجدت العمل مع المخرج الإماراتي علي مصطفى؟في البداية لم أكن أفهمه لأنه فريد من نوعه، فهو إماراتي- بريطاني، ويفتخر بجنسيته الإماراتية وهذا أمر مشرف بالطبع، ولكنه لم يكن يستوعب اللهجة والإفيهات المصرية، فنحن ننفعل جداً حينما نتحدث بأجسامنا وأيدينا ووجوهنا وعيوننا، وكان يرى ذلك مبالغة زائدة، حتى اقتنع في النهاية أن هذه هي الشخصية المصرية، وبعد ذلك تيسر التعاون بيننا.بعد «من ألف إلى باء»، ما خطواتك السينمائية المقبلة؟أحلم بتقديم أفلام متنوعة كوميدية ودرامية وحركة، فأنا ممثل والممثل يمكنه تقديم الأنواع كافة، وأتمنى التعاون مع أي مخرج يحب العمل في الفن بالفعل، ولا يهمني اسم المخرجين وتاريخهم الطويل، بل الخطة الجيدة.هل تنوي التركيز في السينما أم أنك قد تتجه إلى التلفزيون؟أطمح في التركيز في كليهما، والمفاضلة بينهما تتوقف على حسب الفكرة، فثمة أفكار تكون جيدة إذا تم تقديمها في عمل تلفزيوني والعكس صحيح، لذا لا أضع هذا الموضوع في تفكيري، وكل ما أنوي فعله هو أن أقدم أدواري كما يجب، وأمثل الأفكار التي اتفقنا عليها مع فريق العمل.